يبدو أننا أمام حالة نادرة أخرى لسيدة تعاني من فقدان الاحساس بالالم ، فهي لا تشعر سواء بإصابة أو بحرق أو حتى بالألم بعد عملية جراحية!
السيدة جو كاميرون قد تحترق بشرتها ولا تعلم بذلك حتى تشتم رائحة الدخان، حتى أنها أصيبت بعدة حروق أثناء الطهي ولم تشعر بها!
بعض الباحثون أرجعوا ذلك إلى أنها واحدة من حالتين فقط في العالم تعاني من طفرة جينية نادرة، تجعلها تعاني من فقدان الاحساس بالالم ، بل حتى أنها لا تشعر الخوف والقلق في معظم الوقت.
المثير للدهشة أن السيدة جو أدركت هذا الأمر متأخرا في الخامسة والستين من عمرها، عندما اضطرت لإجراء عملية جراحية في يدها، وبعد العملية لم تشعر بالألم ولم تحتاج إلى مسكنات كباقي المرضى.
عندما لم تشعر بشيء أرسلها أخصائي التخدير – الدكتور ديفجيت سريفاستافا – إلى أخصائي علم الوراثة في جامعة لندن كوليدج (UCL) وجامعة أكسفورد.
وبعد إجراء الاختبارات اكتشفوا أنها لا تعاني من الألم كمعظم الناس، وذلك بسبب وجود طفرة جينية نادرة لديها.
تحكي جو أنها حتى لم تشعر بألم أثناء الولادة متذكرة ” كان الأمر غريبا، لكن لم أشعر بالألم، لقد كان الأمر ممتعا حقا”
ولكن بالرغم من ذلك ذكرت جو أن وجود شعور الألم له فائدته، فهو ينبه لوجود مشكلة ما لنقوم بحلها، فهي لم تعرف بوجود مشكلة في الفخذ، إلا عند وصولها لمرحلة عدم القدرة على المشي بسبب التهاب المفاصل.
ولكن الأطباء أيضا يعتقدون أن هذا الجين قد يجعلها أسرع في عملية الشفاء مقارنة بغيرها من الأشخاص، مع اعتقادهم أنه قد يوجد المزيد من الأشخاص بحالة جو.
حالة السيدة جو هي موضوع بحث نشر في المجلة البريطانية للتخدير، كتبه الدكتور سريفاستافا والدكتور جيمس كوكس، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.
قال الدكتور كوكس: “الأشخاص الذين يعانون من حساسية نادرة بالألم يمكن أن يكونوا قيّمين بالنسبة للبحث الطبي، لأننا نتعلم كيف تؤثر طفراتهم الوراثية في كيفية تعرضهم للألم، لذلك نشجع أي شخص لا يعاني من الألم على التقدم”
“نأمل أن تسهم النتائج التي توصلنا إليها مع مرور الوقت في البحث الإكلينيكي عن الألم والقلق بعد العملية الجراحية، والألم المزمن المحتمل، واضطرابات ما بعد الصدمة وتئام الجروح”.