التنمر ظاهرة منتشرة تختلف أشكالها وأنواعها، ولكن هناك علامات مؤكدة تشير إلى أن طفلك أو أن الشخص يتعرض لشكل من أشكاله، فكيف يمكنك التعامل مع الأمر؟ وما هي الأسباب التي تدفع الشخص إلى التنمر على الآخرين، تابعونا لتعرفوا هذا وأكثر.

ما هو التنمر؟

هو ظاهرة يتم تعريفها على أنها نوع من السلوك العدواني الذي قد يتعرض له الشخص سواء جسدياً أو لفظياً وهو من السلوكيات المنتشرة بصورة أكبر بين الأطفال، والتي تمثل حالة من انعدام التوازن بين القوى، وهو من الحالات التي تؤدي إلى ظهور العديد من المشاكل النفسية على المدى الطويل لدى كلٍ من المتنمر والشخص الذي يتم التنمر عليه.

أنواع التنمر

هناك أشكال مختلفة للتنمر التي قد يتعرض لها كلٌ من الأطفال والبالغين على حد سواء في حين أن بعض أشكاله قد تكون واضحة وصريحة، بينما تكون أشكال أخرى أقل وضوحاً، وفيم يلي نستعرض أهم الأنواع والأشكال الخاصة به:

التنمر الجسدي، وهو أبرز الأشكال وأكثرها وضوحاً وفيه يتعرض الشخص للضرب أو اللكم أو أي سلوك آخر جسدي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالشخص المُتنمَر عليه.
التنمر الاجتماعي، وهو نوع قد يكون من الصعب التعرف عليه في العادة يتم في الخفاء دون أن يدرك الشخص أنه يتعرض له، ويكون الهدف منه في الأساس هو إهانة الشخص أو إلحاق الضرر بسمعته وتتنوع أشكاله، فقد يكون على شكل شائعات أو القيام بحركات وتعبيرات معينة تجاه الشخص، أو إلقاء النكات بهدف السخرية من الشخص وإحراجه، أو محاولة تقليد الشخص بصورة غير مهذبة واستثناء الشخص اجتماعياً، مما يؤدي إلى عدم قبوله داخل المجتمع.
التنمر اللفظي، وهو شكل آخر يتم فيه استخدام الكلام سواء عن طريق إهانات أو إطلاق الألقاب، وبالرغم من أنه قد لا يبدو مؤذياً لهذه الدرجة إلا أنه قد يسبب تأثيراً نفسياً عميقاً على الفرد.
التنمر الإلكتروني، وهو استخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة لإلحاق الأذى والضرر بشخص ما سواء عن طريق استخدام الرسائل أو وسائل التواصل المختلفة.
التنمر العنصري، وفي هذا النوع يتم استهداف الأشخاص الذين يكون لهم وضع اجتماعي مختلف أو عرق أو دين آخر، ويعتبر من الأنواع الخطيرة لأنه قد يؤدي إلى انتشار الجرائم الناتجة عن الكراهية تجاه شخص ما نتيجة اختلافه.
التنمر المتسلسل، والذي يتم من قَِبل الأشخاص الذين يتظاهرون بعذوبة شخصيتهم إلا أنهم عكس ذلك، بل ويمتلكون من السلطة ما يساعدهم في إلحاق الضرر بالطفل على المستوى العاطفي.
التنمر الجماعي، وهو النوع الذي يشترك فيه مجموعة من الأشخاص، حيث يقوم قائد هذه المجموعة بالسلوكيات نفسها بينما يقوم باقي الأفراد بتقليده.

أسباب التنمر

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الشخص للقيام بالأمر بعضها قد يرتبط بالثقة بالنفس، والآخر قد يرتبط بعدم قدرة الشخص على التحكم في نوبات القلق لديه، وإليكم أهم الأسباب التي قد تجعل من الشخص متنمراً:

الرغبة في الشعور بالقوة والسيطرة.
الرغبة في الحصول على الشهرة أو الانتباه.
التعرض للتنمر سابقاً، وبالتالي اتخاذه طريقة للبحث عن الانتقام وتوجيه غضبه تجاه أشخاص آخرين أضعف منه.
وجود مشاكل أسرية خاصة عندما يتم التعرض للتنمر داخل المنزل سواء عن طريق العنف الأسري الجسدي أو اللفظي.
الرغبة في الحصول على بعض الإثارة، فقد يلجأ البعض للتنمر بهدف التخلص من الملل وإضفاء بعض الإثارة إلى حياتهم بسبب عدم الحصول على الاهتمام الكافي داخل الأسرة.
الاختلاف، حيث يميل بعض الأشخاص للتنمر على الآخرين نتيجة اختلافهم سواء في الآراء أو الدين أو العرق.
الرغبة في الاندماج مع الآخرين، فقد يلجأ الأشخاص للتنمر بهدف أن يتم قبولهم داخل المجتمع أو جماعة بعينها حتى لو كان الأمر لا يتفق مع مبادئهم.

علامات تدل أن الشخص يتعرض للتنمر

هناك الكثير من العلامات والإشارات التي تدل على أن الشخص يتعرض للتنمر، ومن أبرز هذه العلامات التالي:

ظهور إصابات في جسم الطفل أو الشخص، بالإضافة إلى تمزق الملابس أو الكتب أو الممتلكات بصورة عامة.
الشكوى من بعض الأعراض الجسدية كآلام المعدة المتكررة والصداع مع الشعور بالتعب بصورة مستمرة.
تغير سلوكيات الشخص وعاداته سواء فيما يتعلق بالنوم أو تناول الطعام، بالإضافة إلى التعرض للكوابيس.
تغير المستوى الدراسي سواء انخفاض الدرجات أو فقدان الرغبة في الدراسة بصورة عامة.
تغير بعض العلاقات الاجتماعية سواء فقدان الأصدقاء أو تجنب بعض المواقف.
فقدان الثقة بالنفس، بالإضافة إلى الرغبة في إيذاء نفسه أو ظهور الميول الانتحارية.

