زراعة اليد هو خيار علاجي للأشخاص الذين بترت لهم يد واحدة أو كلتا اليدين. وفي عملية زراعة اليد، ويتم الحصول على يد واحدة أو الاثنتين، وجزء من الساعد تم التبرع بهم من شخص متوفي. ويتم إجراء عمليات زراعة اليد في عدد قليل من مراكز زراعة الأعضاء حول العالم.
وعلى الرغم من أن عملية زراعة اليد غير مضمونة، إلا أنها قد تساعد المريض على استعادة بعض وظائف اليد والشعور بها. وفي حين أن عملية زراعة اليد يمكن أن تحسن من أسلوب حياة، إلا أنها بمثابة التزام بالعلاج مدى الحياة. وسوف يحتاج المريض إلى تناول أدوية خاصة (مثبطات مناعة)، وسيقوم بعلاج طبيعي روتيني، ويذهب إلى مواعيد مع الطبيب للتحقق من حالة الأيدي المتبَرع بها.
أسباب زراعة اليد
يتم إجراء زراعة اليد في بعض الحالات، كمحاولة لتحسين أسلوب الحياة وإعطاء بعض الوظائف والشعور للأيدي الجديدة. وعند التطابق مع المتبرع لزراعة اليد، يضع الجراحون في الاعتبار ما يلي:
- فصيلة الدم.
- نوع الأنسجة.
- لون الجلد.
- الأعمار المتماثلة للمتبرع والمُستقبل.
- أن يكون المتبرع والمستقبل من نفس الجنس.
- حجم اليد.
- كتلة العضلات.
مخاطر زراعة اليد
المخاطر الجراحية
تعد عملية زراعة اليد عملية كبيرة وتحمل جميع المخاطر المعتادة المتعلقة بجراحات زرع الأعضاء، بما في ذلك العدوى والنزيف وتكوين الجلطة الدموية (التخثُّر). وقد تُسبب الجلطة انخفاض معدل تدفق الدم إلى اليدين، وهي مضاعفة خطيرة تتطلب جراحة فورية لإصلاحها.
مخاطر الرفض
يحدث الرفض عندما يتعامل الجهاز المناعي للمريض يد المتبرع، على أنها شيء غريب عن الجسم. مثل الفيروسات أو البكتيريا، ويحاول تدميرها. ويمكن حدوث الرفض بطريقتين:
الرفض الحاد
يحدث الرفض الحاد عندما يحاول الجهاز المناعي تدمير الأنسجة في يد المتبرع بسرعة. ويمكن أن يحدث أيضًا عندما يرسل جهاز المناعة بروتينات خاصة (الأجسام المضادة) لمهاجمة الأوعية الدموية والأنسجة في يد المتبرع.
وفي حالة الإصابة بالرفض الحاد، قد يلاحظ المريض حدوث طفح جلدي، تورم أو تغيير في لون جلد اليد أو الذراع. قد يشعر بالألم أو لا.
ويتم السيطرة على الرفض الحاد باستخدام الأدوية، ولكن في حالات نادرة، قد يحتاج المريض إلى إزالة اليد أو اليدين المتبرَع بهم. ولا تجعل الإصابة المسبقة بالرفض الحاد المريض غير مؤهل لعملية زرع يد أخرى، ولكنها قد يزيد من صعوبة التطابق مع متبرع.
الرفض المزمن
يحدث الرفض المزمن على مدار فترة زمنية أطول. وقد تُصبح اليد مؤلمة وتفقد وظيفتها. وقد يلاحظ المريض سقوط شعر اليد أو تغيرات في الأظافر. وسيتعلم المريض مراقبة العلامات المبكرة للرفض. وينبغي عليه إبلاغ فريق زراعة الأعضاء بأي تغييرات تحدث في مظهر أو إحساس اليد.
وإذا اشتبه فريق زراعة الأعضاء أن الجسم يرفض يد المتبرع، فقد يحتاج المريض إلى البدء في تناول المزيد من الأدوية المضادة للرفض. ومن المحتمل أن يقوم فريق زراعة الأعضاء بإجراء الفحوصات على اليد، بما في ذلك خزعة من أنسجة يد المتبرع.
مخاطر مثبطات المناعة
مثبطات المناعة هي أدوية يأخذها المريض لمنع الجسم من رفض يد المتبرع. ومثبطات المناعة هي أدوية قوية يحتاج المريض إلى أخذها لبقية حياته. وتشمل الآثار الجانبية الرئيسية لمثبطات المناعة ما يلي:
- زيادة خطر العدوى الخطيرة، بما في ذلك الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- تلف الكلى.
- زيادة خطر الإصابة بـ مرض السكري.
- هشاشة العظام.
- زيادة خطر ارتفاع نسبة الكوليسترول.
