توصل باحثون أمريكيون إلى الحفاظ على خلايا ورمية حية في المختبر لمدة سنتين، وذلك في خطوة قد تغير جذرياً طريقة معالجة الأشخاص المصابين بسرطان بحسب ما أظهرت دراسة حديثة.
وفي السابق لم يكن بإمكان العلماء الحفاظ على خلايا سرطانية لفترة طويلة إلى هذا الحد أو اللجوء إلى طريقة مشابهة لتلك التي تنمو الخلايا من خلالها في جسم الإنسان.
وبشكل عام، يشخص الأطباء السرطان ويوصون بعلاج بالاستناد إلى أجزاء نسيجية يقومون بتجميدها أو طلائها بمادة حافظة كي لا يطرأ عليها أي تغيير.
وأظهرت الدراسة التي نشرت على الموقع الالكتروني لمجلة “أمريكان جورنال أوف باثولوجي” أن الأطباء قد يتمكنون في أحد الأيام من اختبار علاجات مختلفة على الخلايا السرطانية الخاصة بمرضاهم ثم التوصل إلى علاج أثبت فعاليته.
وتستند الطريقة التي تسمح للأطباء بالحافظ على خلايا ورمية لفترة طويلة، إلى عملية بسيطة تستخدم في الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية الجنينية بحسب الخبراء.
وبالتالي، تمكّن العلماء من الحفاظ على خلايا سرطانية مصدرها الرئة والثدي والبروستاتا والقولون لفترة أقصاها سنتان بفضل هذه التقنية التي تشمل خلايا ليفية (فيبروبلاست) للحفاظ على الخلايا السرطانية حية وكذلك مثبطات نوع من البروتين اسمه كيناز تسمح للخلايا بالتكاثر.
وبحسب العلماء، عندما تتم معالجة الخلايا السرطانية والخلايا العادية بهذه الطريقة، تصبح هذه الخلايا في حالة قريبة من حالة الخلايا الجذعية التي يمكنها أن تتكاثر إلى ما لا نهاية.
ويقول العالم الأمريكي مارك سايمونز إن “الورم يختلف من مريض إلى آخر وهذا الاختلاف هو من الأسباب الرئيسية وراء فشل عدد كبير من الاختبارات السريرية”.
ويضيف العالم الذي لم يشارك في الدراسة: “يمكننا القول إن هذا الاختراع هو ثورة في مجال علاج السرطان”.
وبحسب البيانات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية، السرطان هو المرض الذي يؤدي إلى أعلى نسبة وفيات في العالم وقد تسبب ب 7,6 ملايين حالة وفاة في عام 2008.