في السنوات الأخيرة، بدأ انتشار كبير لاستخدام حقنة البنسلين طويل المفعول للأطفال الذين يشتكون من آلام الحمى الروماتزمية بالمفاصل، لكن السؤال هو هل حقاً جميع هؤلاء الأطفال لديهم حمى روماتيزمية ويحتاجون لحقنة البنسلين طويل المفعول لعلاج الحمى الروماتزمية ؟
كيف يتم تشخيص الحمى الروماتيزمية ؟
يعتمد تشخيص الحمى الروماتزمية على عدة عناصر كالتاريخ الطبي والفحص الجسدي والنتائج المعملية، حيث أنه لا يوجد فحص واحد لتأكيد الإصابة، وقد وضعت عدة معايير- تسمى معايير جونز- لتشخيص المرض حيث يقوم الطبيب بتجميع بعض الأعراض ونتائج الفحوصات معا للوصول إلى تشخيص وتقسم تلك المعايير إلى:
- معايير رئيسية وتشمل الأعراض والعلامات التي تتواجد بشكل دائم في مرضى الحمى الروماتزمية.
- المعايير الطفيفة أو الغير رئيسية وتشمل أعراض وعلامات ونتائج معملية قد تتواجد أو لا تتواجد في مرضى الحمى الروماتزمية.
أعراض ومعايير رئيسية في الحمى الروماتزمية
- ألام الصدر وصعوبة التنفس وهى أعراض تدل على تأثر أنسجة القلب.
- ألام المفاصل وتورمها وقد يتأثر أكثر من مفصل في نفس الوقت.
- الحركات الغير إرادية واضطراب المشاعر والتي تشير إلى تأثر الجهاز العصبي المركزي.
- وجود طفح جلدي غير مؤلم (بدون حكة) على الجذع والأجزاء العليا من الأطراف.
- وجود بعض الكتل الحبيبية غير المؤلمة تحت الجلد.
أعراض ومعايير طفيفة في الحمى الروماتزمية
- آلام في المفاصل بدون تورم.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- بعض النتائج المعملية كتغير في رسم القلب الطبيعي للطفل، ارتفاع بروتين CRP، وارتفاع سرعة الترسيب ESR والأجسام المضادة ASOT في الدم.
- أى تغير في صمامات القلب أو في كفاءة عضلة القلب باستخدام ال Echo-cardiogram.
ولتأكيد التشخيص ينبغي توافر على الأقل اثنين من المعايير الرئيسية أو واحدة فقط من المعايير الرئيسية بالإضافة إلى اثنين من المعايير غير الرئيسية، ولا يتم فقط الاعتماد على تلك المعايير لإثبات التشخيص، فمن الضروري وجود دليل مباشر على الإصابة بالميكروب السبحي سواء بالمسح المباشر للحلق (البلعوم) وإثبات وجود البكتيريا، أو وبوجود تاريخ مرضي سابق لإصابة الطفل بالحمى الروماتزمية.
علاج الأطفال المصابين بالحمى الروماتيزمية
تعتمد وقاية الطفل من الإصابة بالحمى الروماتزمية على فعالية علاج التهابات الحلق والحمى القرمزية التي يسببها الميكروب السبحي، ولذلك عند إصابة الطفل تعطى جرعة واحدة من البنسلين في العضل، وإذا كان الطفل لديه حساسية من البنسلين فيتم إعطاء الاريثروميسين بالفم لمدة 10 أيام متتالية مع ضرورة التنبيه على إتمام مدة العلاج وعدم التوقف إلا بعد انتهاء المدة، كما يجب أيضا عدم السماح للطفل بالذهاب إلى المدرسة أو الحضانة خلال 24 ساعة من بدء العلاج.
عند تأكيد إصابة الطفل بالحمى الروماتزمية ينصح بالراحة التامة في السرير لمدة أسبوعين على الأقل للتخلص من أعراض صعوبة التنفس وآلام الركبة، يتم بعدها عودة الطفل إلى النشاط المعتاد تدريجيا.
تعطى مضادات الالتهاب خلال أسبوعين للتخلص من أعراض الالتهاب في الجسم وللتخفيف من المناعة الذاتية التي تهاجم أنسجة الجسم المختلفة، حيث يتم إعطاء الأسبرين أو الإيبوبروفين (إذا كان الطفل أقل من 16 عاما) إذا لم توجد هناك أي أدلة على تلف أنسجة القلب، و يتم إعطاء الاسترويد في حالة تأثر أنسجة القلب ويتم سحبه تدريجيا بعد ذلك واستبداله بالأسبرين.
الوقاية من المضاعفات
وللوقاية من إصابة الطفل بمضاعفات أخرى كحمى القلب الروماتزمية يجب أن يوضع الطفل على خطة علاج بعيدة المدى باستخدام المضادات الحيوية كالبنسلين طويل المفعول، فإذا كان هناك أى تلف في أنسجة القلب يتم إعطاء البنسيلين طويل المفعول لمدة 10 أعوام أو حتى سن 35 عاما أيهما أقرب وإذا لم يوجد أى تلف في أنسجة القلب يتم إعطاء البنسلين طويل المفعول لمدة 5 أعوام أو حتى سن 25 عاما أيهما أقرب.
في النهاية نحن دائما نؤكد على ضرورة الانتباه لأي أعراض يمكن أن تظهر فجأة على أطفالكم، خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة، ولأننا دائما بجانبكم يمكنكم استشارة أحد أطبائنا.. من هنا لأي استفسار طبي.
اقرأ أيضا:
