الإيقاع الطبيعي للبشر هو النوم ليلاً والعمل أثناء النهار، إلا أن الحياة العصرية فرضت بيئة عمل على مدار أربع وعشرين ساعة، ولتغطيتها يدفع كثيرون الثمن، وخصوصاً الموظفون الذين يتنقلون بين دوامات الليل والنهار وهو ما يعرّضهم لاضطراب النوم.
ولذا فكثيرة هي القصص عن قيلولة أو غفوة داهمت مراقبي حركة النقل الجوي أثناء نوبات العمل, حقيقة هي خير دليل على مدى صعوبة العمل الليلي. فحتى لو كانت حياة المئات أو الآلاف على المحك يستصعب على البعض البقاء متيقظين طوال الليل.
وعدّدت جمعية أمريكية الوظائف التي تستدعي ساعات عمل طويلة ودوامات ليلية وصنّفتها بـ”الوظائف المدمّرة للنوم”، ومن بينها:
– العمل في شبكة اتصالات.
– العمل في مصنع.
– المدير المفوّض (نومه قليل لأن عليه التأكد من سير العمل ليلاً ونهاراً).
– العمل في محطات الأخبار.
– المحلل المالي، (يتابع أخبار الأسواق في مناطق زمنية مختلفة).
– الشرطي.
– الأم حديثة الولادة.
وعندما يعمل الشخص في أوقات تتعارض مع ساعة جسده البيولوجية يضطر إلى النوم وهو في حالة يقظة، ويحضر إلى العمل وهو في حالة نعاس، الأمر الذي يعرّضه إلى ما يسمى بـ”اضطراب النوم”، لا سيما بالنسبة للذين يعملون في دوامات متقلبة بين النهار والليل أو العكس، فهؤلاء الموظفون أو العاملون لا يفلحون في التأقلم مع أي من النظامين.
وتشمل أعراض اضطراب النوم أيضا الأرق والتعب والطبع الحادّ وانخفاض مستوى اليقظة وصعوبة التركيز.
كما أن العاملين في النوبات النهارية والليلية معرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بمشاكل في المعدة وأمراض القلب.
والطريقة الأمثل للتأقلم مع تلك الدوامات الصعبة تكمن في اتباع نظام واحد حتى نهاية الأسبوع أو أيام العطل.
وأثناء العمل ليلا من المفيد أن:
– يعمل الموظف بالقرب من زملاء آخرين.
– يتناول مشروبا غنية بالكافيين في ساعات الدوام الأولى.
– أن يقوم بجولة في مبنى العمل من وقت إلى آخر.
ولكي يتمكن من النوم أثناء النهار لا بد من:
– ارتداء نظارات شمسية على طريق العودة إلى المنزل.
– إبقاء غرفته معتّمة وإحكام إغلاق الستائر.
– استخدام سدّادات الأذن القطنية للحدّ من ضجيج النهار.
– والأهم إيجاد عادات ثابتة قبل النوم، مثل القراءة أو الاستحمام.