يُعتبر ترقق العظام Osteoporosis أو هشاشة العظام من الأمراض الشائعة التي تُصاحب التقدم في العمر، ولكن يمكن أن يتعرض لها العديد في مختلف الأعمار، لذا تعرفوا من خلال السطور القادمة على أبرز المعلومات والأسئلة المتعلقة بهذه الحالة وكيف يمكن التعامل معها.
ما هو ترقق العظام؟
ترقق العظام أو هشاشة العظام هو حالة طبية تتسبب في ضعف العظام، وتزيد من فرص تعرض العظام للكسور، ويتطور هذا المرض بشكل بطئ خلال السنين، وعادة ما يتم تشخيصه عند حدوث كسر مفاجئ في إحدى العظام، نتيحة صدمة أو ضربة مفاجئة لهذه العظام.
وأشهر الإصابات التي تحدث لدى مرضى الهشاشة، تتضمن ما يلي:
- كسر في المعصم.
- كسر في عظام العمود الفقري.
- كسر في منطقة الورك.
أنواع هشاشة العظام
عادة ما يُصنف الأطباء الهشاشة إلى نوعين:
هشاشة العظام الأولية:
يتم ربط هذا النوع بعملية التقدم في العمر أو الشيخوخة الطبيعية، ومستوى الهرمونات في الجسم، وينقسم هذا النوع إلى نوعين فرعيين:
- النوع الأول: عادة ما يُشار إليه بهشاشة العظام بعد سن اليأس، ويحدث للنساء بعد انقطاع الطمث، عادة ما بين عمر الخمسين والسبعين، ويتم ربطه بنقص هرمون الإستروجين في الجسم أو التستوستيرون لدى الرجال. ويزيد هذا النوع من احتمال حدوص كسور في المعصم والعمود الفقري.
- النوع الثاني: يحدث نتيجة نقص الكالسيوم على المدى الطويل، ويتسبب في فقدان الهيكل العظمي الخارجي وتآكل بعض العظام من الداخل، وعادة ما يتسبب هذا النوع في حدوث كسور في الورك.
هشاشة العظام الثانوية:
يحدث هذا النوع نتيجة الإصابة ببعض الحالات الطبية واستخدام بعض الأدوية مثل الستيرويدات القشرية الفموية التي تزيد من عملية إعادة تشكيل العظام، ويحدث فقدان العظام نتيجة عدم التوازن بين إنتاج عظام جديدة وخسارة العظام القديمة. كما يمكن أن يحدث هذا النوع نتيجة وجود عدم توازن في الهرمونات الناتجة عن زيادة نشاط الغدد الجارات درقية، كما أنه أنه شائع بين مرضى السكري.
أعراض ترقق العظام
لا تظهر أعراض مبكرة لمرض ترقق العظام في جميع الحالات، ولكن بمجرد أن تضعف العظام بسبب الإصابة بالهشاشة فقد تعاني من العلامات والأعراض التالية:
- ألم الظهر الناتج عن الفقرات المكسورة أو المدمرة.
- فقدان الطول مع مرور الوقت.
- الوضعية المنحنية.
- كسور العظام التي تحدث بسهولة أكبر من المتوقع.
أسباب ترقق العظام
تكون العظام في حالة مستمرة من التجديد حيث يتم تكوين عظام جديدة وتدمير العظام القديمة، ويخلق جسمك في مرحلة الطفولة العظام الجديدة بشكل أسرع من تدمير العظام القديمة وبالتالي تزداد كتلة العظام. وتصل كتلة العظام لدى معظم الأشخاص إلى ذروتها في أوائل العشرينات، ومع التقدم في العمر يتم فقدان كتلة العظام بشكل أسرع من تكوينها.
ويعتمد مدى احتمالية إصابتك بالهشاشة جزئياً على مقدار الكتلة العظمية التي تكونت لديك في مرحلة الشباب، فكلما ارتفعت كتلة عظامك، كلما زاد مخزون العظام الذي تحتفظ به وبالتالي يقل احتمال إصابتك بالهشاشة مع تقدمك في العمر.
عوامل خطر الإصابة بهشاشة العظام
يمكن أن يؤدي عدد من العوامل إلى زيادة احتمال إصابتك بترقق في العظام، بما في ذلك السن وخيارات أسلوب الحياة والحالات الطبية والعلاجات، وتتضمن العوامل التي تزيد من خطر إصابتك ما يلي:
- الجنس أو النوع، حيث تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بترقق العظام أكثر من الرجال.
- السن، كلما زاد عمرك كلما زاد خطر إصابتك بالهشاشة.
- التاريخ العائلي، يؤدي وجود أحد الوالدين أو الأشقاء المصاب بترقق العظام إلى زيادة خطر إصابتك بها، خاصة إذا كان يعاني والدك أو والدتك من كسر الورك.
- حجم هيكل الجسم، حيث يميل الرجال والنساء الذين لديهم هياكل جسم صغيرة إلى زيادة الخطر؛ لأنهم قد يكون لديهم كتلة عظام أقل منها مع التقدم في العمر.
- تكون الهشاشة أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لديهم الكثير جداً أو القليل جداً من بعض الهرمونات في أجسامهم مثل الإستروجين والتستوستيرون.
