مؤخراً ظهر على الانترنت خبر غريب عن معالج متخصص في الطب البديل ادعى قدرته على إثبات براءة ثلاثة شبان متهمون بحادثة اغتصاب امرأة من خلال إجراؤه اختبار عذرية الرجل لهم بواسطة فحص نقط معينة في الأذن، ربما مر عليك هذا الخبر مرور الكرام، وربما توقفت أمامه بعض الوقت، فهل يمكن أن يكون هذا الخبر صحيح من الناحية الطبية؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال:
أسباب انتشار خبر عن عذرية الرجل
ظهر ذلك بسبب وجود معالجة شعبية فيتنامية تدعى ” ثام ثي هونغ ” قالت أنها اكتشفت علامات معينة تمكن من الكشف على عذرية الرجل وهى عبارة عن وجود نقط حمراء على أذن الشاب البالغ، وهذه النقط تختفي مع ممارسة الشاب لأول علاقة جنسية كاملة مع المرأة، كما أضافت أيضاً أن هذه النقط الحمراء لا تتأثر بالعادة السرية لكنها تختفي مع أول ممارسة جنسية كاملة.
وبالطبع أثار هذا الخبر ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي كما سخر منه الكثير من الأشخاص.
ما المقصود بـ عذرية الرجل ؟
عذرية الرجل بشكل عام يقصد بها عدم ممارسة الرجل لأي اتصال جنسي مع شخص آخر أي كان نوع هذا الاتصال، ولا تتضمن العذرية ممارسة العادة السرية، ويستخدم هذا التعبير بشكل عام للجنسين للتعبير عن عدم وجود علاقات جنسية سابقة.
ما التغيرات التي ترتبط بفقدان عذرية الرجل؟
من الناحية الطبية فإنه لا توجد تغيرات عضوية ترتبط بـ عذرية الرجل وممارسته للجنس للمرة الأولى، على عكس المرأة التي ترتبط فيها الممارسة الجنسية الأولى بتمزق غشاء البكارة وحتى هذا الأمر يخضع لتنوعات عديدة وفقاً للاختلافات التشريحية الموجودة في غشاء البكارة.
وعلى جانب أخر فإن بعض الدراسات العلمية التي أجريت قد أثبتت وجود بعض التغيرات النفسية التي تطرأ على الرجل بعد ممارسة الجنس للمرة الأولى، حيث ثبت أن الشباب تتحسن صورتهم الذهنية عن جسدهم وتزداد ثقتهم في النفس، على عكس الفتيات التي أوضحت الدراسة أن صورتهن الذهنية عن جسدهم تهتز نسبياً مما قد يسبب انخفاض في ثقتهم بنفسهم.
وعلى أي حال فإن هذا البحث قد يكون مرتبط بشكل أكبر بالعينة التي تم إجراء الدراسة عليها وليس قاعدة عامة يمكن الجزم بصحتها على كل الناس، ومما لا شك فيه أن التجربة الجنسية الأولى يكون لها تأثير كبير على الإنسان، حيث قد تدعم شعوره بالسعادة والثقة بالنفس والإقبال على الحياة في حال كانت التجربة ايجابية، وفي إطار رومانسي بعيد عن التوتر والشعور بالذنب، وعلى العكس قد تتحول التجربة لمأساة درامية إذا حدث فيها ما يعكر صفوها من مفاجآت غير سعيدة.
اختبارات عذرية الرجل . . “أصل الحكاية”
غالباً ما ترجع الشائعة الخاصة باختبار عذرية الرجال إلى وحي بعض العادات المنتشرة في القبائل الإفريقية، حيث استقر الموروث الشعبي لدى بعضهم أن هناك بعض الاختبارات التي يتم إجراؤها بشكل دوري على الشباب المراهقين للتأكد من حفاظهم على عذريتهم.
والتفسير المنطقي لهذه الظاهرة والاختبارات هو أنها بمثابة قيد وهمي يتم فرضه على المراهقين لتجنب انفلات ممارستهم الجنسية خارج نطاق الزواج، مما يسبب انتشار الأمراض المنتقلة جنسياً التي تسجل نسب عالية بالفعل في البلدان الإفريقية. والفكرة الأساسية في هذه الاختبارات تتمثل في أن خوف المراهق من انكشاف أمره بهذه الاختبارات يجعله يتجنب أي ممارسات غير مشروعة وفقاً لثقافتهم المحلية التي تقتنع بهذه المعتقدات بشكل كبير.
