قالت دراسة طبية حديثة أن هناك شكوكا قوية حول ارتباط فيروس زيكا والإصابة بمتلازمة جيلان باريه التي تؤدي إلى الإصابة بشلل عام.
ونشرت الدراسة في دورية لانسيت The Lancet، والتي تمت بناء علي إجراء مسح شامل بجزر بيولينيزيا الفرنسية لاستخلاص هذه النتائج.
وحلل باحثون من فرنسا عينات دم لجميع البالغين المصابين بفيروس زيكا في جزر بيولينيزيا خلال الفترة من أكتوبر 2013 وحتى إبريل 2014، وكشف ذلك عن تشخيص 42 إصابة بمتلازمة جيلان باريه.
وقال بيتر بارلو، خبير الأمراض المعدية في جامعة نابير الذي لم يكن مشاركا في الدراسة أن “الأدلة التي تربط فيروس زيكا مع متلازمة جيلان باريه باتت الآن أكثر وضوحا” . لكنه أشار إلى أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الأبحاث، حيث يمكن أن تلعب العوامل المحلية دورا في ذلك.
وينتشر زيكا عن طريق لدغات البعوض ويسبب أعراضا تتمثل في الحمى وآلام في العضلات والطفح الجلدي.
وعادة ما تظهر متلازمة جيلان باريه Guillain-Barré syndrome -وهو مرض عصبي نادر- بعد عدوى فيروسية أو بكتيرية. وتهاجم العدوى الجهاز المناعي للجسم والجهاز العصبي، وغالبا لأسباب غير معروفة، وتؤدى لشلل في الأجزاء المصابة ثم يمتد لجميع أجزاء الجسم، ويمكن أن تسبب المتلازمة في ضعف العضلات ومشاكل في التنفس. ويموت حوالي 5 % من المرضى بسبب هذا الاضطراب.
وبناء على النتائج التي توصل إليها العلماء فإن من بين كل مائة ألف شخص مصاب بزيكا، سيتطور لدى 24 منهم متلازمة جيلان باريه.
وفي أوروبا وأمريكا الشمالية، متوسط معدل الإصابة بهذه المتلازمة لدى المصابين بأمراض معدية مثل الأنفلونزا وحمى الضنك هو حوالي 1-2 شخص لكل مائة ألف.
وقال ديفيد سميث من جامعة استراليا كورتين “كان من الصعب أن نعرف بالضبط كيف يرتبط زيكا بمتلازمة جيلان باريه”.
وأضاف “سميث” الذي شارك في تأليف والتعليق المصاحب في مجلة لانسيت.”هذا لا يزال لغزا ولكن الشكوك لدينا قوية.”