نصح أطباء، الأمهات المرضعات بالإقبال على تناول الأطعمة الحارة والغنية بالتوابل، أثناء الرضاعة الطبيعية إذا كن لا يردن مواجهة رفضا من أطفالهن لتناول الأطعمة في المستقبل.
وتتجنب العديد من الأمهات المرضعات تناول الأطعمة الحارة بسبب أسطورة منتشرة تقول أن تناول الأطباق الحارة مثل التي تحتوي على الفلفل الحار سوف يسبب غازات مفرطة للرضيع وقد يجرح حنجرته.
وقال أطباء في تقرير طبي لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن تناول مجموعة متنوعة من النكهات، بما في ذلك الأطعمة الغنية بالتوابل، ويعزز حاسة التذوق لدى الرضع، مما يجعلهم يقبلون على الغذاء بشكل أسهل فيما بعد.
وقالت الدكتورة جنيفر ويدر، المستشارة الطبية لجمعية أبحاث صحة المرأة، إنه لا توجد أدلة علمية “جيدة” تفيد بأن الطعام الحار له تأثير سلبي على الأطفال الرضع.
حتى أنها تقول إنه لا ضرر من أن ترضع الأمهات أطفالهن مباشرة بعد تناول المأكولات اللذيذة لأن الغازات التي قد تصيب الأم هي رد فعل في المعدة أو الأمعاء.
وأضافت “من المهم أن نتذكر أن حليب الثدي لا يصنع مباشرة من الجهاز الهضمي، وإنما من دم الأم.. حتى إذا تناولت الأمهات الخضروات المسببة للغازات، سيتم سحب المكونات الغذائية لحليب الثدي ولكن المكون الغازي غالبا لا يؤثر على الطفل”.
وقالت “هذا لا يعني أن الرضع ليسوا حساسين لبعض الأطعمة، كل طفل يختلف”.
ويستغرق الأمر ما بين أربع إلى ست ساعات ليصل الغذاء إلى حليب الثدي، ولكن عوامل مثل كيمياء الجسم والتمثيل الغذائي يمكن أن تجعل الامتصاص الغذائي يتم خلال ساعة وربما تظل حتي 24 ساعة.
وتتحول البروتينات والدهون والكربوهيدرات والمعادن والماء إلى جسيمات صغيرة يتم امتصاصها في مجرى الدم، وفقا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى.
من هناك، تذهب تلك الجسيمات إلى الأوعية الدموية في الغدة الثديية وفي حليب الثدي. والنكهات، وكذلك الجزيئات التي تحمل رائحة الطعام، تذهب أيضا في مجرى الدم وتصل إلى حليب الثدي.
وهي عملية مماثلة لتلك عندما يكون الطفل في الرحم، حيث أن الغذاء الذي تأكله الأم يذهب إلى الدم وإلى السائل الذي يحيط بالجنين الذي يتغذي عليه الطفل في الرحم.
وقالت الدكتورة بولا ماير، أستاذ طب الأطفال والتمريض في المركز الطبي لجامعة راشو “إذا كانت الأطعمة الحارة بالفعل جزءا من نظام غذائي للأم أثناء الحمل، فإن احتمالات اعتياد الرضيع على هذه النكهات عند بدء الرضاعة الطبيعية تكون عالية”.
ووجدت الأبحاث المنشورة في المجلة الكورية لطب الأطفال في العام الماضي أن الأطعمة الحارة يتم تجنبها عادة من قبل الأمهات المرضعات لأنهن يعتقدن أنها يمكن أن تسبب الغازات والطفح الجلدي عند الأطفال الرضع.
وخلصت الدراسة نفسها إلى أنه في حين أن النكهات القوية يمكن أن تغير رائحة ونكهة حليب الثدي، فإنه من غير المرجح أن تؤثر على الطفل.
في واقع الأمر، تشير الأبحاث إلى أن الأطعمة الحارة وذات النكهات القوية تحفز الأطفال فعلا.