“طفلي يتشاجر مع زملائه وأخوته دائما ويمكن أن يضربهم بدون سبب ماذا أفعل معه؟” هذه الشكوى متكررة كثيرا بين الأمهات والآباء ولا يستطيعون التعامل مع طفلهم دائما بطريقة صحيحة وغالبا ما يقابلون عدوانية طفلهم بالضرب أو التوبيخ الشديد.. ولكن هل هذا هو الحل؟ تعرفوا في هذا المقال على صفات الطفل العدواني وكيفية التعامل معه وتعديل سلوكه بطريقة سليمة.
صفات الطفل العدواني
قبل أن تعرف كيف تتعامل مع العنف والعدوانية في شخصية طفلك يجب أولا أن تتأكد أن لديه هذه الصفة، فالطفل العدواني تظهر عليه بعض السلوكيات والصفات التي تشير لهذه الصفة كما يلي:
- التنمر على أقرانه في المدرسة او في العائلة سواء تنمر لفظي أو جسدي.
- مناداة أقرانه بأسماء غير مقبولة بهدف السخرية.
- ترويج الشائعات عن أي شخص حتى المقربين منه.
- العنف الجسدي والاعتداء بالضرب أو الركل.
- الانفجارات العصبية المتكررة بدون سبب.
- تجاهل بعض الأشخاص في التعامل والتحدث.
- الجدال والمناقشة في أي موضوع حتى ولو كان بسيط.
- التورط في الشجار دائما.
- التهديد بالإيذاء الجسدي لنفسه او لغيره.
أسباب الطفل العدواني
يمكن للسلوك العدواني عند الطفل ان يكون علامة على مشكلة نفسية أخرى يواجهها الطفل ولا يصرح بها أو لا يستطيع التعبير عنها إلا بإظهار العنف والعدوانية، وهناك في الحقيقة عدة أسباب لهذا السلوك كما يلي:
الأمراض النفسية والعقلية
الاضطرابات المزاجية
فالأطفال الذين يعانون من اضطرابات المزاج مثل اضطراب ثنائي القطب يفقدون السيطرة على أنفسهم ويصابون بحالة من الاندفاع في نوبات الجنون التي تصيبهم، فيقومون أحيانا بسلوكيات وأفعال عدوانية بدون وعي.
الأمراض الذهانية
فمثلا الأطفال المصابون بالشيزوفرينيا دائما ما يكون لديهم حالة من الشك وعدم الثقة في كافة الأمور هذا الشك يحفزهم داخليا على ممارسة السلوك العدواني كحالة من رد الفعل والدفاع عن النفس بسبب خوفهم وعدم إحساسهم بالأمان.
الإحباط
الأطفال الذين يعانون من عدم القدرة على التواصل بشكل طبيعي والتعبير عما يريدونه أو لا يريدونه بالكلام، فيطورون ذلك لسلوك عدواني وعنيف بسبب عدم قدرتهم على التعامل عما يشعرون به من إحباط وقلق، يظهر ذلك أكثر لدى الأطفال المصابين بالتوحد.
الاندفاع
خاصة في حالة الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، هؤلاء الأطفال يقومون بأفعال لا يدركون في الحقيقة نتائجها بسبب عدم تفكيرهم بطريقة سوية.
الطفل العدواني والظروف البيئية
قد يتطور السلوك العدواني لدى الأطفال والمراهقين بسبب اضطراب ما بعد الصدمة بسبب مواقف أو أحداث معينة تمر بهم تضعهم تحت ضغط نفسي وعصبي، ولكن هذه الحالة من العدوانية قد تكون مؤقتة وغير دائمة ولا تتكرر بشكل كبير وتنتهي غالبا بمرور الصدمة.
أيضا قد يصبح الطفل عدواني بسبب ظروف بيئية خارج محيط الأسرة والعائلة، بسبب ما يتعرض له أو ما يواجهه في المدرسة أو مع زملائه، أو بسبب ما يشاهده في التليفزيون والألعاب الإلكترونية العنيفة، كل ذلك له دور في تشكيل سلوكيات طفلك.
