صرخ الطفل البالغ من العمر 16 شهر وتصاعد غضبه فنظرت إليه أمه في محاوله لتخمين سبب غضبه، لكن من دون فائدة، في وقت لاحق عندما أمسكت الموز لإعداد وجبة خفيفة له كرر صراخه مرة أخرى، فأدركت الأم حينها أن هذا الصراخ جزء من تعبيره اللغوي الذي لا يزال يتشكل، لذلك في هذا المقال سنجد حلول لـ تنمية مهارات الطفل اللغوية بطرق سهلة.
تنمية مهارات الطفل اللغوية
لقد دخل الطفل مرحلة يمر بها جميع الأطفال منذ سن عام واحد، ويشعر الأطفال في تلك المرحلة بالإحباط من لا شئ، وبحلول مرحلة الطفولة تتطور دماغ الطفل من لائحة بيضاء فارغة إلى لائحة كاملة من المعلومات، ولكن على الرغم من تحسن فهمهم إلا أن الأطفال الصغار ما زالوا يفتقرون إلى المهارات اللغوية، لتوصيل كل ما يريدون قوله وأيضا إلى المهارات الحركية لتحقيق رغباتهم بأنفسهم.
و يعد هذا مصدرا لتفاقم المشاكل بالنسبة للطفل العنيد أو صاحب التفكير المستقل، ولكن لحسن الحظ هناك ما يمكنك فعله لـ تنمية مهارات الطفل اللغوية للتعبير عن نفسه:
ضع طفلك في موضع السلطة
يتولى الآباء السيطرة على كل جوانب حياة أطفالهم تقريبا من الأطعمة التي يأكلونها إلى الملابس التي يرتدونها، ومن ثم تبدأ الأطفال في الرغبة في الحصول على المزيد من السيطرة، وعندما لا يتاح لهم ذلك يشعرون بالإحباط، لذا فإن السماح لهم بتولي السلطة والاختيار لبعض الوقت، يمكن أن يحدث فرقا هائلا.
حاول بقدر الإمكان إعطاء طفلك خيارين بينما يقرر هو ما يناسبه منهما، قد تبدو قرارات صغيرة بالنسبة لك ولكنها ستشبع حاجته للسلطة وأخذ زمام الأمور.
كن متعاطفا
قد يبدو طفلك وكأنه يغضب لأتفه الأسباب، ولكن الغضب الذي يشعر به الأطفال عندما يتم رفضهم أو تجاهلهم كبير جدا.
يفيد الأطباء بأنه يمكنك التخفيف من إحباط طفلك وإزالة خوفه، من خلال التعاطف معه عندما ينزعج، لذلك قم بإخباره في بضع كلمات يفهمها بسهولة عن سبب غضبه، حتى يصبح هذا الشعور مألوفا لديه في المرة القادمة ولا يشعر بالإنزعاج، ومع التقدم بالسن يمكن أن يتحول هذا الغضب إلى حديث، لذا علم طفلك كيف يحول مشاعره لكلمات.
جرب لغة الإشارة
يمكن للأطفال فهم اللغة بشكل عام وتكوين جمل داخل الدماغ، ولكنهم لا يملكون المهارة الكافية للتعبير بالكلام، قد يساعد تعليم طفلك لغة الإشارة على تحسين مهارتهم في التعبير، فيجب عليك تعليم طفلك الكلمات الأساسية بدءا من عمر 6-7 شهور، هذا قطعا يساعدك على فهم ما يجري في رأسهم.
تحويل الانتباه
يعد إلهاء الطفل وتحويل مسار انتباهه تقنية قديمة، فعندما يكون طفلك عازما على شئ ما لا يمكنه الحصول عليه أو عندما لا يمكنك أنت فهم ما يريده، قم بإلهائه بشئ آخر كأن تقوم برقصة مضحكة أو تشير إلى شئ مثير للإهتمام.
أحيانا يعطيهم هذا شعور بالأهمية ويقلل من إحباطهم، ويمكنك أيضا أن تعتذر وتخبره أنك لا تستطيع فهمه، ولكنك بحاجة لمساعدته ثم تقوم بطلب شئ منه كأن: يحضر كتابا من الغرفة المجاورة، أو يدفع معك عربة التسوق في محل البقالة، سيشعر بالفخر لأنه قام بالمهمة المطلوبة وسينسى سبب إحباطه في المقام الأول.
في النهاية دائما مانؤكد على ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي لطفلك، فالصحة النفسية السليمة مهمة بقدر صحة الجسد، ولأننا دائما بجانبكم، يمكنكم القيام باستشارة أحد أطبائنا.. من هنا لأي استفسار طبي.
اقرأ أيضا: