“6 شهور ولسه مش عارف أنا إصابتي ايه؟” كانت الكلمات التي بدأ بها اللاعب مؤمن زكريا حواره أثناء استضافته في إحدى البرامج الرياضية بعد غياب طويل، ولكن ظهر وهو يعاني من بعض التغيرات الجسدية والنفسية كصعوبة الكلام وملامح واضحة من الحزن، فمن هو مؤمن زكريا؟ وما هي تفاصيل اختفاؤه وأسباب عودته والتغيرات التي يعاني منها؟ .. تعرفوا معنا.
من هو مؤمن زكريا ؟
مؤمن زكريا عباس هو لاعب كرة قدم مصري موهوب من مواليد 12 إبريل 1988 محافظة سوهاج، لعب مؤمن في فريق النادي الأهلي للشباب في عام 2004 وحتى عام 2008، ثم انتقل في الفترة ما بين 2009 إلى 2015 بين العديد من الأندية المصرية بما فيها الإنتاج الحربي والمصري البورسعيدي وإنبي والزمالك، ثم عاد إلى بيته الأول النادي الأهلي المصري عام 2015 مرة أخرى.
لعب مؤمن مع النادي الأهلي المصري 150 مباراة نجح خلالها في تسجيل 42 هدف، وساهم في الفوز بـ 4 دوري و2 بطولة سوبر مصري وبطولة كأس مصر، كما لعب مع نادي الزمالك 57 مباراة سجل خلالها 12 هدف وساهم معهم في الفوز ببطولة الدوري.
تمت إعارة مؤمن زكريا لنادي جدة السعودي في يناير 2018 وحتى يونيو 2018، وعاد من الإعارة بسلام، ثم انتقل لنادي أُحد السعودي مطلع 2019 في رحلة لم تدُم طويلاً حيث انتهت في فبراير 2019 بسبب أزمة صحية تم اكتشافها هناك، وتم فسخ العقد بالتراضي بين الطرفين.
وكانت أزمة مؤمن الصحية التي تسببت في إنهاء عقده أنه تم اكتشاف إصابة أو مشكلة ما في الرُكبة، ولم تُظهر الأشعة تشخيصاً واضحاً لتلك الإصابة، كما أن توقيت حدوثها تحديداً لا زال غير معروفاً
على الرغم من أن إصابة مؤمن زكريا تُصنف كإصابة ملاعب، إلا أنه في حديثه الأخير صرح أن سبب مرضه هو نفسي بنسبة 60% نتيجة ما تُعرض له من ضغوطات، وما تم تداوله عنه في الفترة الأخيرة، فيما يمكن أن يُقال عنه أنه شكل من أشكال التنمر الإلكتروني، سواء من المعجبين أو من الإعلامين على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أصابه بحالة من الاكتئاب والعزلة، لكن هل يمكن أن تؤدي الضغوطات النفسية والتنمر الإلكتروني إلى الإصابة بالاكتئاب؟
ما هو التنمر الإلكتروني؟
أشار اللاعب في حديثه أن من أهم أسباب الوعكة الصحية التي تعرض لها هي الانتقادات والتصريحات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف أثر هذا الوضع عليه، والجدير بالذكر أن طبياً تُصنف هذه التصرفات كنوع من أنواع التنمر يُعرف بالتنمر الإلكتروني.
والتنمر الإلكتروني هو نوع من التنمر يحدث على الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر. ويحدث عن طريق الرسائل النصية، التطبيقات أو على منصات التواصل الإجتماعي، حيث يمكن أن يظهر للعديد من الأشخاص.
ويتضمن التنمر الإلكتروني إرسال أو نشر أو مشاركة محتوي مسئ أو ضار أو غير حقيقي، ويمكن أن يتضمن معلومات شخصية وخاصة عن بعض الأشخاص.
ومن أشهر أماكن انتشار هذا النوع من التنمر هي الفيسبوك، انستجرام، سناب شات وتويتر. ويمكن عن طريق الرسائل النصية أو الإيميل. وأوضحت العديد من الدراسات أن هذا النوع من التنمر لا يقل خطورة عن التنمر الجسدي، لما يمكن أن ينتج عنه من آثار نفسية وضغوطات، قد تؤدي إلى الإكتئاب أو مضاعفات نفسية أشد خطورة.
