يختلف تكوين كل منطقة في الجسم، تبعاً لوظائفها ودورها، وتُعتبر صبغة الميلانين من العناصر الهامة في الجسم بسبب الدور الكبير الذي تلعبه، تابعوا معنا هذا المقال لتتعرفوا عليها وعلى فوائدها وأهم المشاكل التي يمكن أن تنتج عنها.
ما هو الميلانين؟
هو عبار عن صبغة طبيعية داخل الجسم، وهي عبارة عن بوليمر يتم إفرازه من حمض التيروزين الأميني، وهذه الصبغة هي المسئولة عن تحديد لون الجلد، والشعر، والعين، لذا قد يختلف اللون من شخص لآخر، وفقاً لتركيز هذه المادة ونسبتها.
أنواع صبغة الميلانين
يتم تقسيم الميلانين إلى ثلاثة أنواع رئيسية، هذه الأنواع يلعب كل منها دور في تحديد منطقة معينة داخل الجيم، وتتمثل أنواع الميلانين في:
يوميلانين
وهو نوع الميلانين الأبرز والمسئول عن تحديد الجزء الأغلب من الجسم، فهو النوع المسئول عن تحديد لون البشرة بالإضافة إلى لون العينين، والشعر إذا كان بلون داكن أو أشقر، وذلك لأن هذا النوع من الميلانين يحتوي على نوعين هما اليوميلانين الأسود والبني.
الأشخاص أصحاب الشعر الداكن يمتلكون كميات متفاوتة من اليوميلانين بنوعيه، على عكس الأشخاص الذين يملكون شعراً أشقر، هؤلاء يملكون كمية صغيرة فقط من اليوميلانين البني، ولا يملكون النوع الأسود.
فيوميلانين
هذا النوع من الميلانين يلعب دوراً في تحديد لون أماكن معينة في الجسم، والتي تتميز بلونها الوردي المميز، وهذا يعني أنه مسئول عن تحديد لون منطقة الشفتين والحلمات ومنطقة المهبل والقضيب.
ووجود نسبة من الفيوميلانين مع نسبة من اليوميلانين بني اللون، يعني أن هذا الشخص سيمتلك شعراً بلون أحمر مميز.
نيوروميلانين
هذا النوع يساعد في تحديد لون الخلايا العصبية الموجودة داخل الجسم، وهذا يعني أنه مسئول عن منح اللون للأجزاء غير الواضحة، والتي لا تراها بعينيك المجردتين.
نسبة الميلانين في الجسم
بالرغم من أن جميع البشر يملكون نفس العدد من الخلايا الصبغية (الخلايا الميلانينية)، وهي الخلايا التي تقوم بإفراز الميلانين، إلا نسبة الميلانين تختلف من شخص لآخر وفقاً لجيناته.
اين توجد صبغة الميلانين؟
يتكون الجلد من عدد من الطبقات، وتتواجد بعض أنواع الميلانين وهي يوميلانين وفيوميلانين في الطبقة الخارجية للجلد والمعروفة بالأدمة، ولكن في الأساس يتم إنتاجهم في طبقة أخرى من الجلد تُعرف باسم الطبقة القاعدية، والتي تتواجد فيها الخلايا الصبغية المسئولة عن إنتاجهم، بعد ذلك يتم نقل الميلانين إلى الأدمة (السطح الخارجي للجلد) عن طريق الخلايا الكيراتينية.
أما الميلانين المسئول عن لون الخلايا العصبية والمعروف بالنيوروميلانين، فيتم إنتاجه داخل المخ.
فوائد الميلانين
يلعب الميلانين دوراً هاماً داخل الجسم، فبالإضافة إلى دوره في تحديد لون البشرة والشعر والعين، إلا أنه يقوم بأدوار أخرى تتمثل في:
- حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وذلك لأنه أحد العناصر الممتصة لهذا النوع من الأشعة، ويلعب اليوميلانين الدور الأهم في حماية الجلد.
- يساعد في الحماية من أمراض مثل الشيخوخة، والسكري، والسرطان، بسبب دوره في مقاومة الأكسجين التفاعلي.
- قد يساعد في زيادة المناعة وتقليل الالتهابات داخل الجسم.
- قد يساعد في حماية الجهاز الهضمي، فوفقاً لدراسة تم إجراؤها ثبت أن الميلانين العشبي يمكن أن يساعد في الحماية من قرح المعدة.
