“طفلي عصبي دائما ويغضب لأتفه سبب ولا أستطيع التعامل معه.. ماذا أفعل؟” هذه الشكوى من أشهر الشكاوى لدى معظم الآباء، فما أسباب عصبية الأطفال وما طريقة التعامل مع الطفل العصبي لتهدئته؟ كل ذلك ستتعرف عليه من خلال هذا المقال.
أسباب العصبية عند الأطفال
العصبية هي نوع من الانفجارات اللحظية لنوبات الغضب وهي مشكلة شائعة في الأطفال تبدأ في الظهور عادة في السنة الأولى من عمر الطفل، ولكنها شائعة أكثر في الأطفال بين عمر 2 – 4 سنوات وقد تستمر في الأطفال بشكل متكرر في عمر 5 سنوات.
وهناك أكثر من سبب لهذه العصبية أكثرها شيوعا هو الإحباط من شيء ما أو التعب والإرهاق أو الشعور بالجوع إذا لم يستطع الطفل التعبير عما يشعر به، أيضا قد يمر الطفل بالنوبات العصبية لمجرد لفت الانتباه إليه حتى يستطيع الحصول على شيء يريده أو لتجنب شيء لا يريد القيام به، وهناك عدة عوامل تجتمع معا لتشكل الحالة التي يكون عليها الطفل تدفعه للعصبية مثل شخصية الطفل والبيئة المحيطة به والظروف الاجتماعية التي يعيش بها.
اقرا أيضا: أسباب صراخ الأطفال في عمر سنة وكيفية التعامل معه
الأمراض المرتبطة بعصبية الأطفال
هناك احتمال أن يكون الطفل العصبي مصابا بنوع آخر من الاضطرابات النفسية مثل:
- متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- اضطرابات القلق المرضي عند الأطفال.
- صعوبات التعلم.
- الاكتئاب عند الأطفال.
- التوحد.
علامات نوبات العصبية عند الأطفال
هناك عدة علامات تظهر على الطفل تصاحب نوبة العصبية التي يمر بها، فقد يبدأ في الصراخ والبكاء، ورمي الأشياء، والتمرغ على الأرض، وقد يقوم الطفل بركل وضرب أي شخص أمامه، ونتيجة للعصبية يتحول وجه الطفل للون الأحمر، وعادة ما تستمر نوبة العصبية لأكثر من 15 دقيقة يوميا.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي
أيا كان سبب العصبية عند الأطفال، من المهم جدا للوالدين أن يفهموا شخصية طفلهم ونفسيته وما يمكن أن يحفز نوبة العصبية لديه، ولا يجب أن يلوم الوالدين أنفسهم لأن هناك عوامل أخرى غير تربية الطفل والتي من الممكن أن تكون شخصية الطفل وسلوكياته، ولكن الدور الأكبر للوالدين هو محاولة التغلب على عصبية الطفل والتحكم في نوبات الغضب التي يمر بها، وهناك عدة طرق لعلاج العصبية عند الاطفال كما يلي.
ضع نظام يومي
عندما يعرف الطفل ما يتوقعه يوميا وما عليه أن يفعله وما عليه تجنبه في نظام يومي، يقلل ذلك من احتمال إصابته بالعصبية نتيجة لأحداث أو متطلبات فجائية تدفعه للإحباط والانفجار في نوبة غضب وعصبية.
شجع طفلك على التحدث
الطفل العصبي دائما ما يعبر عن إحباطه بالصراخ والبكاء، لذلك شجع طفلك دائما على استخدام الكلمات والتحدث للتعبير عما يشعر به من إحباط أو ضيق بدلا من أن ينفجر بعصبية كمحاولة للفت الانتباه.
اترك لطفلك فرصة الاختيار
لا تضع طفلك أمام الأمر الواقع وتقرر عنه كل شيء، بل اترك له حرية الاختيار بين شيئين بدلا أن ترفض كل ما يريده، مثلا عند ارتداء ملابسه اجعله يقرر ما يريده من بين لونين أو من بين نوعين من الملابس، هذا الأمر سيجعله يشعر أن المتحكم في حياته وأنه ينفذ ما يريده ليس ما يفرض عليه.