وتتضمن الآثار الجانبية الأقل خطورة لمثبطات المناعة ما يلي:
- حب الشباب.
- زيادة الوزن.
- الأرق.
- تساقط الشعر.
- الإصابة بالكدمات.
- الإسهال.
- الصداع.
- الغثيان.
كيفية الاستعداد لعملية زراعة اليد؟
قبل أن يتمكن المريض من إجراء عملية زرع يد، عليه أن يفكر بعناية في مخاطر العملية، وإذا ما كان يمكنه الالتزام برعاية المتابعة المكثفة التي ستستمر طوال حياته. ويضع في اعتباره أيضًا الفوائد التي يرغب في الحصول عليها من عملية زراعة اليد. وتشمل رعاية ما بعد الزرع ما يلي:
- مواعيد منتظمة مع أطباء وجراحي زراعة الأعضاء.
- العلاج الطبيعي المنتظم.
- تناول الأدوية المثبطة للمناعة يومياً، وإدارة آثارها الجانبية.
- متابعة الرعاية مع طبيب الرعاية الأولية لإجراء الفحوصات الصحية الروتينية.
وسيتم تقييم حالة المريض من قبل فريق زراعة الأعضاء. ويمكن النظر في زراعة عضو للأشخاص الذين يعانون من بتر عند منطقة العَضُد أو أسفلها. وقبل عملية زراعة اليد، يجب على المتقدم لها:
- اجتياز اختبار جسدي شامل يتضمن أشعة سينية، تحاليل للدم ومقاييس أخرى للصحة البدنية.
- اجتياز تقييم صحة عقلية وعاطفية والذي يفحص مهارات التأقلم والدعم الأسري والاجتماعي، والقدرة على إدارة رعاية ما بعد الزرع.
- ألا يكون له تاريخ من أمراض الأعصاب المزمنة، مثل الاعتلال العصبي المحيطي.
- ألا يعاني من مشاكل طبية خطيرة، مثل مرض السكري، أمراض الكلى، أمراض القلب أو السرطانات التي لا يمكن علاجها.
- ألا يعاني أي إصابات خطيرة في الآونة الأخيرة.
- ألا يكون مدخنًا.
- ألا يكون متعاطياً للكحول أو العقاقير الغير مشروعة.
- استكمال تقييم مالي لمصاريف الرعاية ما بعد عملية الزرع مع أحد أعضاء فريق زرع الأعضاء.
الاستعداد لعملية زراعة اليد
بمجرد الموافقة على خضوع المريض لعملية زراعة اليد، سيوضع على قائمة الانتظار لمتبرع باليد. ويمكن أن يكون وقت الانتظار غير متنبأ به، لأنه ليس من المعروف عادة متى سيتوفر متبرع متطابق مع احتياجات المريض.
وأثناء ذلك الوقت، يجب الاستعداد بقدر الإمكان لعملية زراعة اليد. والاستعداد يشمل:
- زيارات لعيادة زراعة الأعضاء، حيث يحتاج المريض إلى مواعيد دورية مع فريق زراعة الأعضاء لإجراء تحاليل الدم وتقييمات مستمرة، استعداداً لعملية الزرع.
- تمارين تقوية، في حالة التوصية بها، وقد يعمل أخصائي العلاج الطبيعي مع المريض لزيادة قوة ومرونة الذراعين قبل إجراء عملية الزرع.
- الترتيب للسفر والسكن، وسيطلب فريق زراعة الأعضاء أن يقيم المريض في مكان لا يبعد عن المستشفى الذي ستُجرَى زراعة العضو به أكثر من مدة سفر 10 ساعات. وبعد إجراء عملية الزرع سيحتاج عادة للبقاء بالقرب من فريق زراعة الأعضاء لعدة أشهر. وقد يوصي فريق زراعة الأعضاء بإقامة طويلة الأجل إذا كان المريض بحاجة إليها.
- التواصل مع فريق زراعة الأعضاء، فإذا حدثت أي تغييرات على حالة الرعاية الطبية، بما في ذلك تغيير الأدوية أو نقل الدم أو الإصابة بحالة طبية مزمن، فيجب أن يقوم المريض بإبلاغ فريق زراعة الأعضاء على الفور. ويجب أن يتأكد أيضًا من الإبلاغ بأي تغييرات تطرأ على العنوان أو رقم الهاتف أو معلومات الاتصال بالعائلة.
ما يمكن توقعه من عملية زراعة اليد؟
أثناء عملية الزرع
عملية زراعة اليد هي عملية معقدة يمكن أن تستغرق من 18 إلى 24 ساعة لإجرائها. ويقوم فريق من الجراحين بإجراء الجراحة وتزويد أسرة المريض بالتحديثات الدورية حول كيفية تقدم الجراحة.
