الموت هو الحقيقة المطلقة في هذا الكون، هل شعرت بالفضول مرة أن تعرف ماذا يدور في عقل شخص فقدته عند الموت! تلك اللحظات الغامضة والتي قد تكون مخيفة للبعض، نحن نكشفها لك، لذلك دعنا نكتشف سويا ماذا قال العلم عن ما يحدث في أدمغتنا قبل الموت وبعده.
لغز الموت
لطالما كان الموت لغز كبير للبشر جميعا سواء كان عالم أو شخص عادي، جميعنا سنموت هذه حقيقة، لكن هل استطاع العلم أن يكشف أي شئ عن لحظات الموت، في الحقيقة يبدو أن فضول العلماء مؤخرا شجعهم على دراسات مهمة جدا أظهرت ما يحدث في أدمغتنا عند الموت.
قبل الموت بـ 30 ثانية فقط!
الحقيقة أوضحها طبيب الأعصاب الدكتور كاميرون شو في دراسة أجريت على امرأة قبل وفاتها بـ 30 ثانية فقط ليرى ماذا يحدث في تلك اللحظات، حيث قام العالم بتشريح دماغ السيدة بعد وفاتها.
ذكر الطبيب كاميرون كيف أن توقف إمددات الدم يكون له دور كبير في هذه الرحلة النهائية القصيرة خاصة في مرحلة قبل الموت ” لأن إمددات الدم للدماغ تأتي من الأسفل، فإن الدماغ يميل للموت من الأعلى للأسفل”.
“إحساسنا بالفكاهة.. إحساسنا بالذات.. القدرة على التفكير في المستقبل.. كلها تختفي خلال أول 10 إلى 20 ثانية، بعد ذلك ومع انتشار موجة خلايا الدماغ المتعطشة للدم، فإن ذكرياتنا ومراكزنا اللغوية ستختفي إلى أن ينتهي بنا الأمر مع اللب أو النواة فقط!” أضاف كاميرون.
ماذا يحدث في أدمغتنا عند الموت؟
توصل باحثون إلى أن موجة من النشاط الكهربائي في أدمغتنا تسمى ” الخمود القشري المنتشر (CSD)” تمثل اللحظة الأخيرة قبل الموت!
لاحظ الخبراء الذين يدرسون نشاط المخ في المرضى الذين يمرون بـ لحظات الموت موجة من النشاط الكهربائي الذي يبدو أنه يسبق الإغلاق المميت لأعضاء الجسم الأكثر حيوية.
بعد الموت.. ماذا يحدث لأدمغتنا؟
كما أوضحت نتائج البحث الذي قام به العلماء أن الوعي يمكن أن يظل حاضرا لعدة دقائق بعد توقف جميع علامات الحياة على الجسم! شئ مثير أليس كذلك؟ تخيل أن يظل وعيك حاضرا بالرغم من موت وتوقف كل أجهزة الجسم.
أيضا وجد الباحثون أنه حتى بعد 5 دقائق من توقف قلب الشخص عن النبض، كان كل من خلايا الدماغ أو الخلايا العصبية لا تزال تعمل! ولكن تلك الموجة من الخمود القشري المنتشر، كانت تعني أن إغلاق هذه الخلايا العصبية قبل الموت النهائي، كان لارجعة فيه.
الناجون من الموت.. ماذا رأوا؟
أعتقد أن كثير منا سمع عن تلك الحكايات من أشخاص تعرضوا لأزمة قلبية مثلا ثم قاموا لاحقا بإخبارنا كيف كانوا يسمعون ما حولهم ويستوعبونه أو كيف شاهدوا ضوء أبيض في آخر النفق! والبعض الآخر كان يحكي عن رؤيته لشريط حياته يمر أمام عينيه!
قد تكون شاهدت إحدى تلك الأفلام الكثيرة التي أظهرت هذه الروايات فهل هي حقيقة؟ نعم.. لكن ليس كالأفلام تماما.
ذكر دكتور كاميرون أن تجربة الاقتراب من الموت، هي مجرد شكل من أشكال الحلم الواعي Lucid Dreaming، وبعض الدراسات الأخرى ترجعها إلى الحرمان من الأكسجين في الدماغ.
وأرجع العلماء ذلك إلى التوتر النفسي القوي والنشاط الكهربائي غير الطبيعي للمخ، حيث يجاهد من أجل البقاء على قيد الحياة، مما يؤدي إلى تنشيط حتى أعمق منطقة في المخ وتدعى “الحصين” وهي المسئولة عن الذكريات.
لماذا يظهر الضوء الأبيض؟
لدى الدكتور كاميرون تفسير علمي قد يكون وراء هذه الرواية التي ذكرها الكثيرون، حيث أرجع ظهور الضوء الأبيض إلى فقدان وصول إمدادات الدم إلى الدماغ فجأة، فأول ما يلاحظ عند الإغماء هو ضيق الرؤية وتحول الصورة إلى اللون الأسود، حتى تتوالى المراحل تباعا مما قد يفسر ذلك الضوء.
عموما العلم مازال يبحث في هذا الموضوع المثير والغامض، من أجل كشف تلك اللحظات التي تمثل نهاية الرحلة في هذا العالم.. ومن يدري ما سيقوم العلم بكشفه لنا مستقبلا!