التحكم في الغضب هو عملية تعلم تهدف للتعرف المبكر على علامات الشعور بالغضب، واتخاذ إجراءات لتهدئة النفس والتعامل مع الموقف بطريقة إيجابية. والتحكم في الغضب لا يعني منعك من الشعور بالغضب أو تشجيعك على كبت الإحساس بداخلك، بل إن الغضب شعور طبيعي وصحي، فقط يساعدك لمعرفة كيفية التعبير عنه بشكل ملائم.
وقد يتعلم الشخص مهارات التحكم في الغضب بنفسه من خلال الكتب أو المصادر الأخرى، لكن بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن فصول تدريب التحكم في الغضب والمساعدة النفسية المحترفة تكون أكثر فاعلية.
لماذا يتم استخدام تقنيات التحكم في الغضب؟
التحكم في الغضب يساعد على الاكتشاف المبكر لعلامات الإحباط، والسعي لحلها بطريقة تشبع احتياجات الشخص، كما تحافظ عليه هادئاً ومسيطراً على أفعاله. وتتضمن العلامات التي تدل على أن الشخص بحاجة للمساعدة في التحكم في غضبه ما يلي:
- الشعور المتكرر بضرورة كبت الغضب.
- التفكير السلبي الدائم والتركيز على التجارب السيئة.
- الشعور الدائم بالانفعال وفقدان الصبر والعدوانية.
- الجدالات المتكررة مع الآخرين التي تُصدر شعور بالإحباط.
- العنف الجسدي، كضرب الزوجة أو الأطفال، أو بدء عراك مع آخرين.
- التهديدات العنيفة تجاه الأفراد والممتلكات.
- السلوكيات المذعورة الخارجة عن السيطرة، كتحطيم الأشياء والقيادة المتهورة.
- تجنب بعض المواقف بسبب التوتر والقلق بشأن نوبات انفجار الغضب.
كيف تستعد لاستخدام تقنيات التحكم في الغضب؟
تعلم المهارات السلوكية جزء ضروري من برنامج التحكم في الغضب. وتوفر العديد من الكتب والمواقع الإلكترونية معلومات عن كيفية التعامل مع الغضب، لكن إن كان تعلم المهارات بمفردك غير كافي لمساعدتك، فقد تستفيد بشكل أكبر من مراجعة متخصص نفسي أو الاشتراك في فصول تدريب التحكم في الغضب.
وربما يتطلب الأمر بعض الوقت لإيجاد شخص قادر على المساعدة بشكل ملائم. وهناك بضعة أماكن يمكن بدء البحث منها:
- سؤال طبيب الأسرة أو الطبيب النفسي عن برنامج تدريبي مناسب.
- البحث في المصادر الإلكترونية الموثوقة.
- سؤال شخص له تجربة سابقة مع التحكم في الغضب عن الخطوات والجهات التي ساعدته.
- مراجعة الأصدقاء والمرشدين الدينيين.
- البحث في المكتبة العامة عن مواد مساعدة.
ماذا تتوقع مع تقنيات التحكم بالغضب؟
هناك بعض النقاط المتوقع الحصول عليها من خلال برامج التحكم في الغضب.
برامج التحكم في الغضب
برامج التحكم في الغضب قد تكون فردية أو جماعية. ويختلف المكان، بالإضافة للمدة وعدد الجلسات، بناءاً على المنهج التدريبي ذاته، كما تعتمد على احتياجات كل فرد، فبعض البرامج قد تكون قصيرة المدى، والبعض الآخر قد يمتد لأسابيع وشهور.
بداية التحكم في الغضب
عندما تبدأ في السعي للتحكم في الغضب، عليك التعرف على العوامل التي تستثير غضبك، بالإضافة للعلامات الجسدية والعاطفية التي تدل على أنك قد دخلت في حالة الغضب، فالتعرف المبكر على تلك العلامات التحذيرية خطوة هامة في السيطرة على الغضب. وانتبه بشكل خاص للعناصر التالية، واصنع قائمة بها:
- الضغوط التي تحفز أو تفاقم من الشعور بالغضب لديك. كالإحباط من تصرف الزوج أو الطفل، والضغوط المالية، ومشاكل المرور، والمشاكل مع زملاء العمل.
