بعد إجراء العديد من الدراسات والتجارب والبحث عن علاج لمرض الاكتئاب، تم استخدام علاج تجريبي للاكتئاب والمعروف باسم علاج التعديل العصبي الذكي المتسارع (SAINT) – علاج ستانفورد العصبي – في دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد. ويعتبر هذا العلاج شكل مكثف من التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.
ونتيجة استخدام تلك الطريقة في العلاج، انعكس الأمر بشكل إيجابي على الأفراد الذين تم علاجهم حيث وصلوا لمرحلة من الهدوء عادةً في غضون أيام وشهور ولكن ظهرت بعض الآثار الجانبية البسيطة والتي تمثلت في التعب المؤقت والصداع.
كما أكد ” نولان ويليامز ” – أستاذ مساعد في الطب النفسي والعلوم السلوكية والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في 29 أكتوبر في المجلة الأمريكية للطب النفسي- مدى نجاح أول علاج تجريبي للاكتئاب نظراً لنتيجته السريعة، كما أنه غير جراحي وتعتبر تلك أحدى مميزات العلاج.
يتطلب علاج التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (SAINT) والذي تم اعتماده من قبل إدارة الغذاء والدواء ستة أسابيع من الجلسات مرة واحدة يوميًا. ويعمل علاج SAINT من خلال استهداف النبضات المغناطيسية وفقًا للدوائر العصبية لكل مريض وتوفير عدد أكبر من النبضات بوتيرة أسرع.
وحقق هذا العلاج (SAINT) العديد من قصص النجاح حيث تلقى العديد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب منذ فترات طويلة هذا العلاج، وبعد التقييم وفقا لعدة صفات بعد خمسة أيام من العلاج، نجى حوالي 78.6 ٪ من المشاركين في الخضوع للعلاج من الاكتئاب!
كما أشاد “آلان شاتسبيرج” – وهو العضو المنتدب، أستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية- بمدى نجاح تأثير هذا العلاج.
وقام العديد من الأشخاص المشاركون في تلقي أول علاج تجريبي للاكتئاب بتأكيد نجاح (SAINT) في علاجهم من الاكتئاب وسجلت تلك النتائج كقصص نجاح، حيث قال أحد المعالَجين وهو “تومي فان بروكلي” صاحب الـ 60 عامًا، أنه قد عانى من الاكتئاب منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره. ولكنه لم يأخذ أي دواء مناسب له بل كان يواجه صعوبة في الشفاء بسبب ما كان يقال له ” أنت لا تحاول التخلص من الاكتئاب بجد بما فيه الكفاية.” وكان رده دائما أنه حاول في كل تلك السنوات، لكن الأمر كان صعبًا للغاية في بعض الأحيان. وأخذ العديد من الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب والتي كان تأثيرها لايمتد كثيرا، وبعض تلك الأدوية امتد تأثيرها لسنوات عديدة ولكن سرعان ما انتهى هذا التأثير، مما جعله يفكر كثيرا في الانتحار!
ولكن بعد أن أجبرته أخته للخضوع إلى العلاج (SAINT) وبعد أن خضع للعلاج في سبتمبر. لم يشعر بشئ في الأيام الأولى ولكن بعد ذلك تحسن هذا الأمر وبعدها بعدة أيام شعر بتحسن أكبر.
تراوحت أعمار المشاركين في التجربة من 22 إلى 80، والذين عانوا من الاكتئاب لمدة تسع سنوات وحاولوا أن يتخلصوا منه بالأدوية والتي لم تحقق أي نتائج معهم!
ولكن بعد أن خضعوا لعلاج (SAINT) وفي غضون أربعة أسابيع بعد العلاج، تحسن حوالي 12 من 14 مشاركًا تلقوا العلاج.
ونتيجة لأن المشاركين في الدراسة شعروا بتحسن سريع خلال أيام بسيطة من بدء SAINT، أصبح الباحثون يتطلعون إلى إمكانية استخدام هذا العلاج لعلاج المرضى الذين يعانون من الاكتئاب وفي مرحلة أزمة كبيرة منه.
وأكد جميع الذين خضعوا لأول علاج تجريبي للاكتئاب بأن مشاعرهم اختلفت بل أصبحوا يفكروا بإيجابية كبيرة ويخططون لمستقبل أفضل.