اختتم الأمس في مدينة دبي فعاليا المؤتمر الدولي الرابع للصحة النفسية للطفل والأسرة بمشاركة العديد من المتخصصين والخبراء في مجالات الصحة السلوكية للطفل والأسرة، وناقش المؤتمر 30 بحثا جديدا تنشر لأول مرة.
و تناول المؤتمر علي مدار يومان أبحات حول الأمراض النفسية التي قد تنتج بسبب الإهمال والعنف ضد الأطفال مثل القلق والاكتئاب واضطراب الأكل وفرط الحركة وتشتت الانتباه من منطلق أن تربية جيل من الأطفال يتمتعون بالصحة العقلية والنفسية هو السبيل لبناء مجتمع صحي وقويم.
وشارك في مؤتمر الصحة النفسية للطفل والأسرة الذي استضافته “جمعية الخليج للصحة النفسية والسلوكية للطفل” العديد من الخبراء والمتخصصين والباحثين من كافة أنحاء العالم للتطرق للعديد من المواضيع المتعلقة بالمشاكل النفسية وأسبابها وكيفية الوقاية منها والعلاج إضافة إلى ورشات عمل لتوسيع معرفتهم بعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة أو مشاكل النمو.
وسلط المؤتمر هذا العام الضوء على أهمية التعاون والدعم من قبل الفريق متعدد التخصصات لتحقيق أفضل النتائج لعلاج المرضى، حيث يعتبر هذا المؤتمر تمثيلاً حقيقياً للمنهج متعدد التخصصات المستخدم لعلاج اضطرابات الصحة النفسية في سن الطفولة والذي يشمل المتخصصين في علم النفس والمعالجين السلوكيين والمتخصصين في علاج النطق ومشاكل اللغة والمتخصصين في العلاج الوظيفي.
واكد الدكتور أحمد الألمعي استشاري و رئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية رئيس المؤتمر في تصريح صحفي على هامش المؤتمر اهمية الحدث الذى بدا انعقاده عام 2012 للتوعية بدور الصحة النفسية للطفل لافتا الى أن هناك أبحاثا كثيرة ومهمة مطلوبة في هذا المجال خاصة أن الحدث هو ملتقى لكثير من المختصين والخبراء حول العالم لمناقشة حماية الطفل ولقاءات فرق أبحاث مشتركة ما بين أخصائيين و خبراء من داخل وخارج الدولة.
وأضاف بحسب وكالة (أنباء الامارات)، أن المؤتمر يشارك فيه 83 محاضرا و يتضمن 13 ورشة عمل و 30 بحثا جديدا تنشر لأول مرة فيما تتضمن المشاركات مؤسسات تعليمية مرموقة مثل الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين وجامعة شيكاغو وماودسلي كلينيك في لندن بالاضافة الى جامعة الملك سعود .
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب تنمية المجتمع في كلمته خلال افتتاح المؤتمر” إن مدى الاهتمام بجودة وتأثير العلاج ومقدار الدعم المقدم للطفل والأسرة هو ما يحدد مستوى الرقي لكل مجتمع ومما لا شك فيه أن مفتاح النجاح يكمن في كفاءة جميع الكوادر المنخرطة في توفير للرعاية الصحية ووجهودها ايمانها والتزامها بأهمية الدور الذي تلعبه في هذا الإطار. كما أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تساهم في نجاح هذه الجهود مثل البحث والتطوير وصبط الجودة والمسؤولية وتوفر مراكز متطورة للتشخيص والمستشفيات والعيادات المتخصصة وانتشار المعرفة والوعي الصحي واستخدام التكنولوجيا المتطورة”.
وأضاف “أن المسائل ذات الصلة بالصحة السلوكية لا تعتمد فقط على التشخيص والعلاج بل وأيضا على الأوضاع الاقتصادية. وتؤكد العديد من الملتقيات العالمية كمؤتمركم هذا أن أسلوب الحياة الصحي والوعي الأسري والشراكة مع المدارس ووسائل الإعلام والحملات التوعوية المكثفة من شأنها أن تشجع على مزيد من الاهتمام بالصحة السلوكية للطفل والعائلة وهو ما يعتبر تحديا لكم كعاملين في القطاعات الصحية للتوصل إلى إستراتيجيات فاعلة لتحفيز الأسر على استيعاب الجوانب المتعلقة بالصحة السلوكية ولاتخاذ إجراءات وقائية فعالة”.