تُعد زراعة الكبد إجراء جراحي يتم فيه إزالة الكبد الذي لم يعد يعمل بشكل صحيح (فشل الكبد) واستبداله بكبد سليم من متبرع على قيد الحياة أو متوفى. والكبد هو أكبر عضو داخلي ويقوم بالعديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك:
- إزالة البكتيريا والسموم من الدم.
- منع العدوى وتنظيم الاستجابات المناعية.
- معالجة العناصر الغذائية والأدوية والهرمونات.
- إنتاج العصارة الصفراوية، التي تساعد الجسم على امتصاص الدهون والكولسترول والفيتامينات التي تذوب بالدهون.
- إنتاج البروتين الذي يساعد في علاج تجلط الدم.
وعادة ما يتم استخدام زراعة الكبد كخيار علاجي للأشخاص الذين يعانون من مضاعفات خطيرة بسبب مرض الكبد المزمن في المرحلة النهائية. وفي حالات نادرة، قد يحدث فشل مفاجئ لكبد طبيعي.
وعدد الأشخاص الذين ينتظرون عملية زراعة الكبد يفوق إلى حد كبير أعداد الأكباد المتوفرة من متبرعين متوفيين. ويتجدد الكبد البشري ويعود إلى حجمه الطبيعي بعد فترة وجيزة من الإزالة الجراحية لجزء من العضو. وهذا يجعل زراعة الكبد من متبرع على قيد الحياة بديلاً عن الانتظار لتوفر كبد من متبرع متوفى.
أنواع عملية زراعة الكبد
- زراعة الكبد من متبرع حي.
- زراعة الكبد من متبرع متوفي.
ما فائدة زراعة الكبد؟
زراعة الكبد هو أحد الخيارات العلاجية للأشخاص الذين يعانون من فشل الكبد الذين لا يمكن السيطرة على حالتهم بأشكال العلاج الأخرى، وبعض الأشخاص المصابين بـ سرطان الكبد.
وقد يحدث فشل الكبد بسرعة أو على مدى فترة زمنية طويلة. ويُعرف فشل الكبد الذي يحدث بسرعة، في غضون أسابيع، بـ الفشل الكبدي الحاد (الفشل الكبدي الخاطف)، وعادة ما يكون نتيجة لإصابة تعرض لها الكبد بسبب الأدوية.
وعلى الرغم من أن زراعة الكبد قد تعالج الفشل الكبدي الحاد، إلا أنه يستخدم لعلاج فشل الكبد المزمن. ويحدث فشل الكبد المزمن ببطء على مدى شهور وسنوات. وقد يحدث فشل الكبد المزمن بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب. والسبب الأكثر شيوعًا لفشل الكبد المزمن هو تندب الكبد (تشمع الكبد)، وهي عملية يستبدل فيها النسيج الندبي محل أنسجة الكبد الطبيعية وتضعف وظيفة الكبد.
وتليف الكبد هو السبب الأكثر شيوعاً الذي يؤدي إلى ضرورة الخضوع لزراعة الكبد. والأسباب الرئيسية لتليف الكبد المؤدية إلى فشل الكبد والحاجة إلى زراعة الكبد تتضمن ما يلي:
- التهاب الكبد من النوعين سي وبي.
- مرض كبدي بسبب تناول الكحوليات.
- مرض كبدي دهني ليس بسبب تناول الكحوليات.
- الأمراض الوراثية التي تؤثر على الكبد (بما في ذلك داء ترسب الأصبغة الدموية ومرض ويلسون).
- الأمراض التي تؤثر على القنوات الصفراوية (الأنابيب التي تحمل العصارة الصفراوية بعيدًا عن الكبد)، مثل تشمع الكبد الصفراوي الأولي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، ورتق القناة الصفراوية. وتمثل حالة رتق القناة الصفراوية السبب الأكثر شيوعًا المؤدي لزراعة الكبد بين الأطفال.
وقد تعالج زراعة الكبد بعض أنواع السرطان التي تنشأ في الكبد (سرطان الكبد الأولي).