شجع سلوكه الجيد
قم دائما بتشجيع طفلك على السلوك الجيد وكافئه أمام الآخرين بدلا أن تظهر مساوئه، ذلك الأمر سيجعله يشعر بالفخر من نفسه ويشجعه أكثر على سماع كلامك وإطاعته لك.
تهدئة الطفل العصبي
في حالة المرور بنوبة العصبية، لابد من تعاملك مع طفلك بحكمة في ذلك الوقت، قم بالآتي:
- خذ وقتك لتهدأ ولا تقابل عصبيته بغضب من تجاهك بل تجاهله قدر الإمكان حتى يدرك أنه لن ينجح بشد الانتباه بعصبيته.
- حاول تشتيت انتباه طفلك بأي نشاط آخر أو بالتحدث معه عن شيء لا يتوقعه
- إذا استمر طفلك في هذا السلوك، ضعه في مكان هادئ جدا بعيدا عن أي محفزات وعن مكان إصابته بنوبة العصبية، أجلسه على كرسي مثلا ولا تجعله يتحرك من عليه ولا تترك بجانبه أشياء يمكن إلقائها، واتركه لعدة دقائق حتى يهدأ.
- إذا بدأ طفلك في التململ ومحاولة استمالتك ليقوم من على الكرسي، لا تستجيب له ودعه يبقى جالسا طوال الدقائق التي حددتها له.
- بعد أن تمر هذه الدقائق وبعد أن يهدأ طفلك تماما، قم بالتحدث معه حول الأسباب التي جعلته يغضب، وواجهه بسلوكه واسأله إذا كان هذا السلوك جيد أم سيء، اجعله يقر بنفسه أن ما قام به غير مقبول وليس شيئا جيدا.
- بعد التحدث معه اجعله يقوم بنشاط معتاد بشكل طبيعي ولا تتحدث مرة أخرى عن نوبة العصبية التي مر بها.
- إذا حدثت نوبة العصبية لديه أمام أشخاص آخرين أو خارج المنزل، حاول تجاهله وإذا ساء الأمر لا تقم بتعنيفه أمام الآخرين ولكن خذه في مكان بعيد لبضعة دقائق حتى يهدأ واتبع معه نفس أسلوب الوقت المستقطع في الخطوات الأولى.
متى تلجأ لتعديل سلوك الطفل العصبي بمساعدة أخصائي؟
بحسب التوجيهات من عيادات كليفلاند الأمريكية، فيجب أن تسعى لطلب المساعدة من أخصائي محترف في تعديل السلوك لعلاج العصبية عند طفلك في حالة:
- إذا زادت سلوكيات طفلك سوءا وأصبح أكثر عنفا.
- إذا استمرت مشكلة العصبية عند طفلك حتى بعد 4 سنوات من عمره.
- إذا كان طفلك يجرح نفسه أو شخص آخر أو يقوم بتدمير الممتلكات خلال نوبة العصبية.
- إذا كان طفلك يحبس أنفاسه لعدة ثواني أثناء نوبة العصبية (خاصة إذا كان يتعرض للإغماء).
- إذا كان طفلك يصاب بالصداع أو ألم البطن أو القلق.
- إذا أصبحت لا تستطيع التعامل معه بأي شكل كان.
في النهاية، يجب أن تعرف أن الطفل العصبي هو طفل طبيعي في الغالب وأن ما يمر به من نوبات هي حاجته لإظهار نفسه بشكل أو بآخر، والتجاهل هو الحل في معظم الوقت ولكن إذا أصبح الأمر لا يحتمل وإذا كان طفلك لا يهدأ بشكل أو بآخر، هنا يجب أن تطلب المساعدة من الأخصائيين المؤهلين للتعامل مع هذه الحالات لعلاجها.