هل تستيقظ صباحا منزعجا، حتى وإن نمت لفترة طويلة، تشعر كأنك لم تنم، بالإضافة للشعور بالضيق، وعدم الرغبة في النهوض من فراشك؟ قد تكون مصاب باكتئاب الصباح! فما هو اكتئاب الصباح ؟ في هذا المقال ستتعرف على حقيقته وأعراضه وأسبابه.
ما هو اكتئاب الصباح ؟
اكتئاب الصباح ليس مرضا مستقلا بل مرتبط بمرض الاكتئاب، فإذا كنت تعاني من الاكتئاب، فهو قد يشتد عليك صباحا، ليزيد شعورك بالحزن الشديد والإحباط والغضب والتعب.
اكتئاب الصباح لا علاقة له بمرض الاكتئاب الموسمي، الذي يحدث بسبب تغير فصول السنة، ولا باضطرابات المزاج، في البداية كان ينظر لاكتئاب الصباح باعتباره مرض مستقل، لكن الخبراء ينظرون له باعتباره أحد أعراض الاكتئاب السريري.
ما هي أسباب اكتئاب الصباح ؟
أوضحت دراسة في عام 2013 أن أحد الأسباب الرئيسية لحدوث اكتئاب الصباح، هو اختلال الساعة البيولوجية للجسم، فلجسمك ساعة داخلية تعمل على مدار 24 ساعة هي التي تجعلك تنام ليلا وتستيقظا نهارا.
تنظم ساعة الجسم الطبيعية كل شيء من معدل ضربات القلب إلى درجة حرارة الجسم، كما أنها تؤثر على الطاقة، والتفكير، واليقظة، والمزاج، وهذا ما يساعدك على الحفاظ على مزاج مستقر، والبقاء في صحة جيدة.
يفرز الجسم بعض الهرمونات، مثل الكورتيزول والميلاتونين، فالكورتيزول يمنحك الطاقة صباحا حتى تتمكن من أن تكون نشيطا ومنتبها خلال النهار، وعندما تغرب الشمس، يفرز جسمك هرمون الميلاتونين، الذي يجعلك تشعر بالنعاس لتنام ليلا.
إذا حدث أي اختلال لساعة الجسم البيولوجية، يؤدي هذا لخلل في إفراز الهرمونات ومستوياتها، مما يجعلك تشعر بالتعب الشديد والضيق.
ما هي أعراض اكتئاب الصباح ؟
الناس الذين يعانون من الاكتئاب الصباح غالبا ما يعني زيادة حدة أعراض الاكتئاب في الصباح، مثل مشاعر الحزن والكآبة، وقد تشعر بتحسن مع مرور اليوم، وقد تشمل الأعراض :
- الشعور بالتعب عند الاستيقاظ صباحا والنهوض من السرير.
- الشعور بفقدان الطاقة.
- تواجه صعوبة في أداء مهام بسيطة، مثل صنع القهوة.
- عدم الانتباه أو عدم التركيز.
- الإحباط الشديد.
- عدم الاهتمام بممارسة الأنشطة الممتعة ولو لمرة واحدة.
- الشعور بالفراغ.
- حدوث تغيرات في الشهية (عادة تناول الطعام أكثر أو أقل من المعتاد).
- النوم لفترات أطول.
كيفية تشخيص اكتئاب الصباح
لأن الاكتئاب الصباحي ليس منفصلا عن الاكتئاب السريري، فإنه ليس له معايير تشخيص خاصة به، ولا توجد له أعراض مستقلة، ومع ذلك، لتحديد ما إذا كان لديك الاكتئاب الصباح أم لا، سيطلب الطبيب أو المعالج معرفة أنماط نومك وتغيرات المزاج على مدار اليوم، وقد يسألك:
- هل الأعراض الخاصة بك تزداد سوءا في الصباح أم في المساء؟
- هل لديك مشكلة في الخروج من السرير أو البدء في الصباح؟
- هل تتغير حالتك المزاجية بشكل كبير خلال النهار؟
- هل لديك مشكلة في التركيز أكثر من المعتاد نهارا؟
- هل تجد المتعة صباحا في ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها عادة أم لا؟
- هل تغير روتينك اليومي مؤخرا؟
- هل هناك شئ يحسن مزاجك أم لا؟
ما هو علاج اكتئاب الصباح؟
سنوضح بعض العلاجات التي يمكن أن تساعدك في تخفيف الاكتئاب الصباحي :
علاج الاكتئاب بالأدوية
على عكس الأعراض الأخرى للاكتئاب، الاكتئاب الصباحي لا يستجيب بشكل جيد لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، على الرغم من أنه وعادة ما يوصف لتخفيف أعراض الاكتئاب الشديد.
ومع ذلك، مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين (SNRIs)، قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الصباحي.
العلاج بالحديث
يشمل العلاج بالحديث العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي، وهو فعال في علاج الاكتئاب الصباحي، وأحيانا يتم الجمع بينه وبين الأدوية.
هذه العلاجات يمكن أن تساعدك على معالجة القضايا والموضوعات التي قد تزيد الاكتئاب، وتجعل أعراضه أسوأ، مثل المشاكل العائلية.
علاج الاكتئاب بالضوء
هو الجلوس أو العمل بالقرب من مصدر إضاءة يحاكي الضوء الطبيعي في الهواء الطلق، إذ يعتقد أن التعرض للضوء يؤثر على مواد كيميائية موجودة في الدماغ مرتبطة بالمزاج.
العلاج الكهربائي للاكتئاب
يستخدم هذا الإجراء عادة في حالات الاكتئاب الشديد، وهو علاج آمن إلى حد ما إذ يتم بعد التخدير العام، مما يعني أن المريض يكون نائم أثناء هذا الإجراء.
في النهاية، بعد أن عرفت أن هذه الحالة المزاجية والبدنية الغريبة في الصباح قد تكون بسبب الاكتئاب، لا تخجل من زيارة الطبيب، ويمكنك استشارة أحد أطبائنا من هنا.
اقرأ أيضا :
- الأمراض النفسية .. و كيفية الوقاية منها
- الطب النفسي .. و مفاهيم خاطئة يجب أن تصححها عنه
- علاج الشخصية النرجسية .. أهم أعراضه و أسبابه