نقص الميلانين
يمكن أن يسبب نقص صبغة الميلانين في الجلد أو في الشعر أو العينين في ظهور عدد من المشاكل، والتي تتمثل في:
- الإصابة بمرض البهاق، وهي من الحالات التي تصيب الشخص نتيجة وجود مشكلة في جهاز المناعة، حيث لا يستطيع الجسم إفراز كمية كافية من الخلايا الصبغية، مما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء على الجلد أو الشعر.
- الإصابة بالمهق، وهو من الحالات النادرة والجينية، والتي تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على إفراز كميات كافية من الميلانين، وربما يحدث الأمر أيضاً نتيجة عدم وجود عدد كافي من الخلايا الصبغية، مما يتسبب في امتلاك الشخص لشعر أبيض وعينين زرقاوين وبشرة شاحبة اللون، وربما يؤدي هذا الأمر إلى إصابة الشخص بمشاكل في الرؤية.
- الكلف، وهو حالة يعاني فيها الأشخاص من وجود بقع باللون البني على وجوههم، وقد ترتبط هذه الحالة أيضاً بوجود مشاكل أخرى مثل الهرمونات أو استخدام حبوب منع الحمل.
- مرض باركينسون أو الشلل الرعاش، وهو مرض تموت فيه الخلايا الميلانينية والمعروفة بالنيوروميلانين الموجودة في المخ.
- فقدان السمع، ففي واحدة من الدراسات وجد أن هناك علاقة بين وجود نقص في نسبة الميلانين في الجسم وبين الإصابة بالصمم، ولهذا قد يلعب الميلانين دوراً مهماً في الحفاظ على عملية السمع.
- تلف الجلد ونقص الميلانين، تنتج هذه الحالة بعد تعرض الجلد لواحدة من المشكلات التي قد تتمثل في العدوى، والتعرض للحروق، والتعرض للبثور، والحبوب، والقرح، حيث لا يتمكن الجلد من استبدال وتعويض الميلانين في المنطقة المصابة.
علاج نقص صبغة الميلانين
يعتمد العلاج على الحالة الناتجة عن نقص الميلانين، فمثلاً الأشخاص المصابون بالبهاق ربما يحتاجون إلى استخدام العلاج بالضوء، أو العلاج بالكريمات الكورتيكوستيرويدية، أو الجراحة أما الأشخاص المصابون بالكلف فربما يحتاجون إلى العلاج بالليزر أو التقشير الكيميائي.
ولكن إن كنت تتساءل عن كيفية زيادة صبغة الميلانين في الجسم، فهناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لزيادة الميلانين في جسمك، ومن أهم هذه الطرق التالي:
- تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة مثل الخضروات الورقية، والخضراوات الملونة، والتوت الداكن.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات مثل الجزر، والبطاطا، والسبانخ، والبذور، والمكسرات، والأطعمة الحمضية.
- تناول الأعشاب، لأنها ربما تكون مفيدة بالرغم من عدم وجود دراسات تثبت أن الأعشاب قادرة على زيادة إفراز الميلانين.
الفيتامين المسؤول عن صبغة الميلانين
يمكن أن تساعد بعض أنواع الفيتامينات في زيادة إفراز الميلانين والحصول على جلد صحي ومن أبرز هذه الفيتامينات:
- فيتامين أ، وذلك لأنه أحد مضادات الأكسدة، كما أنه مهم لإنتاج الميلانين والحماية من أشعة الشمس البنفسجية الضارة.
- فيتامين هـ، وذلك لأنه يساعد في زيادة صحة الجلد، لأنه أحد مضادات الأكسدة.
- فيتامين ج (سي) يعتقد أن هذا الفيتامين له علاقة بإنتاج الميلانين، لأنه أحد مضادات الأكسدة، كما يحافظ على الغشاء المخاطي في الجسم، لذا قد يكون مهماً لصحة الجلد.
وبالرغم من أن هذه الفيتامينات جميعها تعمل كمضادات أكسدة قد تكون مفيدة للجلد، إلا أنه لا يوجد أبحاث أو دراسات عملية تؤكد وجود علاقة مباشرة بين استخدام هذه الفيتامينات وبين زيادة إفراز صبغة الميلانين.
وفي ختام مقالنا وبعد أن تعرفنا على صبغة الميلانين وأماكن تواجدها في الجسم، ونسبتها، وأهم المشكلات التي تنتج عن نقصها، ننصحكم بعدم تجربة أية كريمات أو وصفات دون استشارة الطبيب والحصول على العلاج المناسب، مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.