وبمجرد أن تكون يد المتبَرع بها جاهزة لتوصيلها بذراع المريض، سيقوم الجراحون أولاً بتوصيل عظام المريض بعظام اليد المتبَرع بها باستخدام ألواح معدنية صغيرة. وسيستخدم الجراحون بعد ذلك خياطات خاصة (غُرَز) لتوصيل الأوعية الدموية والأعصاب والأوتار. ويستخدم الجراحون أيضاً مجهرًا مخصصًا لغرفة العمليات لعمل الغرز. وحالما يتم توصيل جميع أجزاء اليد المتبَرع بها بذراع المتلقي، يتم إغلاق الجلد.
بعد عملية الزرع
بعد الجراحة، سيوضع المريض في وحدة العناية المركزة (ICU). وسيتحقق فريق الرعاية الصحية من وظيفة اليد أو الأيدي المتبَرع بها، وسيطلب من المريض أن يحاول تحريك أصابعه. ومن الممكن أن تكون درجة حرارة الغرفة التي يقيم بها المريض مرتفعة لتعزيز الدورة الدموية في الأيدي المتبَرع بها.
وعندما تستقر حالة المريض بما يكفي لترك وحدة العناية المركزة، سينتقل إلى غرفة مختلفة بالمستشفى. ومن المتوقع أن يبقى المريض بالمستشفى لمدة تتراوح من أسبوع إلى 10 أيام بعد إجراء العملية.
وسيساعد فريق الرعاية الصحية المريض على إدارة الألم بعد عملية الزرع. ومن المهم إخبار فريق الرعاية بمدى الألم الذي يشعر به المريض، لأن إدارة الألم يمكن أن تسرع من الشفاء.
وسيعمل معالج يد خاص أيضًا على العلاج الطبيعي مع المريض أثناء تواجده في المستشفى. وسيعلمه تمارين لاستعادة وظيفة اليد. وبين جلسات التمرين، سيرتدي المريض جبيرة على يده للحفاظ على ثباتها. وسيتعلم أيضًا بعض التمارين الرياضية ليقوم بها بنفسه.
ومن الطبيعي أن تكون لدي المريض بعض المخاوف العاطفية بعد الجراحة مباشرة. وقد يواجه المريض صعوبة في النوم والتكيف مع نظامه اليومي الجديد للعناية باليد المتبَرع بها. ويجب التحدث إلى فريق زراعة الأعضاء إذا كان لدى المريض أي مخاوف عاطفية.
الأدوية المثبطة للمناعة
يمكن أن تساعد الأدوية المثبطة للمناعة في منع نظام المناعة من تدمير اليد المتبَرع بها. وبعد الإجراء، سوف يبدأ المريض في تناول أدوية مثبطة للمناعية وسوف يستمر في القيام بذلك لبقية حياته. ولتقليل مخاطر الآثار الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة وخطر الرفض، يجب على المريض:
- تناول أدوية تثبيط المناعة في نفس الوقت وبنفس الطريقة كل يوم (مع أو بدون طعام).
- ألا يتوقف عن تناول الأدوية إلا إذا طلب منه الطبيب القيام بذلك.
- توقع الآثار الجانبية من الأدوية، والعمل مع فريق زراعة الأعضاء لتقليل الآثار الجانبية.
- إجراء تحاليل دم منتظمة للتحقق من فعالية مثبطات المناعة.
وفي حين أن الأدوية المثبطة للمناعة يمكن أن تساعد في تقليل خطر الرفض، إلا أنها قد تقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى. وإذا ظهر على المريض علامات الإصابة بالعدوى، مثل الحمى أو الطفح الجلدي أو التورم، يجب الاتصال بفريق زراعة الأعضاء أو الطبيب المسئول.
نتائج عملية زراعة اليد
نظرًا لأن عمليات زراعة اليد هي إجراء جديد نسبيًا، يصعب التنبؤ بما ستبوء إليه نتائج الإجراء. ويمكن أن يؤدي إتباع خطة الرعاية بعد زرع العضو بعناية إلى زيادة الفرصة في استعادة أكبر قدر ممكن من الوظائف.
وعلى الرغم من عدم وجود ضمان على مقدار وظيفة اليد التي سيكتسبها المريض، إلا أن من خضعوا لعملية زراعة اليد تمكنوا من:
- التقاط الأشياء الصغيرة، مثل الصواميل والمسامير.
- رفع الأجسام الثقيلة بيد واحدة، مثل إبريق الحليب الممتلئ.
- استخدم مفتاح الربط وغيرها من الأدوات.
- استلام فكة النقود براحة اليد الممدودة.
- استخدم الشوكة والسكين.
- ربط رباط الحذاء.
- الإمساك بالكرة.