ما هو تحليل HIV (اختبار فيروس نقص المناعة البشرية)؟ وفيما يُستخدم؟ ومن يجب الخضوع له؟ وكيف تم إجراؤه والاستعداد له؟ وهل له أي مخاطر صحية؟ تعرفوا على إجابات كل تلك الأسئلة وأكثر من خلال الفقرات التالية.
ما هو تحليل HIV؟
اختبار فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية HIV testing) هو اختبار يساعد في الكشف عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية HIV، وهو فيروس يُصيب جهاز المناعة، ويؤدي لحدوث ضعف بجهاز المناعة ويؤدي في النخاية للإصابة بمتلازمة نقص المناعة البشرية (الإيدز AIDS).
ويوضح هذا الاختبار وجود أجسام مناعية مضادة، ينتجها جهاز المناعة الخاص بك كرد فعل على الإصابة بالفيروس، وتوجد بعض أنواع الاختبارات السريعة التي يمكن أن تظهر النتائج في غصون دقائق.
ويُعتبر اختبار فيروس نقص المناعة البشرية هو الطريقة الوحيدة لتأكيد أو نفي الإصابة بالفيروس، والعديد من الأنواع المتاحة تقوم بفحص الدم أو سوائل الجسم لمعرفة هل هي ملوثة أم لا.
هل تحليل الايدز هو تحليل HIV؟
يُعتبر تحليل الايدز هو الاسم الدارج للتعبير عن تحليل HIV، ولكن يجب التنويه إلى أنه لا يُعتبر تعبير دقيق، فمعظم التحاليل الموجودة تُستخدم للكشف عن وجود أو عدم وجود فيروس HIV في الجسم، وفيروس HIV هو المسبب لمرض الإيدز، ويُعتبر الإيدز آخر مراحل المرض، وفي أحياناً كثيرة قد يكون الشخص حامل للفيروس ولكن لا يُصاب بمرض الإيدز، نتيجة العلاج والمتابعة، لذا عادة ما يُقصد اختبار فيروس نقص المناعة البشرية (تحليل HIV) عند استخدام لفظ تحليل الإيدز.
أهمية تحليل HIV ومن يجب الخضوع له؟
ترجع الأهمية الأبرز لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية الأبرز إلى أنه يساعد في اكتشاف وجود الفيروس في الدم أو نفي وجوده، وفي حالة تأكيد الإصابة يتم البدء في وضع خطة علاج على الفور لتحسين الأعراض وتقليل حدة الحالة. كما يمكن استخدام هذا التحليل لعمل الإجراءات اللازمة لمنع نقل الفيروس لشخص آخر.
كما يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC بإجراء الفحص لجميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 64 عاماً. وهناك بعض الحالات التي تتطلب إجراء الفحص، وتشمل:
- ممارسة العلاقة الجنسية مع أكثر من شريك.
- استخدام الحقن الوريدي (أثناء تعاطي المخدرات) لأكثر من شخص.
- ممارسة العلاقة الجنسية بدون وجود وسيلة حماية مثل الواقي الذكري.
ويُفضل الخضوع للاختبار في حالة:
- التعرض لاعتداء جنسي.
- الحمل مع وجود شك للإصابة بالإيدز.
أنواع تحليل HIV
فحص الأجسام المضادة
تُستخدم اختبارات فحص الأجسام المضادة لفحص البروتين الذين يقوم الجسم بعمله خلال أسبوعين إلى 8 أسابيع من الإصابة بفيروس HIV، وتُعرف فحوصات الأجسام المضادة عادة بفحوصات ELISA، وعادة ما تتصف هذه الفحوصات بالدقة.
وتوجد أنواع من هذه الفحوصات يتم عملها عن طريق الدم والسوائل الجسدية، وتعطي نتائج خلال 30 دقيقة أو أقل، ولكن أحياناً يمكن أن تعطي هذه الاختبارات نتائج سلبية حتى في حالة العدوى.
اختبارات المستضد
هي اختبارات دم، توصي بها إدارة CDC للكشف المبكر لفيروس HIV، مقارنة بالاختبارات الأخرى، حيث تقوم هذه الاختبارات بالبحث عن مستضد HIV الذي يُعتبر جزء من الفيروس ويظهر في الدم بعد مرور أسبوعين إلى 4 أسابيع من العدوى، كما يمكن أن تساعد هذه الفحوصات أيضاً في البحث عن الأجسام المضادة.
