لعبة سبينر عبارة عن جهاز صغير، حيث يستطيع أن يقوم الشخص بوضعها بين أصابعه ليقوم الجهاز بالدوران سريعا، وتباع تلك اللعب الآن من خلال متاجر التجزئة على الإنترنت أو من خلال البائعين والمتاجر الموجودة في الشوارع.
اشتهرت هذه اللعبة بأنها تعتبر علاج لمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، ومرضى التوحد، بل وأنها تساعد على التخلص من القلق والتوتر أيضا! لكن في الحقيقة لا يوجد من الأبحاث الأكاديمية والعلمية ما يؤكد ذلك، بل أن هناك بعض المدارس التي منعت تداول هذه اللعبة بين الطلاب، بسبب ما تقوم به من تشتيت الانتباه في الفصول.
كما يذكر أنه قبل شهر ديسمبر عام 2016 كانت مؤشرات جوجل للبحث تسجل نسبة ضعيفة ومنخفضة من عملية البحث عن مصطلح fidget spinner ، ولكن تغير ذلك سريعا مع بدايات العام الجديد، حتى أنك ستجد الآن الآلاف من مقاطع الفيديو على الموقع الشهير يوتيوب يوضح لك كيف تقوم باستخدام هذا الجهاز الصغير، وكيف تقوم بالحيل به أيضا! بل أنه يوجد الآن صفحات مخصصة فقط لتلك اللعبة ومالكيها.
أوضح دكتور مارك رابورت مدير عيادة التعلم للأطفال في قسم علم النفس بجامعة سنترال فلوريدا لموقع DailyMail.com ، أن أبحاثه السابقة والحالية تشير إلى استفادة بعض الأطفال المصابين بمرض التوحد واضطراب الحركة من بعض أشكال الحركة عند المشاركة في بعض المهام المعرفية الصعبة، لكن لم يأت عبر أي دراسات ما يؤكد على الفوائد المحتملة أو حتى الآثار السلبية للعبة سبينر .
وكانت دراسة دكتور رابورت في عام 2015 وجدت أن الأطفال المصابين بمرض فرط الحركة وقصور الانتباه والذين قاموا بالمشاركة في أنشطة تشمل الحركة الإجمالية للجسم، والتي تكون عبارة عن حركة في الأطراف أو أجزاء كبيرة من الجسم، قاموا بأداء أفضل من أولئك الذي ظلوا جالسين أثناء تلك المهام الخاصة بالذاكرة.
كما أضاف دكتور مارك أن استخدام تلك الأجهزة يعتبر بمثابة إلهاء أكثر منه كأداة مفيدة للأشخاص المصابين بمرض فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث أن هذه اللعبة تحتاج إلى مستوى معين من الانتباه للقيام بتشغيلها واستخدامها، في الوقت الذي تقوم فيه بإبعاد انتباه المستخدمين عما يجب رؤيته وملاحظته بالفعل.
كما أضاف أن ركوب دراجة ثابتة أثناء القراءة أو الجلوس على كرة متحركة أثناء العمل على المكتب والتي تسمح في المقابل بحركات صغيرة غير مشتتة، من شأنها أن تكون مفيدة للكثير من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
بل ويرى أن هذه الأجهزة لا تمثل تشتتا فقط للطلاب وإنما تمثل مصدر إزعاج للمدرسين أيضا، لكن بالرغم من كل ذلك أشاد بعض الآباء لأطفال مصابين باضطراب فرط الحركة بهذا الجهاز.
لذلك، صرح دكتور مارك أن الطريقة الوحيدة لتحديد فعلا تأثير هذه اللعبة هو إجراء الدراسات عليها، ولكن يحتاج ذلك لوقت طويل وموارد كثيرة لإجراء دراسة سريرية مسيطر عليها بشكل جيد، بالإضافة إلى أن الشركات المنتجة للعبة سبينر يجب أن تقوم بتحمل مسئوليتهم إذا كانت النتائج سيئة وسيكون عليهم التقليل من مزاعمهم حول فاعلية اللعبة بعد ذلك.