مخاطر زراعة الكبد
مضاعفات الإجراء
تحمل جراحة زراعة الكبد خطر حدوث مضاعفات كبيرة. وهناك مخاطر مرتبطة بالإجراء نفسه وكذلك بالأدوية اللازمة لمنع رفض الكبد المتبرع به بعد عملية الزراعة.
وتشمل المخاطر المرتبطة بهذا الإجراء ما يلي:
- مضاعفات القناة الصفراوية، منها تسرب القناة الصفراوية أو تقلص القنوات الصفراوية.
- النزيف.
- جلطات الدم.
- فشل الكبد المتبرع به.
- العدوى.
- رفض الكبد المتبرع به.
- تشوش الذهن أو نوبات الصرع.
وقد تشمل المضاعفات على المدى الطويل أيضًا تكرار الإصابة بأمراض الكبد في الكبد المزروع.
الآثار الجانبية للأدوية المضادة للرفض
بعد عملية زراعة الكبد، ستتناول الأدوية لبقية الحياة للمساعدة في منع الجسم من رفض الكبد المتبرع به. ويمكن أن تُسبب هذه الأدوية المضادة للرفض مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك:
- ترقق العظام.
- داء السكري.
- الإسهال.
- الصداع.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكولسترول في الدم.
ولأن الأدوية المضادة للرفض تعمل عن طريق قمع جهاز المناعة، فإنها تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالعدوى. وقد يعطيك الطبيب الأدوية لمساعدتك على مكافحة العدوى.
كيفية الاستعداد لزراعة الكبد
اختيار مركز زراعة الأعضاء
إذا أوصى الطبيب بزراعة كبد، فقد يتم تحويلك إلى مركز زراعة أعضاء. ولك أيضًا مطلق الحرية في اختيار مركز الزراعة بنفسك أو اختيار مركز من قائمة مقدمي الرعاية المفضلين لدى شركة التأمين الخاصة بك. وعندما تفكر في مراكز زراعة الأعضاء، فقد ترغب في التالي:
- معرفة عدد ونوع عمليات زراعة الأعضاء التي يجريها المركز كل عام.
- السؤال عن معدلات البقاء على قيد الحياة الخاصة بزراعة الكبد في مركز زراعة الأعضاء.
- المقارنة بين إحصائيات مركز الزراعة من خلال قاعدة البيانات الموجودة لدى السجل العلمي لمتلقي الأعضاء المزروعة.
- معرفة التكاليف التي سيتم إنفاقها قبل وأثناء وبعد عملية الزراعة. وسوف تشمل التكاليف الاختبارات وتجهيز الأعضاء والجراحة والإقامة في المستشفي، والنقل من وإلى المركز لإجراء العملية ومواعيد المتابعة.
- التفكير في الخدمات الإضافية التي يقدمها مركز زراعة الأعضاء، مثل تنسيق مجموعات دعم والمساعدة في ترتيبات السفر والسكن المحلي لقضاء فترة النقاهة وتقديم إحالات إلى موارد أخرى.
- تقيم التزام المركز بمواكبة أحدث التقنيات والتكنولوجيا في مجال زراعة الأعضاء، مما يشير إلى أن البرنامج ينمو.
التقييم
بعد أن قمت باختيار مركز زرع، ستخضع للتقييم لتحديد إذا ما كنت تستوفي متطلبات الأهلية التي حددها المركز لإجراء عملية زرع الكبد. ولدى كل مركز زراعة معايير التأهيل الخاصة به. وإذا لم يتم قبولك في أحد مراكز زراعة الأعضاء، فقد تخضع للتقييم في مركز آخر. وتتمثل أهداف عملية التقييم في تحديد إذا ما كنت:
- تتمتع بصحة جيدة بما فيه الكفاية لإجراء عملية جراحية وتحمل أدوية ما بعد الزراعة على مدى الحياة.
- لديك أي حالات طبية من شأنها أن تتداخل مع نجاح الزراعة.
- على استعداد وقادر على تناول الأدوية حسب التوجيهات واتباع اقتراحات فريق عملية زراعة الأعضاء.
وتشمل الاختبارات والإجراءات والمشاورات التي قد تخضع لها ما يلي:
- الاختبارات المعملية، بما في ذلك اختبارات الدم والبول لتقييم صحة أعضائك، بما في ذلك الكبد.
- اختبارات التصوير، مثل الموجات فوق الصوتية للكبد.
- اختبارات القلب لتحديد صحة نظام القلب والأوعية الدموية.
- اختبار الصحة العامة، بما في ذلك اختبارات الفحص الروتيني للسرطان، لتقييم الصحة العامة.
- المشورة الغذائية مع أخصائيي التغذية الذين يقيمون الحالة الغذائية، ويقدمون توصيات بشأن المدخول الغذائي قبل وبعد عملية الزراعة.
- التقييم النفسي لتقييم ومعالجة أي مشاكل أساسية، مثل الاكتئاب أو القلق، وتحديد إذا ما كنت تفهم تمامًا مخاطر زراعة الكبد.
- الاجتماعات مع الأخصائيين الاجتماعيين الذين يقومون بتقييم شبكة الدعم، لتحديد إذا ما كان لديك أصدقاء أو أفراد عائلة للمساعدة في العناية بك بعد عملية الزرع.
- تقديم مشورة الإدمان لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول أو المخدرات أو التبغ على الإقلاع.
- الاستشارات المالية لمساعدتك في فهم تكلفة عملية الزرع ورعاية ما بعد الزرع وتحديد التكاليف التي يغطيها التأمين.
وبمجرد الانتهاء من هذه الاختبارات والمشاورات، تجتمع لجنة اختيار مركز زرع الأعضاء لمناقشة حالتك. ويحدد إذا ما كانت عملية زراعة الكبد هي أفضل علاج لك وإذا ما كنت تتمتع بصحة كافية لإجراء عملية زرع. وإذا كانت الإجابة على كلا السؤالين نعم، فستوضع في قائمة انتظار زرع الكبد.
ما يمكن توقعه من زراعة الكبد
قبل إجراء العملية
يتم وضعك على قائمة الانتظار
يستخدم الأطباء نتائج اختبارات وظائف الكبد وعوامل أخرى لتحديد تشخيصك ومكانك في قائمة انتظار زرع الكبد. وغالبًا ما يسمى تشخيصك بدرجة نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD) مرض الكبد في المرحلة النهائية لحالات الأطفال (PELD) لأطفال أعمارهم أصغر من 12 عامًا.
وتتراوح درجات نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد من 6 إلى 40. وتقدر الدرجات خطر الموت في غضون 90 يومًا بدون زراعة. وكلما زادت درجة نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد، كلما كان الوضع أكثر سوءًا.
ويتم تخصيص الأعضاء وفقا لدرجات نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD) وحسب فصيلة الدم. ويتم إعطاء الأشخاص الذين يحصلون على درجات أعلى في نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD) الكبد المتبرع به بشكل عام أولاً. ويُستخدَم الوقت المستغرق في قائمة الانتظار لزراعة الكبد لكسر الروابط بين أشخاص لديهم نفس درجات نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD) وفصيلة الدم.
وقد لا تؤدي بعض أمراض الكبد، مثل سرطان الكبد، إلى حصول الشخص على درجة عالية في نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD). ويمكن لمركز الزرع أن يطلب نقاط إضافية لنموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD) للأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة إذا كانت تفي بمعايير الاستثناء المحددة.
وبالإضافة إلى ذلك، يعفى البالغين الذين يعانون من فشل الكبد الحاد من نظام تحديد الأولوية لأعضاء المتبرعين القائم على نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD)، ويمكن أن يتم وضعهم في القائمة في موقع متقدم وفقًا لحالة مرضهم.
في انتظار توفر الكبد الجديد
قد تختلف فترة الانتظار لتوفر كبد من متبرع بشكل كبير. وبعض الأشخاص ينتظرون أيامًا، بينما ينتظر الآخرون شهورًا أو قد لا يتلقوا كبد من متبرع متوفى أبدًا. وأثناء انتظارك لتوفر كبد جديد، سيعالج الطبيب مضاعفات فشل الكبد لجعلك تشعر بالراحة بقدر الإمكان.
وﺗُﻌﺘﺒﺮ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎت ﻓﺸﻞ اﻟﻜﺒﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮة، وﻗﺪ ﻳﺘﻢ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻜﺮرة. وفي حالة تدهور الكبد، يتم تحديث درجة نموذج المرحلة النهائية من مرض الكبد (MELD).
متبرعو الكبد الذين على قيد الحياة
يتم إجراء نسبة صغيرة من عمليات زراعة الكبد كل عام باستخدام جزء من كبد من متبرع حي. واستُخدِمَت عمليات زراعة الكبد من متبرع على قيد الحياة في البداية للأطفال الذين يحتاجون إلى عملية زراعة الكبد، بسبب ندرة أعضاء المتبرعين المتوفيين ذات الحجم المناسب. والآن، أصبح أيضًا خيارًا مهمًا للبالغين الذين لديهم أمراض الكبد في المراحل النهائية.
وفي الوقت الذي يتم تحديد الحصول على زراعة كبد من متبرع متوفى في المقام الأول عن طريق معرفة مدى خطورة مرض الكبد، فإنه يتم تحديد الحصول على زراعة كبد من متبرع على قيد الحياة في المقام الأول من خلال تطابق متبرع على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة وقادر على الخضوع لإجراء جراحي كبير، وأيضًا فصيلة الدم والحجم المناسب.
ومعظم متبرعي الكبد الذين على قيد الحياة لمرشح عملية زراعة الكبد هم من أفراد الأسرة المقربين أو أصدقاء. وإذا كان لديك أحد أفراد العائلة أو صديق يرغب في التبرع بجزء من كبده لك، فتحدث إلى فريق زراعة الأعضاء حول هذا الخيار.
ونتائج عمليات الزراعة من متبرع على قيد الحياة لها نتائج جيدة، تماماً مثل زراعة الأعضاء التي تستخدم الأكباد من المتبرعين المتوفين، ولكن من الصعب العثور على توافق جيد لكبد متبرع على قيد الحياة بسبب القيود المفروضة على عمر المتبرع وفصيلة الدم وحجمه وصحته. وتحمل الجراحة أيضًا مخاطر كبيرة للمتبرع. ويمكن لفريق زراعة الأعضاء مناقشة الفوائد والمخاطر معك ومع المتبرع المحتمل.
عملية زراعة الكبد التبادلية
هو نوع أقل شيوعًا من زراعة الكبد من متبرع حي، ويُعرف بعملية زراعة الكبد بتقنية الدومينو. وفي عملية زراعة الكبد التبادلية، تتلقى الكبد من متبرع على قيد الحياة يعاني من الداء النشواني العائلي (وراثي). الداء النشواني العائلي هو اضطراب نادر جداً تتراكم فيه رواسب البروتين غير الطبيعية وينتهي الأمر بتلف الأعضاء الداخلية للجسم.
ويتلقى المتبرع مع داء النشواني العائلي عملية زراعة الكبد لعلاج حالته. ووبعد ذلك، يمكن للمتبرع أن يعطيك كبده في عملية زراعة كبد تبادلية، لأن الكبد لا يزال يعمل بشكل جيد. وقد تتطور في النهاية أعراض الداء النشواني، ولكن عادة ما يستغرق ذلك عقوداً من الزمن ليظهر.
وعادةً ما يختار الأطباء المتلقين الذين يبلغون من العمر 60 عامًا أو أكثر والذين لا يتوقع أن تظهر عليهم الأعراض قبل نهاية العمر الطبيعي المتوقع. وبعد عملية زرع الأعضاء، سيراقبك الأطباء بحثًا عن علامات الحالة. وسيقوم الأطباء بتقييمك لتحديد إذا ما كنت مرشحًا لعملية زراعة كبد تبادلية، أو إذا كان هناك إجراء آخر أكثر ملاءمة لحالتك.
