تعتبر أدوية وقف الإسهال أدوية غير مفضلة في علاج الاسهال للاطفال ؛ بجانب أنها ممنوعة تماماً في حالات النزلات المعوية للأطفال بسبب عدم جدواها وارتفاع نسب الآثار الجانبية والعكسية لها، لكن ماذا يحدث إذا تناول الطفل جرعة زائدة من أدوية وقف الإسهال عن طريق الخطأ؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج الاسهال للاطفال
- أدوية خفض إفراز السوائل في الأمعاء: الكولين/بيكتات Kaolin/Pectate ( كابكتيت Kaopectate ، بيزموث سبسلسيلات bismuth subsalicylate ).
- أدوية تقليل معدل حركة الأمعاء: لوبراميد loperamide.
الفئة العمرية المسموح لها باستخدام علاج الاسهال للاطفال
- دواء الكولين/بيكتات Kaolin/Pectate : لا ينصح باستخدامه قبل سن 3 سنوات؛ لأن أمانه في هذه الفئة العمرية غير مثبت، ولا يجب استخدامه في السن الأكبر إلا بعد مراجعة طبيب والحصول على وصفة طبية تؤكد مناسبة الدواء لحالة الطفل.
- دواء لوبراميد loperamide : لا ينصح باستخدامه قبل سن 4 سنوات؛ لأن أمانه في هذه الفئة العمرية غير مثبت، ولا يجب استخدامه بشكل عام دون مراجعة طبيب للتأكد من تناسب الدواء مع لحالة الطفل.
الجرعة الآمنة لأدوية علاج الاسهال في الاطفال
تتمثل أهمية معرفة الأم بالجرعة الصحيحة لأدوية علاج الاسهال للاطفال في كونها تساعد على اكتشاف الحالات التي يتناول فيها الطفل جرعة زائدة بشكل سريع، حيث أن انتباه الأم في هذه الحالات قد ينقذ حياة طفلها.
- دواء الكولين/بيكتات : 80 مجم لكل جرعة بما لا يزيد عن جرعتين اثنتين فقط في اليوم، ويجب أن تكون الجرعة تحت إشراف طبيب.
- دواء لوبراميد : 0.5 – 1مجم لكل جرعة بما لا يزيد عن جرعتين اثنتين في اليوم، ولمدة لا تزيد عن 3 أيام، و يجب أن تكون الجرعة تحت إشراف طبيب.
الجرعة الزائدة من أدوية علاج الاسهال للاطفال
الجرعة الزائدة من دواء الكولين/بيكتات Kaolin/Pectate
الجرعة الزائدة المتوسطة من دواء الكولين/بيكتات يمكن أن تسبب الغثيان، القيء ، الإسهال ، كما قد يظهر مع الاستخدام المزمن تلون في الأغشية المخاطية للفم، بينما حالات الجرعة الزائدة الأعلى ينتج عنها تسمم شديد يظهر في صورة تغيرات في الحالة العقلية، مثل فقدان الذاكرة، الارتباك، الهذيان، الأرق، صعوبة في التركيز، اختلال التوازن ، الرعشة ، الانقباضات العضلية ، و قد يصل الأمر لحدوث الفشل الكلوي الحاد بعد تناول جرعة كبيرة.
علاج الجرعة الزائدة من دواء الكولين/بيكتات يعتمد في المقام الأول على التدخل المبكر؛ حيث لا يوجد مضاد سمية لدواء الكولين/بيكتات، وعلى الرغم أن فاعلية غسيل المعدة في هذه الحالات غير مؤكدة إلا أنه عادة ما يتم إجرائها بمجرد الوصول للمستشفى.
بجانب تعويض السوائل للطفل والحفاظ على استقرار الوظائف الحيوية، يحتاج الطفل أيضاً لعلاج أعراض القيء واضطرابات الجهاز الهضمي التي تصاحب الجرعة الزائدة، كما يتم اللجوء لجلسات الغسيل الكلوي العاجلة في بعض الحالات الشديدة بهدف تسريع عملية تخلص الجسم من الدواء.
الجرعة الزائدة من دواء لوبراميد loperamide
الجرعة الزائدة من دواء لوبراميد يصاحبها أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي تشمل: خلل التناسق العصبي العضلي، نعاس، ضيق حدقة العين ، زيادة انقباض العضلات، الإمساك، احتباس البول، وقد يحدث أيضاً تثبيط للمراكز العصبية المنظمة للتنفس مما قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة تتمثل في توقف التنفس والوفاة.
علاج الجرعة الزائدة من دواء دواء لوبراميد يتم اللجوء معه لدواء نالوكسون naloxone كمضاد سمية، ولأن مدة بقاء دواء لوبراميد في الدم أطول من مدة بقاء نالوكسون؛ فقد يحتاج الطفل المريض عدة جرعات من مضاد السمية نالوكسون على فترات زمنية، كما يبقى الطفل تحت الملاحظة بشكل خاص للتأكد من عدم حدوث مضاعفات توقف التنفس خلال 48 ساعة من الجرعة الزائدة، وفي حالة حدوث توقف التنفس يبدأ الأطباء فوراً إجراءات دعم التنفس بالآلات.
الإسعافات الأولية للجرعة الزائدة من أدوية علاج الاسهال للاطفال
بمجرد شك الأم في تناول طفلها لجرعة زائدة من أدوية وقف الاسهال يجب أن تقوم بالآتي قبل الانتقال بالطفل للمستشفى:
- إبعاد مصدر التسمم عن يد الطفل المصاب، وإبعاد العبوة عن باقي الأطفال في المنزل فوراً.
- التأكد من سلامة المجرى التنفسي للطفل، وانتظام معدل تنفسه، وانتظام ضربات قلبه، و في حالة وجود خلل في أي من هذه المؤشرات يجب على الأم البدء فوراً في إجراءات الإنعاش ودعم الحياة الأساسية للطفل.
- لا داعي لمحاولة إجبار الطفل على التقيؤ أو اعطائه مشروبات منزلية بكميات كبيرة؛ حيث أن هذه الإجراءات ذات فاعلية و تأثير منخفض، واستغلال هذا الوقت الحرج في التحرك نحو المستشفى و الحصول على رعاية طبية له فائدة أكبر.
مع تحرك الأم مع طفلها للمستشفى ينبغي عليها أن تحتفظ بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعد طبيب الأطفال في الطوارئ على توقع الجرعة التي تناولها الطفل و نوعية الدواء؛ لذا ينصح ان تأخذ الأم عبوة الدواء التي تناولها الطفل معها لكي يتمكن الأطباء من معرفتها بشكل أسرع، و تجنباً لحدوث أي خطأ ؛ إذ أن بعض الأمهات تحت الضغط و التوتر الشديد الناتج عن القلق يعطين معلومات خاطئة عن اسم الدواء الذي تناوله الطفل.
و في النهاية يجب أن تبعدي طفلك عن أدوية والاحتفاظ بأي دواء في المنزل بعيدا عن متناول يده، كما يجب أن تعرفي الجرعات المناسبة لكل دواء قبل إعطائه لطفلك، ولا تنسي أن تستشيري أحد أطبائنا من هنا عن أي شيء يقلقك عن صحة طفلك.
اقرئي أيضا: