هل أنت من محبي الاستحمام بالماء الحار أو الساخن أغلب الأوقات؟ هل تعلم أن الاستحمام بهذه الطريقة له فوائد صحية للجسم؟ إليكم بعض أبرز الفوائد المحتملة للاستحمام بالماء الساخن وهل الاستحمام بالماء البارد أفضل من الساخن أم لا؟ وأيضاً بعض الأضرار المحتملة ومعلومات أخرى مهمة ومفيدة.
فوائد الاستحمام بالماء الحار
تتضمن أهم فوائد الاستحمام بالماء الساخن ما يلي:
1- تخفيف أعراض البرد:
الوقوف في الماء الساخن مع السماح للبخار بإحاطتك يتم استخدامه كعلاج طبيعي لتقليل أعراض البرد والكحة، حيث أن الحرارة والبخار من الماء الساخن يمكن أن يساعد في التالي:
- فتح مجرى الهواء.
- تحريك أو تقليل البلغم.
- فتح ممرات الأنف.
2- تقليل البثور والحفاظ على البشرة:
يمكن أن يساعد الاستحمام بالماء الحار في فتح مسام الجلد، مما يسمح بالتخلص من القاذورات المحبوسة والزيوت. كما يساعد في طرد السموم التي تحتبس بالجسم طوال اليوم، مما يجعل البشرة أكثر نضارة وأكثر رطوبة.
3- تحسين صحة القلب والأوعية:
تُشير بعض المراجعات الخاصة بطريقة العلاج التي تُعرف باسم المعالجة المائية بأن الماء الدافئ يمكن أن يُحسن من تدفق الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من فشل القلب المزمن، ويحدث هذا نتيجة التوسع الطبيعي للأوعية الدموية حين تعرضها لدرجات الحرارة المرتفعة.
كما وجدت دراسة أخرى على أثر الماء الدافئ على تصلب الشرايين أن المشاركين الذين قاموا بغمر أرجلهم وأسفل الساقين في الماء الدافئ لمدة 30 دقيقة ظهر لديهم تصلب أقل في الشرايين، مقارنة بالأشخاص الذين لما يقوموا بهذا.
4- تحسين صحة العضلات والمفاصل:
كما ذكرنا سابقاً يساعد الاستحمام بالماء الساخن في تحسين تدفق الدم، مما يساعد في تقليل تصلب المفاصل والعضلات المتعبة، وقامت دارسة بالتحقيق في تأثير الاستحمام بماء ساخن على التهاب المفاصل في الركبة، وفي نهاية الدراسة وجد أن الاستحمام بماء ساخن أو بارد أظهر تحسن بسيط في الألم المصاحب لهذه الحالة وتحسن بسيط أيضاً في وظيفة الركية.
5- تحسين صحة الدماغ:
قامت دراسة عام 2018 بالتحقيق في تأثير الغمر في الماء الساخن على ما يُعرف بعامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ BDNF، وهو بروتين له عدة وظائف هامة في الدماغ والحبل الشوكي مثل:
- تعزيز بقاء الخلايا العصبية.
- تعزيز نمو وتغذية وإصلاح الخلايا العصبية.
- تعزيز قدرات التعلم والذاكرة.
ووجدت هذه الدراسة أن الذين قاموا بالاستحمام بماء ساخن لديهم مستوى أعلى من هذا البروتين، وفي نهاية الدراسة توصل الخبراء إلى أن الحرارة الناتجة عن الماء الساخن ساعدت في زيادة إنتاج بروتين BDNF.
6- حرق بعض السعرات الحرارية:
تُشير بعض البيانات إلى أن الاستحمام بالماء الساخن يمكن أن يساعد في التخلص من عدد قليل من السعرات الحرارية، ولكن لا يوجد أدلة كافية لدعم هذا ولا يجب استخدام هذه الطريقة كطريقة بديلة للرياضة أو النظام الغذائي الصحي، ويجب عدم زيادة مدة الاستحمام بماء ساخن لتجنب التعرض لأي حرق.
7- فوائد الاستحمام بالماء الساخن قبل النوم:
بعد قضاء يوم طويل ومتعب يمكن أن يحدث توتر وضيق في العضلات والاستحمام بالماء الحار يمكن أن يساعد في الاسترخاء، وعمل هذا قبل النوم بعدة ساعات يمكن أن يساعد أيضاً في تحسين النوم. كما أن تنظيف الجسم قبل النوم يمكن أن يقلل من تراكم الجراثيم والأوساخ والعرق وزيوت الجسم. والمواظبة على الاستحمام قبل النوم وجعله جزء من الروتين اليومي يمكن أن يحسن من كفاءة النوم ويقلل من التوتر.
