اكتشف العلماء لماذا تختلف النظرة في لوحة الموناليزا الشهيرة باختلاف الأشخاص وباختلاف المواقف!
حيث كشف بحث جديد من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسسكو من خلال التجارب على الإدراك البصري وعلم الأعصاب، أن عواطفنا تغير كيف نرى التعبير على وجه الموناليزا، مما يجعل اللوحة هي أعظم لوحة عاطفية، فهي عمل من الفن والعلم! كما أن هذه الابتسامه تضفي على وجه الموناليزا حيادية معينة.
أيضا قام الباحثون بدراسة حول كيفية إدراك الناس للوجوه الحيادية، وكيف تغير عواطفنا تصوراتنا للعالم من حولنا، وتعتمد هذه النظرية الحديثة التي ترى الدماغ كأداة تنبؤية بدلا من تفاعلية، بمعنى آخر لدينا مجموعة من التجارب في الحياة وهي التي تخبرنا بالتنبؤ بما سنختبره لاحقا، والمعلومات الواردة تساعد على إخبارنا إن كانت هذه التنبؤات خاطئة.
لذلك أوضح الباحثون كيف أن نظرتنا للوجه الجديد سواء كان سعيد أو حزين أو طبيعي له علاقة بالمشاعر التي نحملها عندما نربطها بالتعبير على الوجه، ويرجع الباحثون تحفيز هذه التجربة في العقل الباطن لمشاعرنا إلى خدعة في الرؤية تُمارس علينا.
فنحن جميعا لدينا عين واحدة مسيطرة وأخرى غير مسيطرة، لو كل عين تسلمت معلومات مختلفة، سنقوم بإدراك ما تراه العين المهيمنة، ولكن العين الأخرى يمكن أن تتسرب معلوماتها إلى عقلنا الباطن أيضا.
لذلك قام الباحثون بتوجيه المشاركين في الدراسة وتشجعيهم على الشعور بطرق مختلفة، حيث أظهروا لـ 43 شخصا مجموعتين من الصور الوامضة، بحيث رأت العين المسيطرة تعبيرات محايدة مسجلة، في حين رأت العين غير المهيمنة ومضات من وجوه مبتسمة أو طبيعية التي لا يدركونها إلا شعوريا.
وبعد عرض الوجوه الوامضة أظهر الباحثون للمشاركين خيارات مختلفة للوجوه ليختاروا أي واحدة قد شاهدوا، وأظهرت النتائج أنه عندما تتسرب إلى العين غير المسيطرة رؤية وجه مبتسم، كان المشاركين أكثر اعتقادا أن الوجه الطبيعي كان مبتسم، ونفس الأمر على الوجه المتجهم، وهذا يعني أنه لو رأيت لوحة الموناليزا بعد شجار ما سترى اللوحة بشكل مختلف.