الاستمتاع بصحة جيدة
سواء كنت في انتظار الحصول على كبد تم التبرع به، أو لتحديد موعد لجراحة الزراعة، فمن اللازم أن تبقى في صحة جيدة. وكونك بصحة جيدة ونشيطًا على قدر طاقتك قد يجعلك مستعدًا لعملية الزراعة عندما يحين الوقت. وقد يساعد أيضًا في تسريع عملية الشفاء من الجراحة. واعمل على:
- تناول الأدوية على النحو المنصوص عليه.
- متابعة إرشادات النظام الغذائي والتمارين.
- الحفاظ على جميع المواعيد مع فريق الرعاية الصحية.
- المشاركة في الأنشطة الصحية، بما في ذلك الاسترخاء وقضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء.
وابق على اتصال مع فريق الزراعة، واسمح لهم بمعرفة أي تغييرات كبيرة في صحتك. وإذا كنت تنتظر الحصول على كبد تم التبرع بها، فتأكد من أن فريق الزراعة يعرف كيف يصل إليك في جميع الأوقات. وحافظ على حقيبتك جاهزة وفي متناول اليد للذهاب إلى المستشفى، وقم بترتيب وسيلة نقل مقدمًا للذهاب إلى مركز الزراعة.
خلال إجراء عملية زراعة الكبد
زراعة الكبد من خلال متبرع متوفى
إذا تم إعلامك بأن هناك كبد من متبرع متوفى متوفر، سيطلب منك الحضور إلى المستشفى على الفور. وسيقوم فريق الرعاية الصحية بإدخالك إلى المستشفى، وستقوم بإجراء اختبار للتأكد من سلامتك بالقدر الكافي للجراحة.
وتتم جراحة زراعة الكبد باستخدام التخدير العام، لذلك لن تكون واعيًا أثناء العملية. ويقوم جراح الزراعة بإجراء شق طويل عبر البطن للوصول إلى الكبد. ويختلف موقع وحجم الشق وفقا لنهج الجراح والتشريح.
ويقوم الجراح بفصل القنوات الصفراوية وإمدادات الدم عن الكبد ثم يزيل الكبد المريض. ويتم بعد ذلك وضع الكبد المتبرع به في الجسم، ويتم إعادة توصيل الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية. وقد تستغرق الجراحة ما يصل إلى 12 ساعة، حسب وضعك. وحالما يصبح الكبد الجديد في مكانه، يستخدم الجراح غرز ودبابيس لإغلاق الشق الجراحي. ثم يتم نقلك إلى وحدة العناية المركزة لبدء الشفاء.
زراعة الكبد من خلال متبرع على قيد الحياة
إذا كنت تتلقى زراعة كبد من متبرع حي، سيقوم الجراحون بزرع جزء من كبد المتبرع في جسمك. ويعمل الجراحون أولًا على المتبرع لإزالة جزء من الكبد لعملية الزراعة، ثم يقوم الجراحون بإزالة الكبد المصاب ووضع جزء الكبد المتبرع به في جسمك. ويقومون بربط الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية بالكبد الجديد. ويتجدد جزء الكبد المزروع في الجسم والجزء المتبقي في جسم المتبرع بسرعة، ليصل إلى الحجم الطبيعي في غضون بضعة أشهر.
بعد إجراء العملية
بعد زراعة الكبد
بعد عملية زراعة الكبد، يمكنك أن تتوقع التالي:
- من المحتمل أن تبقى في وحدة العناية المركزة لبضعة أيام. وسيقوم الأطباء والممرضات بمراقبة حالتك لاكتشاف علامات المضاعفات. وسيختبرون أيضًا وظائف الكبد بشكل متكرر بحثًا عن علامات تدل على أن الكبد الجديد يعمل بشكل صحيح.
