من الممتع أن نمتلك حيوانات أليفة في المنزل مثل الكلاب والقطط، لكن المخاطر التي يمكن أن نتعرض لها من مخالطتها تحتم علينا أن نبقى شديدين الحرص أثناء التعامل معها؛ فبحسب تحذير الأطباء يمكن أن يسبب لعق الكلب لوجهك ويديك الموت السريع!.
أصبحت إمرأة بريطانية مسنة في حالة صحية حرجة بسبب كلبها، حيث ترقد الآن في العناية المركزة.
ويعتقد الأطباء أن أحد أنواع البكتيريا التي تعيش في تجاويف أفواه الكلاب والقطط انتقلت لها لأنها في كثير من الأحيان ما تلاعب كلبها وتسمح له بلعق وجهها.
وقال الأطباء أن السيدة التي تبلغ من العمر 70 عاما وهي لا تدخن، ونادراً ما تشرب الخمر، أُصيبت بتعفن الدم .
وتحدث هذه الحالة عندما يفرز نظام المناعة في الجسم مواد كيميائية على المدى الطويل لمحاربة العدوى البكتيرية الممرضة.
ويمكن أن يؤدي تعفن الدم أو تسمم الدم أو مرض الإنتان Septicemia إلى الموت السريع.
أحد أقارب السيدة التي تعيش وحدها، أبلغ النجدة بعدما اتصل بها عدة مرات ولم تجب على الهاتف، حيث عثرت عليها الطواقم الطبية مصابة بفقدان للوعي واقتيدت إلى المستشفى.
في البداية تحسنت حالة السيدة قليلا، ولكن بعد أربعة أيام ظهرت عليها أعراض الإلتهاب الكلوي الحاد ووضعت في العناية المركزة.
وكشفت اختبارات الدم إصابتها بعدوى البكتيريا السخامية C. canimorsus التي توجد في أفواه القطط والكلاب.
بعد أسبوعين من العلاج بالمضادات الحيوية في العناية المركزة شفيت السيدة وغادرت المستشفى.
وقال الأطباء أن حالة المرأة كانت غير عادية خاصة لأنها لم تتعرض للعض أو الخدش من قبل كلبها.
فيما اعتبروها حالة مثيرة للإهتمام لأن الإصابة بتعفن الدم الذي عادة ما يحدث بعد تلوث الدم بلعاب الكلاب والقطط، حدث هنا بسبب لعق الوجه فقط.
وبعض حالات تعفن الدم يمكن أن يبدأ مع فشل الكليتين، ثم التهاب رئوي وحتى التهاب كبدي، ثم يصاب الجسم بصدمة تؤدي إلى فشل في عمل الأعضاء الأخرى.
وفي السنوات الـ 26 الماضية تم الإبلاغ عن 13 حالة فقط من تعفن الدم المتعلق بالبكتيريا السخامية.
وأكثر من 60 في المائة من حالات تعفن الدم تحدث بعد عض الكلب و 24 في المائة بسبب الخدوش التي تحدث من اللعب مع الكلاب.
وفئة كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بهذه العدوي لأن جهازهم المناعي قد يكون أضعف، ولأنهم أكثر عرضة لامتلاك الحيوانات الأليفة.
ودعا واضعو التقرير الذي نشر في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) الأطباء إلى الإهتمام بالأمراض التي تنتقل من الحيوانات الأليفة ففي كثير من الأحيان لا يتم الإهتمام بتشخيصها رغم أنه يمكنها أن تسبب تعفن الدم، وخاصة في كبار السن.
وقالوا: “هذا التقرير يسلط الضوء على أن الإصابة بتعفن الدم يمكن أن تحدث دون وقوع إصابات جراء الخدوش أو العض”. كما أشاروا إلى أن “كبار السن هم أكثر عرضة للعدوى، وربما يرجع ذلك إلى الخلل المناعي المرتبط بالعمر وزيادة ملكية الحيوانات الأليفة.”
ويمكن أن تؤثر العدوى على المرضى في أي سن ولكن من المرجح أن تحدث في الأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن والذين يعانون من أمراض دفينة.