- وجود مشاكل بالغدة الدرقية، حيث يمكن أن يُسبب وجود الكثير جداً من هرمون الغدة الدرقية فقدان في العظام، ويمكن أن يحدث ذلك إذا كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط أو إذا تناولت الكثير جداً من أدوية هرمون الغدة الدرقية لعلاج خمول الغدة الدرقية.
- في بعض الحالات يرتبط ترقق العظام أيضاً بوجود فرط في نشاط الغدد جارات الدرقية والغدد الكظرية.
- انخفاض استهلاك الكالسيوم، حيث يلعب نقص الكالسيوم مدى الحياة دوراً في تطور ترقق العظام. كما يساهم انخفاض استهلاك الكالسيوم في تقليل كثافة العظام وفقدان العظام المبكر وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
- الإصابة بأحد اضطرابات الأكل، فيؤدي التقييد الشديد لاستهلاك الطعام وانخفاض الوزن إلى ضعف العظام لدى كلاً من الرجال والنساء.
- الخضوع لجراحة الجهاز الهضمي، تؤدي العملية الجراحية لتقليل حجم المعدة أو لإزالة جزء من الأمعاء إلى تقليل المساحة المتاحة لامتصاص المواد الغذائية بما في ذلك الكالسيوم.
- يتداخل استخدام أدوية الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم أو الحقن على المدى الطويل مثل بريدنيزون وكورتيزون مع عملية إعادة بناء العظام.
- يزيد خطر الإصابة بترقق العظام لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الطبية مثل، مرض سيلياك، داء الأمعاء الالتهابي، الذئبة الحمراء، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الجلوس لكثير من الوقت ولمدة طويلة قد يزيد من خطر الإصابة بترقق العظام.
- يمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك الكحول والتدخين بانتظام إلى زيادة خطر الإصابة بترقق العظام.
هل المشروبات الغازية تتسبب في هشاشة العظام؟
نعم، حيث أثبتت الدراسات أن تناول المشروبات الغازية أو الصودا بكثرة يمكن أن يقلل من مدخول المشروبات الصحية مثل الحليب للجسم، وبالتالي يقل مدخول العناصر الغذائية الهامة والضروية للحفاظ على صحة العظام مثل، الكالسيوم والمغنيسيوم، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالهشاشة في العظام.
تشخيص هشاشة العظام
عند تشخيص الهشاشة سوف يأخذ الطبيب التاريخ الطبي العائلي وعوامل خطر الإصابة بعين الاعتبار، وفي حالة الشك في الإصابة بالمرض سوف يطلب الطبيب فحص كثافة المعادن في العظام BMD ويستخدم هذا الفحص نوع معين من الأشعة السينية تُسمى DEXA
ويمكن لهذا النوع من الأشعة السينية أن يُسير لاحتمال الإصابة بكسور ترقق العظام، كما يمكن أن يساعد هذا الفحص في مراقبة الاستجابة للعلاج. وتوجد بعض الاختبارات الأخرى التي يمكن القيام بها لتشخيص هشاشة العظام مثل:
- فحص الموجات الصوتية لعظام الكعب، ولكنه أقل شيوعاً من أشعة DEXA ويمكن القيام به في عيادة الطبيب.
- اختبار كثافة العظام أو تحليل الهشاشة في العظام.
مضاعفات ترقق العظام
إلى جانب زيادة احتمال التعرص للكسور، يصاحب الترقق في العظام أو الهشاشة بعض المضاعفات الأخرى مثل:
- قدرة محدودة على التنقل أو التحرك، ويترتب على قلة النشاط الجسدي زيادة في الوزن ووضع ضغط زائد على العظام، وزيادة العظام يمكن أن تؤدي أيضاً إلى مشاكل في القلب والإصابة بالسكري.
- الشعور بالاكتئاب نتيجة عدم القدرة على التحرك.
- الشعور بالألم أغلب الوقت نتيجة الكسور، ويمتد ليصل الرقبة والظهر.
- البقاء في المشفى لوقت طويل، خاصة في حالة إجراء أي جراحة متعلقة بالعلاج.
- البقاء في المنزل لفترة طويلة في بعض الحالات، في حالة العلاج في المنزل، وقد يترتب على هذا التعرض لبعض المشاكل مثل الإصابة بالتهابات أو مشاكل في القلب والأوعية نتيجة قلة الحركة.
علاج ترقق العظام
توجد عدة طرق يمكن الاعتماد عليها لعلاج الهشاشة، نذكر منها ما يلي:
- العلاج بالأعشاب والطب البديل.
- استخدام بعض الأدوية التي يصفها الطبيب، وفقاً لمدى تقدم المرض.
- العلاج بالهرمونات، لتعويض النقص في الجسم الذي يُسبب المرض.
- ممارسة بعض التمارين والرياضة لتقوية العظام.
- الحصول على العناصر الغذائية المفقودة في الجسم والتي تُضعف العظام عن طريق بعض الأطعمة والمشروبات.
هل يشفى مريض هشاشة العظام؟
يتفق العديد من الخبراء أن الهشاشة قد تكون حالة مزمنة وقد لا يمكن الشفاء منها بشكل كامل في العديد من الحالات، وتحتاج للعلاج والعناية لسنوات طويلة، ولكن اتباع العلاج الصحيح يمكن أن يساعد بالتأكيد في حماية العظام وتقويتها، ويقلل من خسارة العظام، وفي بعض الحالات قد يساعد العلاج أيضاً في تحفيز نمو عظام جديدة.