أثبتت دراسة كندية حديثة بأن يكون لك صديق مقرب إليك فهذا يعني أن تتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة.
ووفقاً لهذه الدراسة، فإن وجود صديق مقرب لك وقت الضيق يعني أن يتفاعل جسمك بشكل أفضل مع الضغوط النفسية التي قد تتعرض لها في الأزمات.
وفي هذه الدراسة تم اختيار عينة من الأطفال في الصف الخامس والسادس وتم إعطاؤهم صحائف لتسجيل مشاعرهم في أوقات معينة مع أخذ عينات من لعابهم لاختبارها 4 مرات باليوم لأربعة أيام على التوالي، وتم إجراء هذا الاستبيان والاختبار للعاب قبل المدرسة بعد انتهاء العطلة مباشرة وبعد فترة الغذاء بالمدرسة وبعد المدرسة وفي فترات الفسحة خارج الفصول عندما يحدث تشاحن وشجار بين الصغار.
وتبين أنه عندما يقع الشخص تحت ضغوط تفرز الغدد الأدرينالين كورتيزون وهو الهرمون الذي يؤيض السكر ليمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها ليتشاجر أو يواجه المشاكل.
وصرح الباحث وليام بيكوسكي من جامعة كونكورديا بكندا: "لقد درس العلماء تأثير الصداقة على سلوك ومشاعر الأطفال، والآن نريد أن نرى مدى التغير الذي يحدث في محاور الصحة التي تتضمن منطقة سرير المخ والغدة النخامية والكظرية عندما يتعرض الشخص لضغوط ما بينما هناك صديق إلى جوارك".
وبيَّن الباحث أنه عندما يواجه الطفل مشكلة ما بينما يكون وحيداً دون أصدقاء تحدث لديه زيادة في هرمونات التكيف ونقصان في الشعور بالقيمة الذاتية.
وحث بيكوسكي وفريق بحثه عن مستويات الكورتيزون عند الأطفال كمؤشر على مستويات الضغوط التي يتعرضون لها وأظهر الأطفال الذين كانوا في صحبة أصدقاء عندما تعرضوا لمواقف صعبة مستويات أقل من الهرمون.
وأضاف: "حيث إننا نعلم من خلال تقاريرهم في صحائفهم عما يمرون به من أحداث، فقد أمكننا ملاحظة مستويات الكورتيزون التي تفرزها أجسامهم في المواقف الإيجابية والسلبية".
ولم يجد الباحثون اختلافات ملحوظة بين الصبيان أو الفتيات فيما يتعلق بتأثير الصداقة على حالتهم الصحية والنفسية، وعلَّق: "لقد اخترنا الأطفال في الصف الخامس والسادس الابتدائي لأن الصداقة في هذه المرحلة تكون هامة جداً وهي الفترة التي يطور فيها الطفل النمط الشعوري الذي يظل معه حتى فترة المراهقة، بالإضافة لذلك فإن إدراك الطفل لأهمية التعامل مع الضغوط وأن يكون له صديق مقرب يعد أمر بالغ الأهمية في حياته مع تعليم الأطفال كيفية مراعاة حاجات الآخرين إليهم كي لا يصبحوا أنانيين".
وختم قائلا: "إذا أردت أن تساعد طفلك علّمه كيف يكون صديقا جيدا للآخرين".