نظراً لحساسية فترة الحمل عن غيرها، فقد يكون من المُضر للجنين أن تتعرض الأم لبعض الأمراض أو الحالات التي تشكل خطراً، ولكن يجب بالطبع طلب المشورة الطبية عند مرور الحامل بأي أعراض غريبة، ومن الأمراض التي قد تحدث في الحمل أو في غيره مرض النكاف، فهل يمكن أن يكون النكاف والحمل متعارضين؟ وهل يشكل النكاف خطراً على الحمل؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال، فتابعي معنا عزيزتي القارئة.
ما هو النكاف؟
النكاف هو مرض معدي ينتج عن فيروس ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق اللعاب أو إفرازات الأنف، أو الاتصال الشخصي الوثيق بالمريض، وتؤثر الحالة بشكل عام على الغدة اللعابية، والتي يُطلق عليها أيضاً الغدد النكافية، حيث توجد ثلاث مجموعات من الغدد اللعابية على كل جانب من جانبي الوجه، تقع خلف وأسفل الأذنين، إن السمة المميزة لأعراض النكاف هي تورم الغدد اللعابية.
النكاف والحمل .. أين يكمن الخطر؟
إنه في الماضي، كان هناك اعتقاد أن النكاف إذا تطور أثناء الحمل يزيد من خطر حدوث الإجهاض، ولكن هناك القليل من الأدلة الطبية التي تدعم هذا الموضوع، ولا توجد أدلة بأن النساء الحوامل معرضات للإصابة بمضاعفات النكاف أكثر من الأشخاص العاديين، ولكن قد يكون هناك احتمالية لفقدان الجنين في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.
ولكن كإجراء وقائي بشكل عام، يوصى الخبراء أن تتجنب النساء الحوامل الاتصال الوثيق بالأشخاص المصابون بعدوى النكاف النشطة، أو أي نوع آخر من العدوى.
إذا كنتِ حاملاً، وقد تعاملتِ بالفعل مع شخص مصاب بالنكاف، ولم تكوني قد تناولتي اللقاح المناسب للفيروس من قبل، قومي بالاتصال بالطبيب للحصول على المشورة في الحال، إنه لا يوجد علاج محدد للفيروس نفسه، ولكن الطبيب قادر على اقتراح علاج لتخفيف الأعراض.
النكاف والحمل .. ومخاطر التطعيم الثلاثي على الحامل
في حين أن النكاف نفسه قد لا يشكل خطراً كبيراً على الحامل، ولكن لقاح الفيروس الحي أو التطعيم الثلاثي، وهو لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية أو الحُميراء، قد يكون هذا التطعيم محل خطورة، وذلك بسبب الخوف من انتقال فيروس اللقاح إلى الجنين، لا يُنصح باستخدام لقاح الفيروس الحي في الحمل، ويجب تجنب الحمل لمدة شهر على الأقل إذا تم تطعيم المرأة به.
ولكن إذا تلقت المرأة الحامل لقاح التطعيم الثلاثي دون علمها بالمخاطر، أو إذا أصبحت حاملاً بعد تلقي اللقاح بـ 4 أسابيع، يجب حينها إخبارها بالمخاطر المحتملة، ولكن هذا ليس بالضروري أن يعتبر سبب لإنهاء الحمل.
النكاف والولادة
في حين أنه من الممكن أن يكون لـ أي فيروس تأثير سلبي على الحمل، فإنه كما ذكرنا عزيزتي الحامل، أن قاعدة الأدلة التي تقول بأن النكاف يزيد من خطر فقدان الجنين مازالت محدودة الدراسة، ولكن هناك ارتباط محتمل بين عدوى النكاف وحدوث حالة قلبية، أو فرط نمو النسيج الليفي، كما قد تترافق العدوى حول فترة الولادة بحدوث ضائقة تنفسية أثناء الولادة، كما قد يحدث نقص في الصفيحات وفقاً لتقارير الحالات.
والآن عزيزتي القارئة، بعد أن تعرفتِ على العلاقة بين النكاف والحمل وكيف من الممكن ألا تصبح خطيرة، وأيضاً آثار النكاف المحتملة على الولادة، إذا كان لديكِ أي استفسار، يمكنكِ استشارة أحد أطبائنا من هنا.