هل سمعت من قبل عن الغدة الصنوبرية؟ ما هي هذه الغدة؟ وما هي وظائفها؟ وفي هذا المقال، سنتعرف على هذه الغدة وأهم التفاصيل عنها، فاقرأ السطور التالية.
ما هي الغدة الصنوبرية؟
الغدة الصنوبرية pineal gland هي غدة صغيرة تقع في الدماغ، وتسمى أيضًا بالعين الثالثة، وتعتبر وظائف هذه الغدة غير مفهومة بصورة كاملة، إلا أن العلماء توصلوا إلى أنها تُفرز وتنظم بعض الهرمونات مثل هرمون الميلاتونين melatonin ذو الدور البارز في الساعة البيولوجية للجسم وأنماط النوم اليومية.
شكل الغدة الصنوبرية
تشبه الغدة الصنوبرية حبة البازلاء أو مخروط الصنوبر، وحجمها صغير جدًا يصل إلى 0.8 سم تقريبًا كما هو مذكور في أحد المصادر، بينما يصل وزنها إلى 0.1 جرام.
أين تقع؟
تقع الغدة الصنوبرية في منتصف الدماغ بين الفصين hemispheres، في منطقة تسمى فوق المهاد أو المهيد epithalamus، خلف المهاد مباشرة Thalamus وفوق المخيخ cerebellum.
ميكروسكوبيًا، تتكون هذه الغدة من نوع معين من الخلايا يسمى بالخلايا الصنوبرية pinealocytes، وهي الخلايا المسئولة عن إفراز هرمون الميلاتونين، إضافة إلى نوع آخر من الخلايا يسمى بالخلايا الدبقية glial cells وهي نوع من أنواع خلايا المخ التي تدعم الخلايا العصبية neurons.
وظيفة الغدة الصنوبرية
وفقًا للمصادر، تعتبر الغدة الصنوبرية هي الغدة الأساسية ذات الصلة بما يعرف بالساعة البيولوجية للجسم Circadian rhythms، وهي عبارة عن النمط اليومي للجسم، وتشمل الإشارات التي تجعل الشخص مُتعب أو يرغب في الخلود للنوم أو الاستيقاظ.
تفرز هذه الغدة هرمون الميلاتونين Melatonin المسئول عن الساعة البيولوجية، والذي يتم إنتاجه حسب كمية الضوء التي يتم التعرض لها، إذ تشير المصادر إلى أن هذا الهرمون يُفرز بكميات أكبر في الظلام، مما يدل على أهميته للنوم، ولهذا السبب أُطلق عليها اسم “العين الثالثة”. ومع ذلك، تقترح بعض الأبحاث أن علاقة هذا الهرمون بالنوم هي علاقة أكثر تعقيدًا وليست بهذه البساطة.
ويوضح أحد المصادر أن الميلاتونين يعتبر أحد مضادات الأكسدة التي تعمل على حماية الخلايا العصبية من الجذور الحرة التي قد تزيد من خطر تلف الأنسجة والاختلال الوظيفي بما فيها الإصابة بالسرطان والتنكس العصبي neurodegenerative disease.
أمراض الغدة الصنوبرية
تشير المصادر إلى وجود بعض مشاكل الغدة الصنوبرية التي تتلخص فيما يلي:
- تسبب هذه الغدة تراكم رواسب الكالسيوم، وهي أمر طبيعي عند الأشخاص الأصحاء، إلا أن فرط تراكم هذه الرواسب يؤثر على وظيفة الغدة.
- قد يحدث خلل في مستويات الهرمونات في حال وجود مشاكل في هذه الغدة، والذي قد يؤثر على الأجهزة الأخرى في الجسم، فعلى سبيل المثال، يتأثر نمط النوم مع وجود مشاكل مثل الأرق insomnia أو بعد اضطراب الرحلات الجوية الطويلة jet lag، كما أنه قد تتأثر الدورة الشهرية عند النساء نظرًا لتدخل الميلاتونين مع الهرمونات الأنثوية مما ينجم عنه بعض المضاعفات.
- الاضطراب العاطفي الموسمي Seasonal Affective Disorder، ويعرف أيضًا باكتئاب الشتاء، ويصيب العديد من الأشخاص في المناطق التي يطول فيها الليل.
- سرطان الغدة الصنوبرية: وهو مرض نادر، ويعتبر 1% من سرطانات المخ، ومن علاماته المبكرة التشنجات، ومشاكل الرؤية، والصداع، ومشاكل الذاكرة، والقيء.
كيفية الحفاظ على صحة الغدة الصنوبرية
للحفاظ على الغدة الصنوبرية، وإبقائها صحية هناك العديد من النصائح الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار وتتضمن:
- تجنب الفلورايد الزائد.
- التقليل من التعرض للموجات الكهرومغناطيسية التي قد تؤثر على الغدة وتقلل من إفراز الميلاتونين كما يشير أحد المصادر، وينصح بالحد من المصادر الشائعة لهذه الموجات مثل الهاتف المحمول، والتلفاز، وأجهزة الميكروويف، وأجهزة توجيه الواي فاي.
- تهيئة بيئة مناسبة للنوم، وتجنب التعرض للضوء الأزرق قبل النوم، والذي يؤثر على إفراز الميلاتونين.
- التعرض لضوء الشمس غير المباشر، حيث يؤثر كل من ضوء الشمس والظلام على إفراز الميلاتونين، ولكن لا ينبغي النظر إلى ضوء الشمس المباشر