توصل باحثون أمريكيون الي نوع جديد من البكتيريا تسبب داء لايم Lyme Disease للإنسان الذي تنقله حشرة القراد، والمصاب به في الوقت الحالي نحو نصف سكان المقاطعات الأمريكية.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة العدوي في بيان إنها تعاونت مع (مايو كلينيك) ومسؤولي الصحة في مينيسوتا بويسكونسن ونورث داكوتا في اكتشاف البكتيريا الجديدة واسمها العلمي (بوريليا مايوناي Borrelia mayonii).
وكان معروفا في السابق نوع واحد فقط من البكتيريا في أمريكا هو المسبب لمرض لايم اسمه العلمي (بوريليا بورجودورفيري Borrelia burgdorferi) الذي ينقله القراد في نصف الكرة الأرضية الشمالي، أما في أوروبا فهناك نوعان من البكتيريا المسببة للمرض هما (بوريليا جاريني Borrelia afzelii وبوريليا أفزيلي Borrelia garinii).
وذكرت دراسة أمريكية أخري نشرتها حديثا المراكز الأمريكية لمكافحة الحشرات، أن قراد الأيائل ينتشر الآن في 842 مقاطعة في 35 ولاية أمريكية تتركز في شمال شرق البلاد لكن العدوى انتقلت غربا وجنوبا.
وداء لايم يسبب اضطراب في وظائف الجسم ويصيب الجهاز العصبي علي وجه الخصوص، وأعراض المرض الحمى وآلام الرأس والإرهاق والطفح الجلدي المنتشر، وفي حال لم يتلق المصاب العلاج اللازم بالمضادات الحيوية تتطور الحالة لتشمل أعراضا تصيب القلب والمفاصل والجهاز العصبي.
وقالت المراكز إن الباحثين اكتشفوا البكتيريا الجديدة بعد فحص عينات دم من مرضى في مينيسوتا بويسكونسن وفي نورث داكوتا ممن يعتقد بإصابتهم بداء لايم خلال الفترة بين عامي 2012 و2014 .
وأضافت أن عينات من ستة من بين تسعة آلاف مريض أظهرت نتائج “استثنائية” ما استدعى اجراء مزيد من الدراسة.
الأعراض الجانبية
وتتشابه أعراض البكتيريا الجديدة (بوريليا مايوناي) مع القديمة (بوريليا بورجودورفيري) لكن الأولى تتسم بأعراض إضافية منها الشعور بالغثيان والقيء مع انتشار البكتيريا بكثافة في الدم.
وتقول المراكز إن نحو 300 ألف شخص يصابون بداء لايم في الولايات المتحدة سنويا وقلما يفضي المرض إلى الوفاة ويتعافي المرضى منه في غضون بضعة أسابيع بعد تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم.
وقالت المراكز إن المصابين بالبكتيريا الجديدة تعافوا بعد تعاطي نفس المضادات الحيوية لعلاج الإصابة بالبكتيريا القديمة لكن من السابق لأوانه القول إن البكتيريا الجديدة أكثر أو أقل خطورة من الأخرى.
حل الشفرة الوراثية لأنواع القراد
وبالتزامن مع الاعلان عن البكتيريا الجديدة التي ينقلها القراد، أعلن علماء عن حل الشفرة الوراثية لأنواع القراد وذلك في دراسة قد تفضي إلى استحداث وسائل جديدة لمكافحة هذه المخلوقات التي تنتمي للعنكبوتيات وتتغذى على الدم.
وقال الباحثون إنهم تعرفوا على أكثر من 24 ألف جين لقراد الأيائل من نوع (ايكسودس سكالبيولاريس) أو القراد الأسود الأرجل الذي ينقل داء لايم وأمراضا أخرى من خلال التعلق بجسم الإنسان والحيوان واطلاق لعابه الملوث أثناء امتصاص الدم.
ومن شأن التعرف علي الشفرة الجينية للقراد الكشف عن نقاط الضعف التي يمكن استغلالها فيه من خلال ابتكار مبيدات حشرية حديثة وكيماويات طاردة أو أساليب أخرى لمكافحة هذا الطفيل الذي ينتشر في المساكن الخشبية وفي المناطق العشبية.