مشاكل عضوية
قد يحدث أن يصاب الطفل بسلوك عدواني بسبب إصابة جسدية تعرض لها قد تكون أثرت على حالته العقلية مثل تلف الفص الجبهي في المخ أو بسبب نوع معين من الصرع، في هذه الحالة لا يوجد تفسير منطقي للحالة العدوانية التي يمر به الطفل.
كيفية التعامل مع الطفل العدواني وعلاجه
هناك بعض الاستراتيجيات التي يجب أن تتبعها بحذر ما طفلك لتخليصه من سلوكه العدواني والتعامل معه في وقت الانفعال بطريقة سليمة لا تؤدي إلى زيادة مشكلته سوءا كما يلي:
ابق هادئا ولا تأخذ الأمر على محمل شخصي
أول ما يجب أن تفعله مع طفلك هو أن تقابل عدوانيته بهدوء تام من جانبك، يجب أن تتحكم في مشاعرك وتسيطر عليها، فقيامك بالصراخ على طفلك وتعنيفه سيزيد عدوانيته سوءا.
من السهل جدا أن يدفعك سلوك طفلك لإحساسك بالذنب وتوجيه اللوم لنفسك واعتبار أن عدوانية طفلك هي نوع من أنواع الغضب عليك، ولكن بالتأكيد طفلك لا يفكر بنفس الطريقة التي تفكر أنت بها لذلك حاول استبعاد معتقداتك ومشاعرك عندما تواجه عدوانية طفلك.
لا تستسلم
عندما يصر الطفل العدواني على رأيه ويبدأ في الجدال والنقاش ومحاولة الحصول على ما يريده باتباعه السلوك العدواني والعنيف، لا تستسلم أبدا له واجعله يرى أنه لن يستطيع الحصول على ما يريده بهذه الطريقة.
كن واقعيا
حاول أن تكون واقعيا في توقعاتك بشأن اتباع التعليمات التي تضعها لطفلك، بعض الأطفال لا ينتبهون أساسا لما تقوله، فعندما تمنعه عن شيء معين قد لا يكون منتبها وقتها أو قد يتشتت انتباهه سريعا، فالأطفال الصغار لا يستجيبون سريعا للتعليمات اللفظية ويأخذون وقتا حتى يدركوا ما قيل لهم، لذلك يجدون صعوبة في التكيف مع المتغيرات ومع أي تعليمات جديدة، كن واضحا وبسيطا ولا تضع الكثير من التعقيدات أمامه حتى لا يصاب بالإحباط وينفجر ذلك في سلوك عدواني.
كافئ سلوكه الإيجابي
يجب أن تشجع سلوك طفلك الجيد حتى ولو كان بسيط جدا مثل تناوله لطعامه جيدا أو قيامه بواجبه المدرسي، ويجب أن تختار مكافأته المناسبة، والأفضل عدم اختيار مكافأة مادية مثل النقود أو الألعاب، بل الأفضل أن تكون مكافأة معنوية.
شجعه على التعبير عن مشاعره
يجب أن تعلم طفلك من صغره أن يعبر عن مشاعره بأسمائها المعروفة كالغضب والحزن والحب والسعادة، التعبير عن المشاعر بأسمائها يقلل من إصابة طفلك بالإحباط وبالتأكيد سيجنبه السلوك العدواني بسبب ذلك.
وأخيرا، يجب أن تتعلم أنت بنفسك التعبير عن مشاعرك في أي موقف تمر به فطفلك بالتأكيد يراقبك ويتعلم منك ويقلدك، ويجب أن تقوم باستشارة الطبيب في حالة واجهت مشكلة نفسية حتى تتعلم كيف تتحكم بها فلا ينعكس ذلك على طفلك ويتطور لمشكلة الطفل العدواني الذي يواجه مشاكله بنفس الطريقة.