الياف الرحم هي أورام رحمية حميدة، وتعتبر مشكلة شائعة تواجه الكثير من النساء، وتؤدي إلى أعراض مرضية مزعجة ومشاكل صحية، تعرفي معنا من خلال المقال التالي على أسباب ألياف الرحم، والأعراض المصاحبة، وكيف يمكن التشخيص والعلاج.
تليف الرحم
يسمى تليف الرحم أيضًا بالأورام الليفية الرحمية، وهي أورام غير سرطانية (حميدة) تتكون من العضلات والأنسجة الضامة من جدار الرحم.
ويختلف تليف الرحم من حيث الحجم والعدد والمكان داخل الرحم، وقد تتطور هذه الزيادات داخل جدار الرحم أو داخل التجويف الرئيسي له أو حتى على السطح الخارجي.
ويمكن تشخيص الأورام الليفية الرحمية عن طريق فحص الحوض واستخدام الموجات فوق الصوتية، وفي حالة أن كان العلاج ضروريًا، فهناك العديد من الخيارات المتاحة التي تشمل الجراحة أو العلاجات الطبية.
شكل الياف الرحم
يمكن أن تنمو الأورام الليفية في شكل عقدة واحدة أو في شكل كتلة، ويمكن أن يتراوح حجم الورم الليفي من 1 مم إلى أكثر من 20 سم في القطر أو حتى أكبر (أي يمكن أن يصل حجمها إلى حجم البطيخ).
انواع الياف الرحم
توجد عدة أماكن داخل الرحم وخارجه يمكن أن تنمو بها الأورام الليفية، ويُعد موقع وحجم الياف الرحم مهمًا لعلاجك. حيث سيحدد مكان نمو الأورام الليفية لديكِ، وحجمها وعددها لديك، نوع العلاج الأفضل لك أو ما إذا كان العلاج ضروريًا.
وغالبا ما توصف الأورام الليفية على أساس موقعها داخل الرحم وعليه، ولا تصف هذه الأسماء مكان الورم الليفي فقط بل توضح كيفية ارتباطه أيضًا.
وبالتالي يمكن تقسيم أنواع تليف الرحم نسبة للأماكن التي يمكن أن تصاب فيها إلى:
- الأورام الليفية تحت المخاطية: في هذه الحالة، تنمو الأورام الليفية داخل تجويف الرحم، وتكون تحت البطانة الداخلية للرحم في مكان نمو الطفل أثناء الحمل.
- الأورام الليفية داخل الرحم: وفي هذا النوع تندمج الأورام الليفية في جدار الرحم نفسه، أي تقع داخل جدار العضلات في الرحم.
- الأورام الليفية تحت المصلية: غالبًا ما تظهر هذه الأورام الليفية على السطح الخارجي للرحم، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجدار الخارجي للرحم.
- الأورام الليفية المعنقة: ويعتبر هذا النوع الأقل شيوعًا، ويقع أيضًا على السطح الخارجي للرحم. وبالرغم من ذلك، فإنه متصل بالرحم بجذع رفيع، وغالبًا ما يشببها العلماء بالفطر؛ لأن لديها ساق ثم قمة أوسع بكثير.
اعراض تليف الرحم
في معظم الأحيان، لا يسبب تليف الرحم أعراضًا أو مشاكل، وعادة ما تكون المرأة ذات الورم الليفي الرحمي غير مدركة لوجوده، ومع ذلك يكون نزيف الرحم غير الطبيعي هو أكثر الأعراض شيوعًا.
وفي حالة اقتراب الأورام من بطانة الرحم، أو تداخلها مع تدفق الدم إلى بطانة الرحم، فيمكن أن تُسبب دورات شهرية غزيرة أو مؤلمة أو طويلة، وبالتالي قد تصاب النساء بسبب النزيف المفرط بفقر الدم؛ بسبب نقص الحديد.
يمكن أن تسبب الأورام الليفية أيضًا عددًا من الأعراض وفقًا لحجمها وموقعها داخل الرحم ومدى قربها من أعضاء الحوض المجاورة، فقد تسبب لك تليفات الرحم الكبيرة مجموعة متنوعة من الأعراض، تشمل الآتي:
- نزيف شديد أو مؤلم أثناء الدورة الشهرية (الحيض).
- نزيف بين فترات الدورة الشهرية.
- الشعور بانتفاخ أسفل البطن.
- كثرة التبول.
- ألم أثناء الجماع.
- ألم أسفل الظهر.
- إمساك.
- إفرازات مهبلية مزمنة.
- عدم القدرة على التبول أو إفراغ المثانة تمامًا.
- تضخم البطن، مما يجعل بطنك تبدو حاملاً.
- آلام الحوض.
- الضغط على المستقيم مع التبرز المؤلم أو الصعب.
وبالرغم من تليف الرحم لا يتداخل مع الإباضة، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يُضعف الخصوبة مما يؤدي إلى صعوبة الحمل. وتشوه الأورام الليفية تحت المخاطية تجويف الرحم الداخلي مع انخفاض الخصوبة، كما أن الأورام الليفية هي أحد أسباب حالات الإجهاض المتكررة.
