قد يصاب الإنسان بالجروح في أي منطقة في مناطق جسمه، وحينها يقترح الطبيب أو الصيدلي لصقات جروح مناسبة لنوعها وشدتها، وفي الواقع، يُمكن للصقات الجروح أن تقلص من مدة الشفاء، وتمنح المصاب رعاية منخفضة التكلفة، مما يحسن من جودة حياته ويعزز من إنتاجيته طوال فترة الشفاء.

وتتوفر لصقات جروح كثيرة ومتعددة الأنواع، إذ تُستخدم لأنواع مختلفة من الجروح، وفيما يلي، سنتعرف على أشهر أنواع اللصقات، ومتى يتم استخدامها.

ما هي لصقات الجروح؟

يُعرف أي لزق جروح بأنه ضمادة معقمة، مصنوعة من مادة معينة، وتوضع مباشرة على الجرح، ويعزز من فترة الشفاء، ويعمل على حماية الجرح من العوامل الخارجية المؤثرة عليه، كما تُصنع بعض لصقات الجروح من مواد خاصة للسماح للأكسجين بالعبور، أو مواد لامتصاص السوائل الزائدة، كما توجد لصقات جروح ضد الماء، ولصقات جروح شفافة، وذات الحجم الكبير أو الصغير، إذ يتم اختيار أي منها بناء على نوع الجرح ومكانه وحجمه وشدته.

وتوجد معايير هامة توضع في الاعتبار قبل اختيار نوع اللصقة المناسبة ومنها: تنظيف الجرح، والامتصاص، والحاجة إلى إضافة نوع دواء معين، ومن الضروري اختيار نوع جيد عالي الجودة، وسهل الاستخدام، وذو سعر مناسب، ووافق عليه الطبيب.

كيف تختار لصقات جروح مناسبة؟

يتم اختيار الضمادة المثالية بناء على نوع الجرح، ويجب أن يعتمد اختيارها على ما يلي:

منح الرطوبة اللازمة.
السماح بتبادل الغازات بين أنسجة الجرح والبيئة الخارجية.
الحفاظ على درجة حرارة الجرح.
الحماية من العدوى البكتيرية.
لا يجب أن تلتصق بالجرح نفسه.
سهولة إزالتها في أي وقت لتغييرها، أو بعد الشفاء.
مقعمة، وغير سامة، ولا تسبب الحساسية.

دواعي استخدام لصقات الجروح

تحتاج الكثير من أنواع الجروح للضمادات، ولكن الجروح التي تحتاج إلى أنواع خاصة من اللصقات هي الجراحة، أو الجروح المزمنة، وتهدف اللصقات بصفة عامة إلى:

الحد من الألم.
إحداث ضغط لتعزيز وقف النزيف.
حماية الجرح من التلوث والعوامل الخارجية، وسوائل الجسم.
يعزز شفاء الجرح.
يحد من حركة الجزء المصاب من الجسم.

ما قبل استخدام لصقات الجروح

قبل استخدام أي نوع من الضمادات، يضع الفريق الطبي ما يلي في الاعتبار:

طبيعة الإصابة والجرح.
خطر تلوث الجرح وإصابته بالعدوى.
كون الإصابة في أنسجة عميقة.
حدوث تلف في الأنسجة أو الأعصاب المجاورة.
خطر الإصابة بعدوى التيتانوس.
مقدار الأنسجة المفقودة.

أنواع لصقات الجروح واستخداماتها

تتنوع اللصقات حسب طريقة صنعها وحسب الغرض منها كما يلي:

الشاش Gauze dressings

يعد الشاش أحد أكثر ضمادات الجروح استخدامًا حتى يومنا هذا، ويُصنع من مواد منسوجة أو غير منسوجة، ويعتبر الشاش شديد النفاذية وغير مسدود، لذلك من الممكن أن يعزز من تجفيف الجرح، وقد يستخدم كضمادة أساسية، أو ثانوية.

يتميز الشاش بأنه رخيص الثمن، ويمكن استخدامه لأي نوع من الجروح مثل الجروح المصابة بالعدوى، والجروح التي تُصرف منها السوائل، ولكن من عيوبه أنه ينبغي تغييره بصفة مستمرة، وقد يلتصق بالجرح.