- قضاء 5 إلى 10 أيام في المستشفى. وبمجرد أن تصبح مستقرًا، سوف يتم اصطحابك إلى منطقة التعافي الخاصة بعمليات الزراعة لاستكمال فترة النقاهة.
- إجراء فحوصات متكررة أثناء متابعة التعافي في المنزل. وسيضع لك فريق الزراعة جدولاً بمواعيد الفحوص. وقد تخضع لفحوصات الدم عدة مرات أسبوعيًا في البداية ثم يقل ذلك بمرور الوقت.
- تناول الأدوية مدى الحياة. حيث ستتناول عددًا من الأدوية بعد إجراء زراعة الكبد، وستتناول الكثير منها لبقية حياتك. وتساعد الأدوية التي تُسمى بـ الأدوية المثبطة للمناعة في منع الجهاز المناعي من مهاجمة الكبد الجديد. وتساعد الأدوية الأخرى في تقليل خطر الإصابة بمضاعفات أخرى بعد الزراعة.
ويجب توقع فترة تعافٍ تصل إلى ستة أشهر أو أكثر قبل أن تشعر بالشفاء التام بعد جراحة زراعة الكبد. وقد تتمكن من استئناف الأنشطة العادية أو العودة إلى العمل بعد بضعة أشهر من الجراحة. والمدة التي تستغرقها عملية التعافي قد تعتمد على مدى سوء حالتك المرضية التي كنت عليها قبل الخضوع لزراعة الكبد.
نتائج زراعة الكبد
معدلات النجاة بعد زراعة الكبد
تعتمد فرص نجاح عملية زراعة الكبد والبقاء على قيد الحياة لفترة طويلة على وضعك الخاص. وبشكل عام، يعيش حوالي 70 بالمائة من الأشخاص الذين يخضعون لزراعة الكبد لمدة لا تقل عن خمس سنوات. وهذا يعني أنه مقابل كل 100 شخص يتلقون زراعة كبد لأي سبب من الأسباب، سيعيش حوالي 70 شخصًا لمدة خمس سنوات و30 سيموتون في غضون خمس سنوات.
والأشخاص الذين يتلقون الكبد من متبرع حي غالباً ما يكون لديهم معدلات بقاء على قيد الحياة على المدى القصير أفضل من أولئك الذين يتلقون كبد من متبرع متوفى، لكن مقارنة النتائج طويلة المدى أمر صعب لأن الأشخاص الذين لديهم متبرع حي عادة ما تكون فترة انتظارهم لعملية الزراعة أقصر وليسوا مرضى، مثل أولئك الذين يتلقون الكبد من متبرع متوفى.
التكيف والدعم
من الطبيعي أن تشعر بالقلق أو الضيق أثناء انتظار عملية الزراعة أو الخوف من رفض جسمك للعضو، أو حول العودة إلى العمل أو أي مشاكل أخرى بعد عملية الزراعة. ويمكن أن يساعدك الحصول على دعم الأصدقاء وأفراد العائلة على التأقلم خلال هذه الفترة العصيبة. وبإمكان طبيبك أن يساعدك في استخدام الموارد المفيدة الأخرى واستراتيجيات التكيف في جميع مراحل عملية الزراعة، مثل:
- الانضمام إلى مجموعة دعم لمتلقي الزرع. ويمكن للتحدث مع الآخرين الذين شاركوا مثل تجربتك أن يخففوا المخاوف والقلق الذي تشعر به.
- مشاركة التجارب على وسائل التواصل الاجتماعي.
- العثور على خدمات إعادة التأهيل.
- وضع أهداف وتوقعات واقعية. وإدراك أن أسلوب الحياة بعد عملية الزراعة قد لا يكون بالضبط نفسه قبل عملية الزراعة. ووجود توقعات واقعية حول النتائج ووقت التعافي يمكن أن يساعد في الحد من التوتر.
- تثقيف نفسك، فتعلم قدر ما تستطيع عن الإجراء واطرح الأسئلة حول الأشياء التي لا تفهمها. المعرفة قوة.
