قد تكون قرأت مؤخراً في بعض المواقع عن فأر الخلد العاري المعروف بإسم Naked mole rats وخصائصه التي تجعله كائن فريد من نوعه، سواء كان ذلك بسبب قدرته على العيش لمدة طويلة تصل إلى 30 عاما! أو بسبب قدرته الهائلة على مقاومة السرطان على الرغم من المحاولات المتعددة للعلماء لزرع المرض في جسده لاختبار مدى قدرته على المقاومة.. لماذا؟
ترجع تلك المقاومة إلى تلك الآلية النادرة الموجودة في فأر الخلد التي تجعله مقاوم للسرطان، حيث اكتشف العلماء وجود نوع من السكاكر المذهلة في جسد الفأر تعرف بـ جزئ ( hmm-ha )، هذا الجزئ عندما يتم إفرازه من قبل خلايا فئران الخلد العارية ، تقوم بمنع الخلايا من التكتل وتشكيل الأورام.
كما كان الغرض الأساسي من الدراسات التي اهتمت بهذا النوع من الفئران والآلية التي تقوم بها أجسادها هو معرفة تلك الآلية واستخدامها لوقت لاحق للوقاية من السرطان وتأخير الشيخوخة في البشر، لذلك كان هناك تركيز كبير على تلك الجزيئات والآليات الخاصة بها للتوصل إلى العلاج.. ولكن !
تقارير جديدة.. وصدمة !
في الحقيقة أن كل تلك التقارير عن مدى قدرة فأر الخلد العاري على مقاومة مرض السرطان ترجع إلى عام 2013! ولا تعبر عن الحقائق التي ظهرت مؤخراً والتي كشفت عن تسجيل أول حالتين للإصابة بالسرطان من جنس فأر الخلد العاري وذلك في عام 2016.
فقد نشرت عدة مصادر منها مجلة علم الأمراض البيطرية journal Veterinary Pathology ، والموقع الخاص بالمكتبة الوطنية للطب الأمريكية US National Library Of Medicine تقارير رسمية عن إصابة حالتين من فأر الخلد العاري بالسرطان، حيث أوضحت التقارير أن الباحثين قاموا بتتبع مستعمرة للفئران العارية الموجودة في حديقة حيوان بروكفيلد في شيكاغو لمدة 10 سنوات، ووجدوا أن بعض الحيوانات لديها قابلية للإصابة بالسرطان، أما النتيجة الجديدة فتعتبر أول تقرير عن وجود سرطان كامل في تلك المخلوقات.
ماذا وجد الباحثون؟
في الحالة الأولى لفأر الخلد وهو ذكر يبلغ 22 عاما أظهرت الدراسات وجود كتلة في أعلى يسار الصدر بلغت قطرها 1.5 سم، حيث قام الباحثون بإزالة هذه الكتلة ودراستها ليجدوا أنها ورم خبيث من المحتمل أنه بدأ في الغدة الثديية أو لعاب الحيوان.
جدير بالذكر أن الفأر بعد أن خضع للجراحة عاد لمستعمرته مرة أخرى، ثم قام الباحثون بعدها بفحصه مرة أخرى بعد 3 أشهر، ليجدوا أن الفأر لديه ندوب بسبب العملية، لكن لا يوجد آثار لعودة الورم.
لكن الحالة الأخرى لفأر الخلد الآخر لم يكن بنفس الحظ حيث وجد العلماء كتلة كثيفة في معدة الفأر، وأشار التحليل أنه سرطان في الغدد الصماء العصبية، وتسبب هذا الورم في عجز الفأر عن الحفاظ على وزنه مما تسبب في موته.
اعتقادات جديدة
قد تكون تلك النتائج محبطة قليلاً، فقد تُسبب توقف الباحثين مؤقتاً عن الاستمرار في دراسة الآليات المضادة للسرطان في فأر الخلد التي كانوا يعتمدون عليها لإيجاد علاج لـ مرض السرطان ، لكن الباحثين القائمين بالدراسة مازالوا ينصحون زملائهم بمواصلة تتبع دراسة مقاومة فئران الخلد العاري للسرطان، بل ومازالوا يشيدون به ويعتبرونه ” نموذج حيواني قيّم ” بالنسبة للأمراض البشرية.
اقرأ أيضا:
الخلايا الجذعية لعلاج السرطان والأمل في الشفاء.