اختبارات عذرية الرجل في مواجهة الحقائق الطبية
الآن سوف نستعرض تلك الاختبارات التي تروج الشائعات أنها تكشف عذرية الرجال أي (غشاء البكارة الذكوري) أو نضعها في مواجهة الحقائق الطبية و نرى من سيفوز؟!
الاختبار الأول
يدعي هذا الاختبار إمكانية كشف عذرية الرجل من خلال وجود طبقة جلدية بيضاء رقيقة على القضيب، وأن هذه الطبقة الجلدية تتمزق عند ممارسة علاقة لأول مرة.
الحقيقة
إن هذا الادعاء يمكن دحضه بسهولة، لأنه حتى بافتراض وجود هذه الطبقة الجلدية، فإن هناك العديد من الأسباب التي قد تسبب تمزقها دون ممارسة علاقة جنسية مثل:
- ممارسة الاستمناء بشكل متكرر أو بطرق عنيفة.
- اتباع سلوكيات النظافة للمنطقة التناسلية.
الاختبار الثاني
يدعى أن هناك وريد في العضو الذكري ينغلق بمجرد ممارسة علاقة جنسية لأول مرة.
الحقيقة
إن دراسة التشريح الخاص بالعضو الذكري تفيد بعدم وجود مثل هذا الوريد الذي ينغلق بعد الممارسة الأولى، وبشكل عام فإن العضو الذكري يعتمد بشكل أساسي على وريد واحد أساسي في دورته الدموية.
الاختبار الثالث
يدعى هذا الاختبار أن عذرية الرجل يمكن تحديدها من خلال نمط خروج البول أثناء التبول على أساس أن خروج البول في شكل مستقيم يدل على العذرية وخروجه بشكل غير منتظم يدل على عدم العذرية.
الحقيقة
إن طريقة خروج البول من القناة البولية تحددها عوامل عديدة خاصة بسلامة القناة البولية وما حولها من غدد، وبشكل عام فإنه من الشائع أن البول يخرج بشكل خط مستقيم في صغار السن، ثم يبدأ هذا الأمر في التغير تدريجياً مع كبار السن وما يعانوه من مشاكل في البروستاتا والقناة البولية بشكل عام.
الاختبار الرابع
يدعى أن عذرية الرجل يمكن تأكيدها بوجود نقطة حمراء في الأذن وأن هذه النقطة لا تزول إلا بعد ممارسة علاقة جنسية لأول مرة ولا تزول بممارسة العادة السرية والاستمناء.
الحقيقة
إن هذا الافتراض لا يوجد أدنى دليل علمي على صحته، بالإضافة لعدم وجود أي علاقة تشريحية بين الأعضاء التناسلية المسئولة بشكل أساسي عن العلاقة الجنسية وبين أي نقاط حمراء في الأذن.
هل يمكن أن تؤثر ممارسة الجنس لأول مرة على الرجل؟
إذا وضعنا في اعتبارنا كل الاحتمالات، فسيكون هناك احتمال غير شائع بنسبة كبيرة أن يكتشف الآخرون أن شخصاً ما قد مارس الجنس! كيف ذلك؟ إذا كانت الممارسة الجنسية الأولى خارج الإطار المشروع فإنها قد تكون مرتبطة بممارسات غير أمنة تسبب انتقال أمراض جنسية عديدة، مثل الزهري والسيلان والايدز والفيروس الحليمي البشري، حسناً في هذه الحالة سيكون واضحاً أن هذا الرجل سيئ الحظ قام باختيار خاطئ ولم ينجو بفعلته!
ملحوظة هذا لا يعني بالقطع أن كل مصابي هذه الأمراض قد انتقلت إليهم من خلال ممارسة غير مشروعة، لكن حديثنا يأتي في سياق موضوع المقال لا أكثر وهكذا يتضح أن الموضوع مجرد شائعات مبنية على تقاليد قبلية دون أي أساس علمي أو طبي.
ويبقى السؤال، كيف كان استقبالك لهذه الشائعة عندما قابلتك على صفحات التواصل الاجتماعي لأول مرة؟ وهل فكرت فيها كواحد من الأمور الغير منطقية أم أنك استطعت تقبل الامر للوهلة الأولى ؟ يمكنك أن تطلعنا على رأيك من خلال التعليقات، وفي حالة كنت ترغب في الحصول على مزيد من المعلومات والاستفسارات، فبإمكانك استشارة أحد أطبائنا من هنا.