أعراض عامة للاكتئاب يجب الانتباه لها
توجد أنواع مختلفة للاكتئاب، وتتراوح حدته من شخص لآخر وفقاً لأسباب حدوث هذا الاكتئاب أو هذه الاضطرابات النفسية، ولكن يوجد يعض الأعراض العامة التي يجب الانتباه له وتوخي الحذر عند ظهورها، نذكر منها ما يلي:
- ظهور بعض مشاعر الحزن والدموع أو اليأس.
- وجود حالات من الغضب والتهيجى أو الإحباط، حتى على المسائل الصغيرة.
- فقدان الاهتمام أو المتعة عند القيام بمعظم الأنشطة الطبيعية، مثل الهوايات أو التمارين الرياضية.
- وجود اضطرابات في النوم، مثل الأرق أو النوم أكثر من اللازم.
- التعب ونقص في الطاقة.
- انخفاض الشهية وفقدان الوزن أو زيادة الرغبة في تناول الأكل بصورة شديدة.
- تباطؤ في التفكير وطريقة التحدث، أو القيام ببعض حركات الجسم.
- الشعور بالذنب والتركيز على إخفاقات الماضي أو إلقاء اللوم على النفس.
- وجود مشكلة في التركيز وصعوبة في اتخاذ القرارات.
- وجود أفكار متكررة عن الموت أو أفكار انتحارية، في الحالات الشديدة.
- وجود أعراض أو مشاكل جسدية غير مفسرة، مثل آلام الظهر أو الصداع.
- شعور بالتعاسة بشكل عام، بدون معرفة السبب.
الخوف من الطبيب النفسي .. هل هو منطقي؟
تتعدد الخطوات التي يمكن اتخاذها لعلاج الاكتئاب ما بين أشياء يمكن فعلها بدون تدخل علاجي مثل التحدث مع شخص مقرب، أو عمل بعض الأنشطة كممارسة الرياضة أو الرسم، وما بين العلاج بالأدوية، والتي يحددها الطبيب وفقاً لشدة الحالة، ولكن يبقى الجدال هنا على خطوة ضرورة استشارة طبيب نفسي، فأغلب الأشخاص ما زالوا يوجهوا صعوبة في الاعتراف بوجود مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، وصعوبة أكبر في اتخاذ خطوة التحدث إلى طبيب، فما زالت المعتقدات والتوجهات الفكرية التي تُشير إلى أن المرض النفسي أمر محرم، خاصة في البلاد العربية.
وهما وجب علينا التنويه أن الاكتئاب من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على جميع نواحي الحياة للشخص المصاب، وقد يصل الأمر إلى الانتحار، لذلك يجب الاستعانة بشخص مختص عند ظهور أياً من الأعراض التي سبق ذكرها، أو ملاحظتها عند أي شخص مقرب، فالتعامل مع المرض النفسي بصورة صامتة، قد يكون مدمراً.
رجاء .. لا تنسوا الدعم النفسي
من أهم الخطوات المتبعة في حالة وجود الضغوطات النفسية، هو معرفة الشخص المصاب بوجود شبكة حماية دائمة داعمة له، فالطيب من الكلام والفعل يمكن أن يُغير حياة شخص، خاصة ممن يعاني من الاكتئاب والتوتر والقلق طوال الوقت.
وقد ذكر المؤمن زكريا في حديثه عن أهمية الدعم النفسي من الأضدقاء والمقربين، وقد عبر بعض مشاهير الرياضة عن دعمهم للاعب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوا له بالشفاء العاجل وبسرعة عودته للملاعب.
وصرح اللاعب أنه سوف يخضع للعلاج في القريب العاجل، وأنه يبذل قصارى جهده للعودة لحالته الطبيعية. والجدير بالذكر مؤمن زكريا لم يُعرف عن مؤمن فقط بمهارته الكروية وبراعته في تسجيل الأهداف، ولكن عُرف دوماً بخفة ظله وقربه من قلوب الجماهير المصرية الذين كانوا دائماً ما يصفونه بأنه يشبههم، وذلك لحسّه الفكاهي الذي كان يظهر في اللقاءات التليفزيونية أو كواليس المعسكرات برفقة زملائه من اللاعبين.
وعُرف أيضاً بطرق احتفاله في الملعب بعد تسجيل الأهداف، لذلك ندعو له بالشفاء التام، وسرعة العودة لطبيعته وللملاعب، ولا تنسوا أعزائنا تالقراء أن المرض النفسي لا يقل خطورة عن المرض الجسدي، لذلك يجب الحذر دائماً عند التعامل معه، وأدامكم الله بصحة وعافية.