- العلامات الجسدية التي تشير لدخولك في حالة الغضب، ومن أمثلتها الأرق، انقباضات الفكين، تسارع النبض، القيادة المتهورة.
- العلامات العاطفية التي تشير لدخولك في حالة الغضب. مثل الشعور بالرغبة في الصراخ في وجه أحدهم، أو الشعور بالكبت الشديد تجاه كلمات ترغب في قولها بشدة.
خلال جلسات برنامج التحكم في الغضب
بشكل عام، تركز برامج التحـكم في الغضب على تعليم مهارات سلوكية خاصة وطرق تفكير تُمكنك من التعامل مع غضبك. وإن كان لديك أي مشاكل أخرى خاصة بالصحة النفسية كـ التوتر والاكتئاب والادمان، فقد تحتاج أيضاً للعمل على معالجة تلك المشاكل، لكي تكون تدريبات التحكم في الغضب فعالة.
أهداف برامج التحكم في الغضب
- التحكم في العوامل التي تجعلك أكثر عرضة للغضب، كتحسين النوم كي لا تكون مرهق، بالإضافة لتخفيف الضغوط باستخدام مهارات إدارة الضغوط.
- التعرف على المواقف التي تزيد من احتمالات الغضب، ووضع خطة للتعامل الهادئ معها قبل الوصول لمرحلة الغضب.
- تعلم مهارات خاصة يمكن استخدامها في المواقف التي تحفز العضب.
- التعرف على الأوقات التي تفكر فيها بطريقة غير منطقية بشأن موقف ما، وكيفية تصحيح تفكيرك.
- تهدئة النفس عندما تشعر بالضيق، من خلال استخدام تقنيات الاسترخاء أو الوقت المستقطع على سبيل المثال.
- التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك بوضوح (لكن ليس بعدوانية) في المواقف التي تحفز الغضب لديك.
- التركيز على حل المشكلات في المواقف المثيرة للإحباط، بدلاً من توجيه الطاقة نحو الغضب.
- مهارات التواصل الفعال لتجنب الغضب وحل الخلافات.
نتائج تقنيات التحكم في الغضب
تحسين مهاراتك في التعامل مع شعور الغضب لديك له العديد من الفوائد، فسوف تشعر بكونك مسيطر بشكل أكبر على التحديات التي تواجهك، كما أن تعلم التعبير عن الذات سيساعدك ألا تشعر بالإحباط والكبت تجنباً للإساءة لشخص ما.
والتحكم في الغضب سوف يساعدك أيضاً في التالي:
التعبير عن احتياجاتك بوضوح
ويحدث ذلك من خلال التعرف على الأشياء التي تثير إحباطك والتحدث عنها، بدلاً من انتظار حدوثها ومواجهة الشعور بالغضب. ومعرفة كيفية التعبير عن الذات تساعدك في تجنب التصرفات المندفعة والكلمات الجارحة، كما تساعدك في حل الخلافات والحفاظ على العلاقات الودية مع الآخرين.
التمتع بصحة أفضل
يزيد الضغط النفسي الناتج عن الشعور المستمر بالغضب من مخاطر حدوث الأمراض والمشاكل الصحية مثل، الصداع والأرق واضطرابات الهضم، ومشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم.
الوقاية من المشكلات النفسية والاجتماعية
تتضمن المشاكل النفسية والاجتماعية المرتبطة بالغضب، الاكتئاب ومشاكل العمل والمشاكل القانونية وتأزم العلاقات.
استغلال الشعور بالإحباط لإنجاز الأشياء
يشوش الغضب على التفكير السليم ويجعل حكمنا على الأشياء غير دقيق، لذا سوف تتعلم كيفية استغلال الشعور بالإحباط أو الغضب كمحفز ودافع إيجابي للعمل والإنجاز.
المساعدة على تجنب الهروب بالإدمان
عادة ما يهرب الأشخاص من شعورهم بالغضب عن طريق التحول للكحوليات أو المخدرات أو حتى الطعام. وبدلاً من ذلك، فإن تقنيات التحـكم في الغضب تساعدك على السيطرة على تلك المشاعر السلبية، دون إضافة مشاكل جديدة للمشاكل القديمة.