يعتبر القلق والخوف من المشاعر الطبيعية التي نشعر بها في حياتنا اليومية، فمن الطبيعي أن تشعر بالقلق من مقابلة عمل، أو من اختبار، أو من مشكلة ما في العمل أو المدرسة، بل قد تكون هذه المشاعر ذات نفع، إذ قد تلاحظ مدى خطورة موقف ما وتتجنبه، وتعتبر هذه المشاعر قصيرة الأمد، أي أنها تستمر لمدة قصيرة من الوقت حسب الموقف الذي تتعرض له.
ولكن قد لا تمر مشاعر القلق والخوف هذه مرور الكرام عند بعض الأشخاص، إذ قد يعاني هؤلاء من القلق لفترة زمنية تصل إلى أسابيع، وشهور بل أحيانًا لسنوات، ويمكنها أن تسوء مع مرور الوقت، في بعض الأحيان قد تكون شديدة جدًا لدرجة تدخلها في الحياة اليومية، وهي ما يعرف باضطراب القلق.
وهناك بضعة أنواع من اضطرابات القلق، ومنها اضطراب القلق العام، وهو عبارة عن القلق من الأنشطة والأحداث التي تدور في حياتك اليومية، ويزيد هذا القلق بصورة مبالغ فيها أكثر مما يستدعي الموقف نفسه، ومن أعراضه:
- العصبية، والشعور بعدم الراحة.
- تسارع ضربات القلب.
- سرعة التنفس.
- العرق الغزيز.
- صعوبة التركيز أو التفكير في شيء آخر دون الشيء الذي تفكر فيه ويسبب القلق لك.
- مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، والإمساك أو الإسهال.
وقد يصاحب اضطراب القلق العام نوع آخر من القلق وهو نوبة الهلع Panic attack وهي عبارة عن شعور مفاجيء بالضيق والخوف الشديد الذي يصل إلى ذروته في غضون دقائق، وتتضمن 4 أعراض على الأقل مما يلي:
- تسارع ضربات القلب والشعور بالخفقان.
- التعرق الشديد.
- الرعشة.
- ضيق التنفس.
- الإحساس بالاختناق.
- الشعور بالدوار والدوخة أو الشعور بالإغماء.
- الشعور بالغثيان.
- البرد أو الحرارة.
- الشعور بالانفصال عن الواقع تمامًا.
- الخوف من الجنون أو فقدان السيطرة.
- الخوف من الموت.
وتعتبر نوبات الهلع مزعجة للغاية، ويشعر من يعاني منها بالقلق بشأن النوبة التالية، كما أنه يبذل قصارى جهده لتجنب الموقف الذي يحفز النوبة.
فإذا كنت تعاني من القلق بدون سبب واضح يستدعي ذلك، وتعاني من أي من الأعراض السابقة، يُنصح بالتوجه للطبيب النفسي الذي يساعدك في التخلص من اضطرابات القلق عن طريق سلسلة من العلاجات الدوائية والنفسية وفقًا لحالتك، وكن على يقين بأن التخلص من المشكلة يبدأ بالتعرف عليها، ثم الاستعداد لمواجهتها والتغلب عليها.