أفضل وقت للاستحمام بالماء الحار
في حالة اللجوء للاستحمام بالماء الحار لفوائده الطبية مثل تخفيف ألم المفاصل، يميل معظم الأشخاص إلى عمل هذا في الصباح ليساعدهم في تحسين حركتهم على مدار اليوم، وفي حالة الاستحمام بماء ساخن لتحسين النوم، فوجدت بعض الدراسات أن أفضل وقت لذلك هو أخذ حمام قبل النوم بساعة أو ساعتين.
ويجب ضبط الحرارة على درجة معقولة للحصول على الفوائد المحتملة السابق ذكرها، ويجب عدم الانغماس في حمام ساخن لفترة طويلة، فُينصح بعدم زيادة المدة عن 20 دقيقة.
ما الأفضل الاستحمام بالماء الساخن أم البارد؟
يعتقد بعض الخبراء أن أفضل خيار هو الاستحمام بماء فاتر مع الحرص على استخدام مرطب على البشرة بعد الاستحمام، والبعض الآخر يقترح طريقة أخرى يمكن وصفها بالاستحمام المتباين أو المتناقض، ويعني هذا هو الوقوف تحت ماء بارد لمدة دقيقة، ثم تغيير الحرارة لماء ساخن والبقاء تحتها لمدة دقيقة، وتكرار هذه الطريقة 3 أو 5 مرات.
حيث يقول الخبراء أن الماء البارد يتسبب في حدوث تقلص في الأوعية الدموية، مما يعني أن كل الدم سوف يذهب إلى منتصف الجسم، ثم تقوم المياه الساخنة بفتح الأوعية الدموية مما يجعل الدم يتدفق مرة أخرى، وهذا قد يؤدي لتدفق الدم بشكل كامل من خلال العضلات وأجزاء الجسم وهذا يساعد بدوره في تجديد الخلايا وإزالة السموم.
أضرار الاستحمام بالماء الحار
على الرغم من الفوائد السابق ذكرها، إلا أن هناك أيضاً بعض الأضرار المحتملة التي يجب الانتباه لها ومنها:
- يمكن للماء الساخن أن يجفف ويهيج الجلد، حيث يقول بعض الخبراء أن الماء الساخن قد يتسبب في حدوث ضرر في خلايا الكيراتين الموجودة في الطبقة الخارجية من الجلد (الأدمة)، وأي خلل في تلك الخلايا يؤدي إلى جفاف الجلد ويمنعها من الاحتفاظ بالرطوبة.
- يمكن للماء الساخن أن يزيد من حدة بعص الحالات الصحية مثل الإكزيما وأنواع الطفح الأخرى، حيث أن درجات الحرارة المرتفعة تزيد من جفاف الجلد وبالتالي زيادة أعراض تلك الحالات.
- يمكن أن يتسبب الاستحمام بالماء الحار في الشعور بالحكة، حيث أن الحرارة يمكن أن تجعل الخلايا البدينة Mast cells التي تحتوي على الهيستامين في إطلاق مكوناتها في الجلد والتسبب في الحكة.
- يمكن أن يزيد من ارتفاع ضغط الدم أيضاً، ففي حالة وجود مشكلة في ضغط الدم أو الإصابة بمشكلة في الأوعية يمكن للاستحمام بماء ساخن أن يزيد حدة تلك الحالات.
- ارتفاع درجة حرارة الماء المستخدم للاستحمام بشكل كبير يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحروق أو التعرض لأزمة قلبية.
هل الماء الساخن يسبب العقم؟
الخلايا التناسلية الموجودة في الخصيتين والتي تقوم بإنتاج الحيوانات المنوية تعمل بشكل أفضل في درجات الحرارة التي تنخفض بنسبة قليلة عن درجة حرارة الجسم الطبيعية، وفي حالة ارتفاع درجة الحرارة داخل الخصيتين لدرجتين أو أربع درجات، يمكن أن يتأثر إنتاج هرمون التستوستيرون وإنتاج الحيوانات المنوية بشكل سلبي.
وقضاء أوقات قليلة في أحواض الماء الساخن أو الساونا أو الاستحمام بالماء الحار لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى زيادة حرارة خلايا الحيوانات المنوية وقد يؤدي هذا إلى التأثير بشكل كبير على وظيفتهم.
وجدير بالذكر أن وقت التعرض لمثل هذه الحرارة وظروف المعيشة تلعب دوراً هاماً في حدوث التأثيرات السابق ذكرها، فقضاء وقت معقول في الاستحمام أو دخول الساونا لمرة واحدة فقط لا يُثير القلق، ولكن تكرار تعريض جلد كيس الصفن لدرجات حرارة مرتفعة وبشكل مباشر سوف يتسبب في حدوث تأثير على عملية تكوين الحيوانات المنوية.