أحدثت عملية زراعة الخلايا الجذعية طفرة كبيرة في الطب، واستخدمت لعلاج العديد من الأمراض في بعض التخصصات الطبية، وما تزال الأبحاث تُجرى حتى يومنًا هذا لمعرفة إمكانية استخدامها في علاج أمراض لتخصصات أخرى.
ما هي زراعة الخلايا الجذعية؟
عملية زراعة الخلايا الجذعية هي إجراء يستقبل فيه المريض خلايا جذعية صحيحة من مصدر خارجي لاستبدال الخلايا الجذعية التالفة الموجودة في جسمه، وهي عبارة عن خلايا غير ناضجة يمكنها النضوج لخلايا معينة في الجسم، ويمكن الحصول على الخلايا الجذعية إما من الشخص نفسه عن طريق استخراج الخلايا الجذعية منه وحفظها قبل العلاج autologous، أو من شخص متبرع allogeneic، وسنتطرق بالتفصيل إلى هذه الأنواع.
أنواع زراعة الخلايا الجذعية وطريقتها
يوجد نوعان أساسيان من أنواع زراعة الخلايا الجذعية وفقًا لأحد المصادر، ويتم اختيار النوع المناسب وفقًا لرؤية الطبيب حسب حالة المريض الصحية، وهما:
زراعة الخلايا الجذعية الذاتية Autologous Stem Cell Transplant
يتم استخدام خلايا جذعية مُستخرجة من المريض نفسه لحفظها في البنوك المخصصة لذلك، وتُستخدم مجددًا بعد ذلك عند الحاجة إليها، فعلى سبيل المثال، يُستخدم هذا النوع لمرضى بعض أنواع السرطانات مثل المايلوما المتعددة والأورام الليفماوية، إذ تُستخرج الخلايا الجذعية السليمة من المريض، ثم يخضع لجرعات عالية من العلاج الكيماوي والإشعاعي، ويتم إعادة زراعتها مجددًا.
تتميز زراعة الخلايا الجذعية الذاتية بقلة خطر تعرضها للرفض من الجسم، وكذلك داء الطُعم حيال المضيف graft-versus-host disease؛ وهو عبارة عن مهاجمة الخلايا المزروعة -خطئًا- اعتقادًا بأنها خلايا غريبة.
ومن مخاطر زراعة الخلايا الجذعية الذاتية أنها ما زالت قابلة للفشل كما يوضح أحد المصادر، ما يعني عدم توجّه الخلايا الجذعية المزروعة إلى نخاغ العظم لإنضاجها إلى خلايا الدم كما يُفترض، وكذلك من عيوبها الأخرى احتمالية هروب بعض الخلايا السرطانية من خلايا الجهاز المناعي للجسم.
زرع الخلايا الجذعية الخيفي Allogeneic Stem Cell Transplant
يتم استخدام الخلايا الجذعية من متبرع آخر سواء أكان أحد أقرباء أو أصدقاء المريض، أو شخص غير معلوم بالنسبة للمريض ولكنه مُسجل كمتبرع بالخلايا الجذعية في الجهات المعنية، ويمكن اللجوء لهذا النوع من الزراعة لعلاج أنواع من سرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية الشديد، أو فشل النوع السابق.
ويشبه تجميع الخلايا الجذعية في هذا النوع زراعة الخلايا الجذعية الذاتية؛ إذ يتم الحصول على الخلايا الجذعية من المتبرع ثم تُحفظ في البنوك المخصصة ويتم العودة إليها عند الحاجة إليها، ويعد استخدام الخلايا الجذعية المُستخرجة من الحبل السري والمشيمة بعد الولادة من نوع زراعة الخلايا الجذعية الخيفية، ويجب أن تتوافق الخلايا الجذعية المزروعة من المتبرع مع المريض.
ويتميز زرع الخلايا الجذعية الخيفي بأن الخلايا الجذعية المزروعة خالية من أي خلايا سرطانية، حيث تُنشئ الزراعة خلايا مناعية جديدة تساهم في القضاء على الخلايا السرطانية، ويشير مصدر آخر إلى أنها تتميز أيضًا بإمكانية الطلب من المتبرع التبرع مجددًا إذا تطلب الأمر، نظرًا لخلو الخلايا الجذعية من الاختلاط بخلايا سرطانية إذا كان الشخص المتبرع صحيح وغير مصاب بالسرطان.
أما أضرار زراعة الخلايا الجذعية الخيفية فتتضمن ارتفاع احتمالية رفض الجسم لها باعتبارها أجسامًا غريبة، وكذلك ارتفاع خطر داء الطُعم حيال المضيف graft-versus-host disease.
ما بعد زراعة الخلايا الجذعية
يحتاج جسم المريض إلى بعض الوقت لتكوين خلايا جديدة بعد خضوعه لعملية زراعة الخلايا الجذعية، وفي أثناء هذه الفترة يكون أكثر عرضة للإصابة بالنزيف والعدوى والمشكلات الأخرى، ما يتطلب المتابعة الدورية مع الأطباء، ويوضح أحد المصادر انتظار الكثير من المرضى في المستشفى بعد الخضوع لعملية الزراعة لبضعة أسابيع للمتابعة، والتي تتضمن ما يلي:
- اختبارات الدم لتقييم ما إذا كان الجسم يصنع خلايا جديدة.
- إعطاء المريض الأدوية اللازمة للمساعدة في تجنب رفض الجسم للخلايا الجذعية المزروعة، ولتجنب داء الطُعم حيال المضيف.
- إعطاء المريض المضادات الحيوية لتجنب الإصابة بالعدوى.
- متابعة وظائف الأعضاء.
- علاج أي مشكلات جانبية تحدث مثل القيء أو الإسهال أو قرح الفم أو النزيف أو العدوى.
- التأكد من حصول المريض على ما يكفيه من العناصر الغذائية.
وإضافة إلى ما سبق، يجب حصول الزوار على التعقيم الكامل قبل الدخول على المريض في المستشفى للوقاية من إصابته بأي عدوى، كما ينبغي وضع حالة المريض النفسية في الاعتبار.