اختبار الحمض النووي NAT
يُعرف أيضاً باسم تحليل RNA، ويقوم بالبحث عن الفيروس نفسه، ويمكن أن يساعد في تشخيص HIV بعد مرور 10 أيام من التعرض للفيروس. وتكلفة هذا الاختبار مرتفعة، لذا لا يتم اللجوء إليه عادة كخيار أول، ولكن في حالة زيادة خطر الإصابة وظهور أعراض قد يوصي به الطبيب.
الاختبارات المنزلية
توجد بعض الاختبارات المنزلية التي يمكن شراؤها من الصيدليات وإجراؤها في المنزل، حيث تقوم بفحص الدم أو السوائل الفموية، ويجب اختيار نوع تمت الموافقة عليه من قبل إدراة FDA، وفي حالات كثيرة لا تُعتبر هذه الاختبارات كافية لتأكيد التشخيص.
كيفية إجراء تحليل HIV؟
يتم إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق سحب عينة من الدم لتحليلها، ومن الممكن أخذ عينة من أنسجة الفم للكشف عن وجود الأجسام المضادة. وبعض اختبارات الكشف عن فيروس الإيدز غير دقيقة، فعند حدوث العدوى يتطلب الأمر من 3 إلى 12 أسبوع لتظهر الأجسام المضادة في الفحص.
وفي حالة النتيجة الإيجابية للفحص، يجب عمل اختبار متابعة لتحديد تشخيص الإصابة بفيروس المناعة البشرية، وعادة ما يستغرق الأمر من بضعة أيام لعدة أسابيع لتأكيد التشخيص. واختبار فيروس المناعة البشرية السريع يظهر النتائج غالباً في غصون 20 دقيقة.
وإجراء الاختبار لا يتطلب وجود أي احتياطات خاصة قبل إجراء الفحص، فمثلاً لا يتطلب الفحص الصيام قبل سحب العينة، ولا يتطلب أيضاً التوقف عن تناول الأدوية.
نتائج اختبار فيروس نقص المناعة البشرية
تحليل HIV إيجابي:
تعني النتيجة الإيجابية وجود بعض آثار HIV في الجسم، وفي حالة القيام بأحد الاختبارات السريعة، يجب القيام بفحص معملي أيضاً لتأكيد النتيجة، وفي حالة القيام بفحص معملي، يتم عمل تحاليل دم زيادة للحصول على المزيد من التفاصيل التي يمكن أن تساعد في تأكيد التشخيص.
ويجب التنويه إلى أنه في حالة إيجابية تحليل HIV، لا يعني هذا الإصابة بمرض الإيدز (أكثر المراحل المتطورة من فيروس HIV)، حيث يمكن أن يساعد علاج HIV في منع الإصابة بالإيدز، لذا يجب التحدث مع الطبيب على الفور عند الحصول على نتيجة إيجابية، لبدء العلاج بالأدوية المناسبة.
تحليل HIV سلبي:
في حالة كانت نتيجة التحليل سلبية، يمكن القيام بخطوات إضافية للوقاية من HIV، وهذا يتضمن اتباع إجرءات السلامة عند القيام بأي علاقة جنسية، وتناول بعص أنواع الأدوية المخصصة، والتي تُعرف باسم أدوية الوقاية قبل التعرض Pre-exposure Prophylaxis.
ويمكن أن يتطلب الأمر مدة تصل لستة أشهر، لحين تكون أجسام مضادة كافية لإعطاء نتيجة إيجابية في بعض التحاليل، لذا في حالة مرور 3 أشهر او أقل منذ وقت الإصابة المعتقد وكانت نتيجة التحليل سلبية، يُنصح بعمل اختبار آخر بعد مرور 6 شهور، للتأكيد.
أضرار تحليل HIV
توجد أضرار وآثار جانبية قليلة للغاية معروفة مرتبطة باختبار HIV، وفي حالة عمل اختبارات دم، يمكن الشعور بألم قليل وبعض التورم مكان سجب العينة، ولكن عادة ما تختفي هذه الأعراض في فترة قصيرة.
تحليل HIV للحامل
في حالة الحمل، يُنصح عادة بإجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية كجزء من الفحص الروتيني قبل الولادة خاصة في الحالات التي تتطلب ذلك من المذكور سابقا. وفي حالة عدم علاج فيروس HIV يمكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى الطفل أثتاء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية، وعلاج الفيروس أثناء مرحلة الحمل يمكن أن يقلل من خطر نقل هذا الفيروس للطفل.
وجدير بالذكر أن هذا الفيروس يمكن أن ينتقل للطفل الرضيع من خلال حليب الأم، لذا في حالة الحمل وطلب هذا التحليل، توجد بعض الأدوية التي يمكن أن يتم تناولها أثناء الحمل والولادة، والتي يمكن أن تقلل من خطر نقل الفيروس للطفل.