وعادة ما تستقر اعراض تليف الرحم أو تختفي عند سن اليأس بسبب انخفاض مستويات الهرمونات داخل جسمك، مما يؤدي لانقطاع الطمث بشكل طبيعي.
اسباب الياف الرحم
لا توجد أسباب معروفة حتى الآن لحدوث تليف الرحم، حيث تحدث معظم الأورام الليفية عند النساء في سن الإنجاب. وعادة لم يتم رؤيتها في الشابات اللواتي لم تأتي دورتهن الشهرية الأولى بعد.
كيف يمكن تشخيص الياف الرحم؟
هناك العديد من الاختبارات التي يمكن إجراؤها لتأكيد الأورام الليفية وتحديد حجمها وموقعها، وتشمل هذه الاختبارات الآتي:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية القياسية: حيث يقوم السونار بإنشاء صورة لأعضائك الداخلية باستخدام الموجات الصوتية. واعتمادًا على حجم الرحم، يمكن إجراء الموجات فوق الصوتية إما عن طريق المهبل أو عبر البطن.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُساعد هذا الاختبار في انشاء صورًا مفصلة لأعضائك الداخلية، باستخدام المغناطيس وموجات الراديو.
- التصوير المقطعي (CT): يستخدم التصوير المقطعي صور الأشعة السينية؛ لعمل صورة مفصلة لأعضائك الداخلية من زوايا مختلفة.
- تنظير الرحم: يعتمد هذا الاختبار على استخدام المنظار (أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا في نهايته) للنظر في الأورام الليفية داخل الرحم، ويتم تمرير المنظار عبر المهبل وعنق الرحم ثم بعدها إلى الرحم.
- تصوير الرحم والبوق (HSG): هو تصوير مفصل بالأشعة السينية حيث يتم حقن مادة مضادة أولاً، ثم يتم تصوير الرحم بالأشعة السينية بعد ذلك. وغالًبا يستخدم في حالات تحديد العقم.
- تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية: في هذا الاختبار التصوير، تُوضع قسطرة صغيرة عبر المهبل ويتم حقن محلول ملحي عبرها ليصل تجويف الرحم؛ حتى يساعد هذا السائل الزائد في تكوين صورة أوضح للرحم مما قد تراه أثناء التصوير بالموجات فوق الصوتية القياسي.
- تنظير البطن: خلال هذا الاختبار، سيقوم الطبيب بعمل شق صغير أسفل البطن، وسيتم إدخال المنظار؛ للنظر عن كثب إلى أعضائك الداخلية.
كيفية علاج الياف الرحم؟
يختلف علاج تليف الرحم اعتمادًا على حجم الأورام الليفية وعددها وموقعها، بالإضافة إلى الأعراض التي تُسببها. وفي حالة أنكِ لا تعاني من أي أعراض للأورام الليفية، فقد لا تحتاجين إلى علاج، حيث يمكن ترك الأورام الليفية الصغيرة بمفردها، مع مراقبتها عن كثب بمرور الوقت.
وعلى الجانب الأخر إذا كنت تعانين من أعراض الأورام الليفية، بما في ذلك فقر الدم الناتج عن النزيف الزائد، والألم الشديد، ومشاكل العقم، فالعلاج مطلوب للمساعدة وستعتمد خطة العلاج الخاصة بكِ على بعض العوامل، وهي:
- عدد الأورام الليفية لديكِ.
- حجم الأورام الليفية.
- مكان وجود الأورام الليفية.
- ما هي الأعراض التي تعاني منها والمتعلقة بالأورام الليفية.
- رغبتك في الحمل.
- رغبتك في الحفاظ على الرحم.
واعتمادًا على العوامل السابقة، يمكن أن تشمل خيارات علاج الأورام الليفية الرحمية، العلاج بالأدوية، أو الأعشاب، أو تحديد نظام غذائي معين. ولمعرفة المزيد عن طرق العلاج وأيهما أنسب لكِ، أقرأي ما هي طرق علاج تليف الرحم المختلفة؟
ما هي مخاطر الياف الرحم أثناء الحمل؟
أظهرت بعض الدراسات زيادة خطر حدوث مضاعفات الحمل في وجود الأورام الليفية، وارتبطت أيضًا بزيادة خطر الولادة القيصرية، وحجم الورم الليفي وموقعه داخل الرحم هي عوامل مهمة في تحديد ما إذا سيسبب مضاعفات أثناء الولادة أم لا.
هل الياف الرحم خطيرة؟
على الرغم من أن تليف الرحم ليس خطير في العادة، إلا أنه قد يتسبب في مضاعفات خطيرة، مثل فقر الدم نتيجة النزيف الشديد.
وفي النهاية وبعد معرفتك المزيد عن الياف الرحم وأنواعها، وأسبابها، وأعراضها، وكيفية التشخيص والعلاج، إذا كان لديك المزيد من التساؤلات أو الاستفسارات، يمكنك استشارة أحد طبيبك المختص.