حتى وهو لا يزال جنيناً في الرحم، يكون الطفل على استعداد جيد للتعلم؛ هذا ما توصلت إليه دراسة طبية حديثة أوصت الآباء والأمهات بالتفاعل مع أطفالهم قبل الولادة حتى يصبحوا أكثر ذكاءً.
ووجدت دراسة جديدة أن الأجنة تتفاعل مع أمهاتهم وهم داخل الرحم.
وقال واضعوا الدراسة أن لمس الأمهات لبطونهن يُظهر مزيداً من استجابة الأجنة في “حركة الذراع والرأس والفم مقارنة بالتحدث فقط”.
وللوصول إلى هذه النتيجة أحضر الباحثون 23 امرأة حامل في غرفة مظلمة، وطلب من بعضهن ممارسة سلوك واحد هو فرك البطن، فيما طلب من الأخريات التحدث إلى أطفالهن. وتابع الباحثون حركات الأجنة بالموجات فوق الصوتية، ولاحظوا ردود فعل أكبر للأجنة تجاه سلوك فرك البطن.
ولكن ليست هذه هي الطريقة الوحيدة التي يستجيب إليها الأطفال أثناء النمو داخل الرحم.
فقد وجدت الدراسة التي نشرت في وقت سابق من هذا العام بدورية الأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Sciences أن الأطفال يتعلمون المهارات اللغوية أثناء نموهم في الرحم عند قراءة والديهم أو التحدث معهم.
ووجدت الدراسة أيضا أن الأطفال الخدج كما الأجنة تماماً، لديهم فرصة في تعلم المهارات اللغوية والقراءة إذا قرأ أحد بجانبهم.
ويُنصح بتوفير بيئة صحية وآمنة للجنين خلال الحمل للحفاظ على قدراته العقلية، ومنها ابتعاد الأم عن التدخين، وتناول الغذاء الصحي، وأخذ قسط كافي من الراحة يومياً، والحفاظ على النشاط طوال فترة الحمل.
القراءة على الأطفال وإسماعهم الموسيقي يساعدان كذلك في “تطوير المهارات السمعية والكلامية” وفقا للدراسة.
وقالت الدكتورة Rebekka Levis، وهى أستاذ مساعد في كلية نيويورك الطبية. “نحن نعرف بالتأكيد أن الأطفال يمكن أن تسمع أمهاتهم ويتعرفون على أصواتهن أثناء وجودهم في الرحم.”
ووجدت دراسة مشابهة في عام 2013 أن الأطفال يمكن أن يتعلموا ويفهموا اللغة بسبب ما يسمعونه من أمهاتهم خلال وجودهم في الرحم.
وتبين البحوث أن الأطفال يستوعبون المعلومات في الرحم خلال الأسابيع العشرة الأخيرة من الحمل، ويمكن للأطفال الرضع التعرف على لغتهم الأم بعد الولادة.
إذاً الآباء والأمهات يستطيعون تقرير مصير أفضل لإطفالهم، من خلال التفاعل معهم وهم أجنة، فبحسب الدراسة التفاعل مع طفلك يساعده أن يصبح أكثر ذكاء، لذلك ينبغي أن لا تتركي طفلك للتعلم من تلقاء نفسه.
وقال طبيب الأطفال Anatoly Belilovsky أن الآباء والأمهات يمكن أن يحفزوا الأطفال على التعلم من خلال التفاعل سواء كان ذلك من خلال القراءة والتحدث أو عبر اللمس عندما يكونون في الرحم.
وأضاف “الرسالة الرئيسية للأمهات الجدد هي أن أطفالهن يتعلمون بالاستماع والتعلم والتذكر خلال المراحل الأخيرة من الحمل”.
وقالت مؤلفة الدراسة، الدكتورة Patricia K. Kuhl، “إن أدمغتهم لا تنتظر الولادة لبدء استيعاب المعلومات” في إشارة إلى ضرورة البدء في تعليم الطفل قبل مرحلة مبكرة من الولادة.