خيارات الدواء الجديدة
الأبحاث تهدف إلى جعل عمليات زراعة الكبد أكثر أمانًا ومتاحة لمزيد من الأشخاص وتحسين النتائج بعد الزراعة، من خلال تطوير خيارات علاجية جديدة. وتشمل موضوعات البحث الحالية ما يلي:
- الأدوية المثبطة للمناعة: يفحص هذا البحث تأثير الإصابة بوساطة الأجسام المضادة في زراعة الكبد والكلى، وكيف يمكن أن يؤدي الخضوع لزرع أعضاء متعددة إلى نتائج أفضل.
- علاج أمراض الكبد بالخلايا: يقدم هذا البحث علاجات جديدة محتملة للعديد من أمراض الكبد وقد يحسن من نجاح زراعة الكبد.
النظام الغذائي والتغذية
تناول نظام غذائي متوازن أمر مهم بشكل خاص بعد عملية زراعة الكبد لمساعدتك على التعافي والحفاظ على الصحة الجيدة. ويتضمن الفريق أخصائي تغذية يمكنه مناقشة احتياجاتك من التغذية والنظام الغذائي، والإجابة على أي أسئلة لديك بعد عملية الزراعة.
وبشكل عام، يجب أن يكون النظام الغذائي بعد عملية زراعة الكبد قليل الملح والكولسترول والدهون والسكر. ولمنع تلف الكبد الجديد، من المهم تجنب الكحول. ولا تشرب المشروبات الكحولية أو تستخدم الكحول في الطبخ.
وسوف يوفر لك أخصائي التغذية العديد من الخيارات والأفكار الغذائية الصحية لاستخدامها في خطة التغذية. وقد تتضمن توصيات أخصائي التغذية بعد عملية زراعة الكلى الخطوات التالية:
- تناول خمس حصص على الأقل من الفواكه والخضروات كل يوم.
- تجنب ثمار الجريب فروت وعصيره والرمان وبرتقال سفيلي، نظراً لتأثيرها على مجموعة الأدوية المثبطة للمناعة (مثبطات كالسينيورن).
- احرص على توفر ما يكفي من الألياف الغذائية في الطعام.
- اختر الأطعمة المعدة من الحبوب الكاملة بدلاً من الأطعمة الصناعية.
- تناول منتجات الألبان منخفضة الدسم أو الخالية من الدسم، وذلك مهم للحفاظ على مستويات عالية من الكالسيوم والفسفور.
- تناول اللحوم الحمراء ولحوم الدواجن والأسماك الخالية من الدهون.
- اتبع إرشادات السلامة الغذائية.
- حافظ على مستوى الرطوبة في الجسم عن طريق شرب ما يكفي من الماء وغيره من السوائل كل يوم.
ممارسه الرياضة
يجب أن يكون ممارسة الرياضة والنشاط البدني جزءاً منتظماً من حياتك بعد عملية زراعة الكبد، لمواصلة تحسين الصحة الجسدية والعقلية بشكل عام. وأثناء تواجدك في المستشفى، سيقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتدريس التمارين التي تساعدك على التعافي وتجنب المضاعفات. ويستطيع المعالج الفيزيائي أيضًا التحدث معك حول إيجاد برنامج تمارين مناسب للمتابعة في المنزل.
وبعد وقت قصير من عملية الزراعة، يجب عليك المشي قدر ما تستطيع، ثم، اعتمادًا على تقدمك، يمكنك البدء في إضافة المزيد من النشاط البدني في حياتك اليومية.
ويمكن أن يكون المشي وركوب الدراجات والسباحة وألعاب القوة ذات التأثير المنخفض والأنشطة الجسدية الأخرى التي تستمتع بها جزءًا من نمط حياة صحي ونشيط بعد عملية الزراعة، ولكن تأكد من تسجيل الدخول مع فريق الزراعة قبل البدء أو تغيير الروتين الرياضي بعد عملية الزراعة.