لصقات جروح شفافة Transparent dressing

يُصنع أي لزق جروح شفاف من مادة البولي يوريثان، يسمح هذا النوع من الضمادات للأكسجين بالعبور إلى الجرح لتغذيته، ويستخدم هذا النوع الجروح ذات السماكة الجزئية، والحروق الطفيفة، وقرح الفراش (قرح الضغط)، والمناطق المانحة Donor sites (المناطق المأخوذة من الجلد لتغطية جرح آخر).

يتميز هذا النوع من الضمادات بطول مدة بقائه على الجرح التي قد تصل إلى أسبوع، ويحد من العدوى البكتيرية، ويمنع احتكاك الجرح، ولكنه قد يلتصق في بعض الجروح، وغير مناسب لبعض الجروح ذات التصريف الشديد.

ضمادات جروح رغوية Foams

وهي عبارة عن أشكال مختلفة من البولي يرويثان (أو أنواع أخرى من البوليمر) الرغوي، ويوجد منها الرفيع والسميك، وهي تحتوي على خلايا صغيرة لامتصاص السوائل، ويعتمد ذلك على سُمكها، أما المنطقة الملامسة للجرح فهي لا تلتصق به لسهولة إزالتها.

وتتميز بأنها مريحة، وشديدة الامتصاص، وتتوفر بالعديد من الأشكال، ولكنها قد تتطلب نوع آخر من الضمادات لتثبيها في موضعها، ولا يمكن استخدامها على الجروح التي لا تصرف السوائل، وبعض الأنواع غير مناسبة لبعض أنواع الجروح مثل الجروح المصابة بالعدوى، والجروح العميقة.

لصقات جروح ضد الماء

وتسمى بلصقات الهيدروكولويد Hydrocolloid dressings أو الضمادات الغروانية المائية، وهي تستخدم جزيئات غروانية محبة للماء مثل الجيلاتين، والبيكتين، والسليولوز، ولديها دعامة لاصقة قوية، وتختلف بصورة كبيرة في قدرات الامتصاص، وتُستخدم في قرح الضغط، والقرح الوريدية، والحروق.

وتتميز بأنها مقاومة للماء، وغير نافذة للبكتيريا، أو البول، أو البراز، ولكنها قد تتحرك من مكانها إذا كانت في موضع في الجسم مُعرض للاحتكاك بصفة مستمرة، وقد تترك بقايا على الجرح قد يُعتقد خطئًا أنها عدوى، ولا يمكن استخدامها في حالات العدوى.

لصقات Composites

وتعرف باللصقات المركبة combination dressings، وتصنع هذه الضمادة من مزيج من أنواع أخرى، ولكنها مجرد مزيج من ضمادة لحفظ الرطوبة، والشاش، وتُستخدم في مختلف أنواع الجروح حسب نوع الضمادة.

الشريط اللاصق الورقي Paper adhesive tape

وهو شائع الاستخدام ومشهور باسم (بلاستر الجروح) في الصيدليات، ويفيد في الجروح الصغيرة، أو تمزق، أو شق صغير، ولكنه غير مجد للجروح ذات الكمية الكبيرة من الإفرازات، ويستخدمه الأطباء لضم طرفي الجرح الصغير معًا، وقد يُستخدم في الجراحة أيضًا مع الخيوط الجراحية القابلة للامتصاص أو الخيوط المدفونة.

يتميز هذا النوع بأنه رخيص الثمن، وشائع جدًا، ولكنه قد يفقد قوة التصاقه إذا تعرض للماء، وعادة ما يسقط من تلقاء نفسه في غضون 10 أيام.

لصقات جروح بديل الخياطة

وتعد هذه اللصقات بديلة للخياطة، وهي تشبه السوستة (بالفصحي: زمام منزلق) zipper، وتستخدم للجروح التي تحتاج إلى مراقبة من الطبيب بصورة منتظمة، وهي عبارة عن شريطين لاصقين يتوسطهمها السوستة، ومع انغلاقها، تسحب طرفي الجرح معًا، وتشير الدراسات إلى أنها غير مؤلمة عند الإزالة، لذلك فقد تكون خيارًا مناسبًا للأطفال، ولكن لا يمكن استخدامها للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، والجروح ذات زاوية أعلى من 20 درجة.

وختامًا، يحدد الأطباء لصقات الجروح بناء على نوع الجرح، وحجمه، وعمقه، وشدته، ويجب اتباع تعليمات الأطباء وعدم تحريك اللاصق من مكانه لتعزيز فترة الشفاء.