عليك أن تعلم أن بعض الأطفال قد لا يظهرون أي علامات تدل على تعرضهم للتنمر، وبالتالي لا يطلبون المساعدة، حيث أنهم يشعرون بحالة من العجز، بالإضافة إلى الخوف من المتنمر وردة فعله، وخوفهم من الشعور بالإهانة من معرفة الآخرين بما يتعرض له، بالإضافة إلى شعورهم بالعزلة والرفض من الآخرين.

آثار التنمر

لا يقتصر تأثير هذا الفعل على الشخص الذي يتعرض له فقط، بل يمتد تأثيره إلى الشخص المتنمر كذلك، بل قد يكون له تأثيره على مجموعة أخرى من الأشخاص حتى أولئك الذين يشهدون على الفعل دون أن يكونوا جزءًا منه، مما يؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات سواء كانت نفسية أو جسدية بل قد يكون في بعض الأحيان سبباً في حدوث الانتحار، ولكي يتضح الأمر بصورة أكبر دعونا نوضح تأثيره على كلٍ من الشخص الذي يتعرض له والشخص الذي يقوم به.

الشخص الذي يتعرض للتنمر

يتعرض هذا الشخص للعديد من الآثار السلبية التي تنعكس على حالته النفسية والجسدية ووضعه الاجتماعي ودراسته، حيث يمر هذا الشخص بحالات من الحزن والشعور بالوحدة، بالإضافة إلى القلق والشعور بالاكتئاب، وكذلك تتغير العديد من سلوكياته، حيث يفقد اهتمامه بالعديد من الأنشظة ويفقد قدرته على النوم وتناول الطعام ويتعرض للعديد من المشاكل الصحية، بل وقد يصل الأمر ببعض الأشخاص إلى التحول لحالة من العنف الشديد.

الشخص المتنمر

هذا الشخص يتأثر كذلك بما يقوم به، حيث يصبح أكثر عنفاً ويتخذ من السلوكيات العدوانية طريقة للتعبير عن ذاته، هذا بالإضافة إلى احتمالية قيامه بانتهاك حقوق الغير والدخول في الكثير من المشاجرات وإدمان الكحوليات والمخدرات واحتمالية الدخول إلى عالم الجريمة، بالإضافة إلى الفشل الدراسي واستغلال شريك الحياة والأشخاص المقربين منه.

وكما ذكرنا فإن من يشهد على الفعل نفسه ربما يكون عرضة هو الآخر للتعرض للإدمان سواء الكحوليات أو المخدرات أو القيام بالتدخين، وربما يكون للأمر تأثير على العملية الدراسية، هذا بجانب إصابتهم بالعديد من المشاكل النفسية.

كيف يتم التعامل مع ظاهرة التنمر؟

ولأن الأمر ربما يكون جزءًا من حياة الطفل أو الشخص سواء داخل المدرسة أو داخل العمل، كان لابد من توضيح بعض الطرق التي تساعد الشخص أو المحيطين به في التعامل مع الأمر:

مراقبة الأطفال ومعرفة ما يتعرضون له سواء في المدرسة أو من خلال الأجهزة التي يستخدمونها.
تحقيق حالة من التعاون بين الأبناء والآباء لمواجهة الظاهرة.
تعليم الأطفال السلوكيات والمهارات للتعامل مع المتنمرين.
توفير بيئة آمنة للأطفال يكون خلالها المدرسون والآباء قدوة حسنة للأطفال.
قيام الآباء بالبحث عن أي علامات تدل على تعرض الطفل للتنمر.
توضيح المعلومات اللازمة للطفل ليفهم عملية التنمر حتى يتجنبها.
زيادة ثقة الطفل بنفسه.
تشجيع الأطفال على إخبار الآباء والمعلمين في حالة التعرض للتنمر.
تعليم الطفل ألا يقوم بالتنمر كرد فعل لما يتعرض له.
تجنب ترك الطفل للجلوس بمفرده.
تجاهل الشخص المتنمر لأنك بهذه الطريقة تشعر المتنمر بضعفه وأنه لا يمتلك أي سيطرة عليك.
تذكر النقاط الإيجابية في شخصيتك وتجاهل السلبيات.
حاول بناء حائل من القوة وأحط نفسك به، وذلك من خلال ثقتك في نفسك.
لا تخشَ المتنمر وانظر له مباشرة وأمره بالابتعاد عنك.
حاول تجنب المتنمرين وحاول دائماً أن تكون في جماعة.

تذكروا أن التنمر هو ظاهرة تفشت في الآونة الأخيرة وأنه لابد من التعامل معها، لذا من المهم أن توجهوا أطفالكم وتعلموهم طرق التعامل مع المتنمرين وأن تكونوا جزءًا مهماً في إنشاء جيل جديد يدرك خطورة هذه الظاهرة وتأثيرها، وذكروا أطفالكم دائماً بأنكم موجودون لأجلهم ولحمايتهم، وذلك لتمنعوا عنهم العديد من التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن هذه الظاهرة.