تبدأ عدوى المسالك البولية (UTI) عندما تدخل البكتيريا إلى المثانة أو الكليتين أو أي جزء آخر من المسالك البولية. ومن أفضل طرق علاج التهاب المسالك البولية وتخفيف الأعراض، مثل الألم والحرقة والحاجة الملحة إلى التبول، هي استخدام المضادات الحيوية. ولكن هل يمكن علاج التهاب البول بدون هذه المضادات الحيوية؟ تعرفوا على الإجابة من خلال المقال الآتي.
علاج التهاب البول بالمضادات الحيوية
سوف يأخذ طبيبك عينة بول لتأكيد إصابتك بالتهاب المسالك البولية. بعد ذلك سيقوم بعمل مزرعة في المختبر لبضعة أيام لمعرفة نوع البكتيريا الموجودة لديك. ثم سيصف أحد المضادات الحيوية التالية:
- أموكسيسيلين / ايجيمنتين
- سيفترياكسون
- سيفالكسين
- سيبروفلوكساسين
- فوسفوميسين
- ليفوفلوكساسين
- نيتروفورانتوين
- تريميثوبريم / سلفاميثوكسازول
سينظر طبيبك أيضًا في هذه العوامل عند اختيار المضاد الحيوي:
- هل انت حامل؟
- هل تجاوزت سن 65؟
- هل لديك حساسية من أي مضادات حيوية؟
- هل كان لديك أي آثار جانبية من المضادات الحيوية في الماضي؟
سوف تأخذ المضادات الحيوية لمدة 2 إلى 3 أيام، بينما سيحتاج بعض الأشخاص إلى تناول هذه الأدوية لمدة تصل إلى 7 إلى 10 أيام. وفي حالات العدوى المعقدة قد تحتاج إلى تناول المضادات الحيوية لمدة 14 يومًا أو أكثر.
اختبار البول يمكن أن يبين ما إذا كانت العدوى عولجت أم لا. إذا كنت لا تزال تعاني من التهاب البول، فستحتاج إلى تناول المضادات الحيوية لفترة أطول من الوقت.
وإذا كنت تصاب بهذه العدوى كثيراً، فقد تحتاج إلى تناول مضادات حيوية منخفضة الجرعة يوميًا لمدة 6 أشهر أو أكثر. وإذا تسببت العلاقة الزوجية في التهاب المسالك البولية، سيصف الطبيب أخذ جرعة من الدواء مباشرةً قبلها. يمكنك أيضًا تناول المضادات الحيوية كلما أصبت بالتهاب المسالك البولية.
هل يمكن علاج التهاب البول بدون مضادات حيوية؟
المضادات الحيوية هي علاج فعال لمرضى المسالك البولية. ومع ذلك، يمكن للجسم في كثير من الأحيان حل عدوى المسالك البولية البسيطة وغير المعقدة من تلقاء نفسه دون مساعدة من المضادات الحيوية.
حسب بعض التقديرات، فإن ما بين 25 إلى 42 في المائة من حالات العدوى بالتهاب المسالك البولية غير المعقدة تشفى من تلقاء نفسها. في هذه الحالات، يمكن للناس تجربة مجموعة من العلاجات المنزلية لتسريع الشفاء.
عدوى المسالك البولية الشديدة على النقيض تتطلب العلاج الطبي. وتتضمن عدوى المسالك البولية هذه واحدًا أو أكثر من العوامل التالية:
- التغيرات في المسالك البولية أو الأعضاء، مثل تضخم البروستاتا أو انخفاض تدفق البول.
- أنواع البكتيريا التي تقاوم المضادات الحيوية.
- الحالات التي تؤثر على الجهاز المناعي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو أمراض القلب أو الذئبة.
طرق علاج التهاب البول في المنزل
لعلاج التهاب المسالك البولية بدون مضادات حيوية، يمكنك تجربة العلاجات المنزلية التالية:
1. الحفاظ على ترطيب الجسم
قد يساعد شرب الماء بانتظام في علاج التهاب المسالك البولية؛ يساعد الماء أعضاء المسالك البولية على إزالة النفايات والسموم من الجسم بكفاءة مع الحفاظ على العناصر الغذائية الحيوية به، كما أن الترطيب يخفف البول ويسرع رحلته عبر النظام البولي، مما يجعل من الصعب على البكتيريا الوصول إلى الخلايا التي تبطن الأعضاء البولية وتسبب العدوى.
لا توجد توصية محددة بشأن مقدار ما يجب أن يتناوله الأشخاص يوميًا، حيث تختلف احتياجات كل شخص من الماء. ولكن في المتوسط، يجب أن تشرب ما لا يقل عن ستة إلى ثمانية أكواب من الماء كل يوم.
2. التبول عند الحاجة
التبول المتكرر يضع ضغطًاً على البكتيريا في المسالك البولية، مما يساعد على التخلص منها، كما أنه يقلل من مقدار الوقت الذي تتعرض فيه البكتيريا في البول للخلايا في المسالك البولية، مما يقلل من خطر ربطها وتشكيل العدوى.
قم بالتبول دائمًا في أسرع وقت ممكن للمساعدة على منع التهاب المسالك البولية وعلاجها.
3. شرب عصير التوت البري
عصير التوت البري هو واحد من أكثر العلاجات الطبيعية لمرضى التهاب البول والمسالك البولية. وقد استخدمه الناس تقليدياً للمساعدة في إزالة الالتهابات العامة وتسريع وقت الشفاء من الجروح.
الدراسات التي أجريت على فعالية عصير التوت البري في عدوى المسالك البولية كانت لها نتائج مختلطة. وفقًا لأحد المراجعات، يحتوي عصير التوت البري على مركبات قد تمنع خلايا الإشريكية القولونية من الالتصاق بالخلايا في الجهاز البولي.
ويحتوي عصير التوت البري أيضًا على مضادات الأكسدة، بما في ذلك البوليفينول، والتي لها خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات.
حتى الآن لا يوجد دليل إرشادي محدد حول مقدار عصير التوت البري الذي يمكن شربه لعلاج التهاب المسالك البولية، ولكن التوصية الشائعة هي شرب حوالي 400 مل من عصير التوت البري الذي لا يقل تركيزه عن 25 في المئة يوميًا لمنع عدوى المسالك البولية أو علاجها.
4. استخدام البروبيوتيك في علاج التهاب البول
يمكن للبكتيريا المفيدة، والمعروفة باسم البروبيوتيك، أن تساعد في الحفاظ على صحة المسالك البولية وخلوها من البكتيريا الضارة.
وعلى وجه الخصوص، قد تساعد مجموعة من البروبيوتيك تسمى العصيات اللبنية في علاج ومنع عدوى المسالك البولية. يمكن للبكتريا القيام بذلك عن طريق:
- منع البكتيريا الضارة من الانضمام إلى خلايا المسالك البولية.
- إنتاج بيروكسيد الهيدروجين في البول، وهو مضاد للجراثيم قوي.
- خفض درجة الحموضة البول، مما يجعل الظروف أقل ملاءمة للبكتيريا للنمو والانتشار.
يتواجد البروبيوتك في مجموعة متنوعة من منتجات الألبان المخمرة، بما في ذلك:
- الزبادي.
- الكفير (مشروب فوار).
- بعض أنواع الجبن.
- الملفوف المخلل (ساوركراوت).
يمكن أيضًا تناول مكملات بروبيوتيك، والتي عادةً ما تكون في شكل كبسولة أو مسحوق يمتزج في الماء أو المشروبات الأخرى.
5. الحصول على ما يكفي من فيتامين C
فيتامين C هو أحد مضادات الأكسدة التي تساعد على تحسين وظيفة الجهاز المناعي.
يتفاعل فيتامين C أيضًا مع النترات الموجودة في البول لتكوين أكاسيد النيتروجين التي يمكن أن تقتل البكتيريا؛ يمكن أن يقلل الفيتامين من درجة حموضة البول، مما يجعل احتمال بقاء البكتيريا أقل احتمالاً.
كما هو الحال مع عصير التوت البري، يستخدم الناس فيتامين C بأشكال مختلفة لعلاج عدوى المسالك البولية، ولكن هناك نقص في البحوث الجيدة للتأكد من أن زيادة تناول فيتامين (ج) يمكن أن تمنع أو تعالج عدوى المسالك البولية. وفقًا للبحث المحدود، فإن تناول مكملات أخرى إلى جانب فيتامين C قد يزيد من فوائده.
وتوصي المعاهد الوطنية للصحة أن تحصل النساء على ما لا يقل عن 75 ملغ من فيتامين C يوميًا، وذلك للسيدات اللاتي تبلغ أعمارهم 19 عامًا، بينما يحتاج الرجال إلى حوالي 90 ملغ يوميًا؛ يجب على البالغين الذين يدخنون تناول 35 ملغ إضافية من فيتامين ج كل يوم.
6. النظافة الشخصية و علاج التهاب البول
يتطور العديد من التهاب المسالك البولية عندما تصل بكتيريا المستقيم أو البراز إلى مجرى البول، وهي القناة الصغيرة التي تسمح للبول بالخروج من الجسم، وبمجرد وجود البكتيريا في مجرى البول، يمكن أن تنتقل إلى أعضاء المسالك البولية الأخرى حيث يمكن أن تؤدي إلى التهابات.
بعد التبول، امسح بطريقة تمنع البكتيريا من ملامسة الأعضاء التناسلية. استخدم قطع منفصلة من ورق التواليت لمسح الأعضاء التناسلية والشرج، وانتبه أثناء دخولك الحمامات العامة لهذه الأشياء:
ممارسة عادات النظافة الجيدة
الجماع يدخل البكتيريا والميكروبات الأخرى من خارج الجسم إلى المسالك البولية؛ يمكن أن تساعد ممارسة النظافة الجيدة في تقليل عدد البكتيريا التي يمكن للأشخاص نقلها أثناء الجماع.
ومن الأمثلة على الصحة الجنسية الجيدة ما يلي:
- التبول قبل وبعد الجماع مباشرةً.
- استخدام وسائل منع الحمل، مثل الواقي الذكري.
- غسل الأعضاء التناسلية، وخاصةً القلفة، قبل وبعد ممارسة العلاقة الزوجية.
- ضمان أن شريكك على علم بإصابتك بالتهاب المسالك البولية سواء في الوقت الحالي أو مسبقاً.
يحاول الباحثون حاليًا تصميم لقاحات من شأنها أن تمنع العديد من أنواع البكتيريا من الالتصاق بخلايا الجسم بشكل صحيح. كما أنهم يعملون على تطوير لقاحات أخرى من التهاب المسالك البولية التي تمنع البكتيريا من النمو وتسبب العدوى. حتى الآن، وصل نوع واحد فقط من اللقاحات إلى التجارب بالشرية الأولية. لا تزال الدراسات على البقية تستخدم عينات من الحيوانات والأنسجة.