لماذا نشعر بألم في العضلات بعد أداء التمارين الرياضية. ومن يتعرض لهذا النوع من الألم؟ تعرفوا معنا من المقال التالي على أسباب حدوث الم العضلات بعد التمرين، وكيف يمكن علاج هذا الألم والوقاية منه، وهل هذا الألم علامة على قوة التمارين أم لا؟
الم العضلات بعد التمرين
الم العضلات بعد التمرين هو رد فعل طبيعي يحدث في العديد من الحالات بعد أداء التمارين الرياضية، ويتم الإشارة إليه بإسم وجع أو ألم العضلات المتأخر Delayed-onset muscle soreness (DOMS، ولا يتم الشعور بهذا الألم أثناء ممارسة التمارين.
ووفقاً للكلية الأمريكية للطب الرياضي، تبدأ أعراض حالة DOMS عادة خلال 12 أو 24 ساعة بعد الانتهاء من التمرن، ويميل ألم العضلات إلى الاستمرار لمدة يوم أو 3 أيام من يوم أداء التمارين، ثم يخف تدريجياً.
وتتضمن بعض أعراض وعلامات هذه الحالة ما يلي:
- الشعور بالألم في العضلات، وخاصة عند لمسها.
- قلة القدرة على الحركة، نتيجة الشعور بالألم والتصلب عند التحرك.
- تورم في العضلات المتأثرة.
- تعب في العضلات.
- خسارة قوة العضلات على المدى القصير.
وجدير بالذكر أن الألم الذي يشعر به البعض بعد التمرن بشكل مباشر، هو نوع مختلف من ألم العضلات، ويُعرف بألم العضلات الحاد، وهو إحساس بالحرقة أو الوخز يتم الشعور به في العضلات أثناء التمرن نتيجة التراكم السريع للمستقلبات أثناء القيام بتمارين شاقة، وعادة ما يختفي هذا الألم بعد الانتهاء من التمرن بوقت قصير.
أسباب الم العضلات بعد التمرين
أداء التمارين الشاقة يمكن أن يتسبب في حدوث تمزقات دقيقة أو مجهرية في ألياف العضلات، ويستجيب الجسم لهذا الضرر عن طريق زيادة الالتهاب، والذي بدوره قد يؤدي لتأخر ألم العضلات.
ويمكن أن تتسبب أي تمارين عالية الكثافة في حدوث ألم العضلات، ويمكن أن يحدث هذا الألم لأي شخص، سواء كان مبتدئ أو متمرس والأشخاص الذين لم يمارسوا التمارين منذ فترة طويلة.
وتتضمن أمثلة التمارين التي يمكن أن تتسبب في حدوث الم العضلات بعد التمرين ما يلي:
- تمارين القوة (رفع الأثقال، صعود الدرج، تمارين الضغط).
- تمارين نزول التلة.
- الجري.
- تمارين الأيروبكس.
- تمارين القفز.
هل الم العضلات دليل على التمرين الجيد؟
يعتقد العديد أن الشعور بألم في العضلات دليل على جودة وقوة التمارين، ولكن في معظم الحالات وعند البدء بتمرين جديد أو بذل مجهود كبير، سوف يشعر الشخص بألم في العضلات، ولكن بالاستمرار في التمرن يبدأ الجسم في التكيف مع الألم مع قوة التمارين، ويبدأ الشخص يشعر بالألم بصورة أقل مع كل مرة.
وأيضاً التكيف مع الألم مع الوقت لا يعني عدم الاستفادة من التمارين، لذا لا تتوقف عن أداء التمارين خاصة في حالة الشعور بألم العضلات، فهذا أمر طبيعي يحدث في الكثير من الحالات، ويخف الألم مع مرور الوقت، ولكن يمكنك الاستراحة لبعض الوقت وتجربة تمارين أقل حدة حتى تستطيع الاستمرار.
علاج الم العضلات بعد التمرين
يُعتبر الانتظار هو أفضل علاج لالم العضلات بعد التمرين، ولكن توجد بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك أيضاً في تخفيف الألم والتصلب أثناء فترة انتظار شفاء العضلات بعد التمرين، ومن أبرزها ما يلي:
1- التدليك
أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على التدليك بعد مرور 24 أو 48 أو 72 ساعة بعد أداء تمارين شاقة، شعروا براحة كبيرة من ألم العضلات، مقارنة بالأشخاص الذين لم يحصلوا على تدليك. ويمكنك تجربة تدليك الأماكن التالية:
- عضلة الربلة (العضلة الخلفية في الساق).
- الفخذان.
- الأرداف.
- الذراعان.
- الكتفان.
ولتدليك العضلات، يمكن وضع بعض الزيت أو المرطب على المنطقة المتأثرة، ثم التدليك والضغط وعصر العضلات بلطف.
2- المسكنات الموضعية
هي منتجات يتم استخدامها للمساعدة في تقليل الألم، وتُعتبر المسكنات الموضعية التي تحتوي على المنثول من أبرز الأنواع التي يتم استخدامها لتخفيف الم العضلات بعد التمرين.
3- الحمام البارد
أشارت دراسة تم نشرها عام 2016 إلى أن غمر الجسم في ماء بارد لمدة 10 إلى 15 دقيقة يمكن أن يقلل من آلام العضلات بعد التمارين. وتُعتبر هذه الطريقة من أشهر الطرق التي يعتمدها الرياضيين.
4- الحمام الدافئ
يمكن أن يساعد الحمام الدافئ أو الضمادات الدافئة الرطبة في تخفيف الألم والتصلب الذي يُصيب الجسم والعضلات بعد التمارين.
متى تستشير الطبيب؟
لا يتطلب هذا النوع من الألم عادة استشارة الطبيب، ولكن ينصح المجلس الأمريكي للطب الرياضي باستشارة وزيارة الطبيب في حالة تسبب الألم في إعاقة القيام بالأنشطة الأخرى اليومية. ويجب استشارته على الفور أيضاً في الحالات التالية:
- في حالة استمرار الألم لأكثر من 7 أيام.
- في حالة أصبح لون البول داكناً بشكل غير معتاد.
- في حالة وجود تورم في اليدين والساقين.
نصائح للوقاية من الم العضلات بعد التمرين
يمكنك تجربة النصائح التالية لتقليل حدوث ألم العضلات والجسم أثناء وبعد التمرن:
- الحفاظ على رطوبة الجسم، حيث تعرض الرجال الذين حرصوا على شرب الماء قبل وأثناء وبعد التمرن، لألم أقل مقارنة بالآخرين الذين لم يهتموا بشرب كمية كافية من المياه.
- الحرص على التحمية أو الإحماء، فيجب قضاء 5 أو 10 دقائق في تحمية الجسم قبل أداء أي تمارين رياضية شاقة.
- تهدئة الجسم، فممارسة ما يقرب من 20 دقيقة من ركوب الدراجة منخفض الكثافة بعد أداء تمارين عالية الكثافة، وخاصة للجزء الأسفل من الجسم، ساعد في تقليل حدوث الألم والتورم في العضلات والجسم. ويُفضل أداء بعض تمارين التمدد بعد الانتهاء من أداء التمارين.
- زيادة حدة التمارين بصورة بطيئة وتدريجية، حيث يمكن أن يساعد هذا في بناء قوة الجيم وقوة التحمل بصورة آمنة، وتقليل فرص حدوث ألم العضلات بعد التمرن.