نجحت عملية دقيقة لفصل فتاتين توأم سيامي أمريكي يدعى “سافانا” و”سكارليت” كانتا ملتصقتان من منطقة الصدر، ذلك علي الرغم من أن فرصة بقائهما على قيد الحياة كانت صفر في المائة لإلتصاقهما في القلب.
ورغم دهشة الأطباء والوالدان إلا أن الفتاتين نجتا بعد عملية الفصل.
وقضى الجراحين في مدينة غاينيسفيل، في ولاية فلوريدا، ثمانية أسابيع لدراسة العملية على نموذج ثلاثي الأبعاد 3D لقلب الفتاتين الملتصق وعدد من الاعضاء الحيوية الأخرى.
والآن، بعد شهرين من العملية، أصبحت الفتاتان مستعدتين للذهاب إلى المنزل بصحبة أمهما جاكلين، وأبوهما مارك، وشقيقتهما البالغة من العمر ثلاث سنوات.
وتحدث حالة ولادة توأم سيامي واحدة من بين كل 49 ألف حالة، وخمسة في المائة من تلك الحالات لا تستطيع العيش لفترة أطول من 24 ساعة.
والتوأم الذي يتقاسم الأجهزة الحيوية -خاصة المخ والقلب- غالبا لا يتمكن من البقاء على قيد الحياة بشكل مستقل، إذ غالبا ما يتم التضحية بأحدهما لبقاء الآخر.
وفي الأسبوع العشرين من الحمل أخبر الأطباء جاكلين ومارك أن الفتاتين تشتركان في القلب بعد إجراء أشعة للموجات فوق الصوتية، وقال الأطباء أن الفتاتين “سافانا” و”سكارليت” كانتا مشتركتين في الكبد، وعظم القص، والحجاب الحاجز، والقلب.
وكان الدكتور Jennifer Co-Vu، من مستشفى شاندس، قد تأكد بعد التحليلات الدقيقة أن قلبا الفتاتان ملتصقان وينبضان في نفس الوقت أيضا.
وفي شهر إبريل ولد التوأم السيامي بعملية قيصرية بوزن 4.76 كجم في مستشفى شاندس، وتحديدا يوم 12 ابريل 2016.
أجرى الأطباء أشعة مقطعية ورنين مغناطيسي للفتاتين فور الولادة مباشرة لصنع نماذج مجسمة 3D من أعضائهم الحيوية المشتركة لدراسة كيفية إجراء عملية فصل التوأم .
وبعد مرور ثلاثة أشهر على الولادة، أجريت العملية الجراحية لـ فصل التوأم أخيراً يوم 11 يوليو الماضي، وإستغرقت ثماني ساعات متتالية.
ومع عدم وجود نقطة واضحة لفصل قلب التوأم، لم يكن أمام الجراحين أي خيار سوى قطع بعض الشرايين، مع بذل قصارى جهدهم للحفاظ على الحد الأدنى من الشرايين بحالة جيدة.
وتعافت سافانا في غضون ساعات، لكن سكارليت ظل جسمها منتفخا لفترة أطول.
ولكن الآن، وبعد عدة أسابيع في العناية المركزة، أصبحت حالة التوام الأمريكي مستقرة وسيتم نقلهم خلال أيام إلى المنزل للعيش وسط الأسرة.