الحياة تكون كما تعتقد أنها تكون، فمشاعرنا تؤثر على رؤيتنا للأمور، وعلى أنماط تفكيرنا، وإذا كان لديك مشاعر سلبية عن نفسك، فهي ستؤثر عليك وعلى قدرتك على الاستمتاع بالحياة، فالمشاعر لها سلطة أكبر من المنطق، وسنستعرض في هذا المقال انماط التفكير المشوهة، وكيفية تغييرها.
يعتقد معظمنا أن السعادة في الحصول على شئ ما أو تحقيق مكانة ما، وننسى أن السعادة في الطريقة التى نرى بها العالم، والأهم الطريقة التى نرى بها أنفسنا؟ و إلى أي درجة يتحكم في ذلك طريقة تفكيرنا.
انماط التفكير المشوهة
هي ببساطة طرق تستخدمها عقولنا، لتقنعنا بشيء غير صحيح، ليظهر منطقيا، وعادة ما تستخدم هذه الأفكار غير الدقيقة، لتعزيز التفكير السلبي، أو المشاعر السلبية، كأن نقول لأنفسنا الأشياء التي تبدو عقلانية ودقيقة، ولكن في الحقيقة، هي فقط تخدم بقاء شعورنا السلبي عن أنفسنا، وسنوضح لك هذه الأنماط والتشوهات المعرفية أو الإدراكية وهي :
التفكير الانتقائي والتصفية
نحن نأخذ التفاصيل السلبية، ونقوم بتصفيتها من كل الجوانب الإيجابية للحالة، حتى لا يبقى إلا السلبية، على سبيل المثال، يمكن للشخص أن يختار حادثة واحدة غير سارة ويركز عليها، ويلغي أي شئ إيجابي، حتى تصبح رؤيته للواقع مظلمة أو مشوهة.
كيفية التغلب على نمط التفكير الانتقائي والتصفية
أن تسأل نفسك هذه الأسئلة: هل تقوم بالتصفية؟ إذا كان الأمر كذلك، متى قمت بهذا؟ أكتب إجاباتك، ثم أنظر هل أدى هذا النوع من التفكير إلى قلق أم لا؟ ما هو بسبب قيامك بهذا ؟ إن هذه الأسئلة والإجابات عليه، ستجعلك ترى طريقة تفكيرك، وتساعدك في رؤيتها، والتغلب عليها.
التفكير الاستقطابي
التفكير الاستقطابي من انماط التفكير المشوهة، إذ نرى فيه الأشياء إما أسود أو أبيض، ولا توجد حلول وسط، فأنت تظن أنك مثالي أو فاشل، تضع الناس أو المواقف في فئات “إما / أو”، ولا توجد أي ظلال أو درجات رمادية، فلا تفكر في تعقيدات الموقف، أو أي احتمالات أخرى.
كيفية تغيير التفكير الاستقطابي
اسأل نفسك:هل تفكيرك مستقطب؟ إذا كان الأمر كذلك، متى حدث هذا؟ هل سبب لك هذا النوع من التفكير القلق؟ ما سبب قيامك بهذا؟ حاول أن تضع احتمالات أكثر، وأن ليست كل الأمور، إما أبيض أو أسود.
نمط التعميم المفرط
في هذا التشويه المعرفي، نأتي إلى استنتاج عام على أساس حادثة واحدة، أو دليل واحد من الأدلة، فإذا حدث شيء سيء مرة واحدة فقط، فأنت تتوقع أن يحدث مرارا وتكرارا، قد يرى شخص حدث غير سار واحد كجزء من نمط لا ينتهي من الهزيمة والفشل.
كيفية التغلب على هذا النمط
هل تعمم الأمور، وتتوقع تكرارها؟ متى قمت بهذا؟ ولماذا؟ إلى أي مدى أزعجك هذا التفكير؟ راقب نفسك عندما تلجأ للتعميم، حاول أن تفكر في باقي الحوادث والأمور، ولا تعمم أمر واحد.
القفز إلى الاستنتاجات
إن القفز إلى الاستنتجات من انماط التفكير الشائعة، فنحن قادرون على تحديد كيف يشعر الناس تجاهنا، دون أن يقولوا لنا ذلك، وهو نمط سائد من التفكير، فأنت تعرف ما يشعر به الناس نحوك؟ ولماذا يتصرفون بهذه الطريقة معك؟
على سبيل المثال، يمكن للشخص أن يستنتج أن شخص ما يعامله بطريقة سلبية، ولكن لا يكلف نفسه عناء معرفة ما إذا كان ذلك الاستنتاج صحيح أم لا، مثال آخر، هو أن الشخص قد يتوقع أن الأمور سوف تتحول للأسوأ ويقتنع بتنبؤاته، وأنها حقيقة راسخة، وهذا يحدث كثيرا في العلاقات والصداقات.
كيفية تغيير هذا النمط
لتتغلب على هذا النمط من التفكير اسأل نفسك: هل سبق وأن قفزت للاستناجات؟ هل كانت خاطئة؟ متى قمت بهذا؟ حاول ألا تتسرع في استنتاجاتك، ولا تفترض شيئا لم يحدث، وحاول أن تفكر قليلا، قبل أن تقوم باستنتاجاتك.
نمط الكارثية التشاؤمي
تتوقع وقوع كارثة وتضخم الأمور، فإذا سمعت عن مشكلة أو شعرت بها، تستخدم عبارات مثل “ماذا لو حدثت لي؟ هل سأموت؟ إنها كارثة”، قد يبالغ الشخص في أهمية الأحداث غير المهمة، أو قد يقلص بشكل غير مناسب من حجم الأحداث الهامة، حتى تظهر صغيرة، مثل أن يرى عيوب غيره كبيرة، أما عيوبه فهي قليلة، ولا تقارن بالآخرين.
كيفية التغلب على نمط الكارثية
اسأل نفسك ، هل تقوم بهذا؟ متى قمت بهذا؟ ولماذا تلجأ لهذا النمط من التفكير؟ يمكنك الاستعانة بدفتر صغير، تسجل فيه هذه المواقف والأنماط، التي تحكم تفكيرك، لتلاحظها وتبدأ في تغييرها.
نرجو أن تكون استفدت من المقال، وتعرفت على أنماط التفكير السلبية لتغييرها، حتى تشعر بالسعادة، وإذا كنت تعاني من أي مشكلة نفسية أو صحية، يمكنك الاستعانة بأحد أطبائنا من هنا.
اقرأ أيضا :
- التغيير…كيف تغير حياتك للأفضل؟
- الكبرياء و الغرور : اهزم كبريائك من أجل صحتك
- ضغوط العمل و تأثيرها على الصحة النفسية و الجسدية