أعلن علماء بريطانيون أن حبوب منع الحمل للرجال تخضع الآن للإختبار، وهي مرحلة متقدمة في قضية البحث عن وسائل لمنع الحمل عند الرجال وخفض الخصوبة.
والحديث عن منع مسببات الحمل عند الرجال قديم وكان الخيار الأول المتاح لهذا الغرض هو قطع القناة الدافقة لكنه يعني العقم الدائم.
الباحثون حاولو على مدار عقود تقديم بديل موثوق فيه وغير دائم لمنع الحمل، والآن توصل العلماء في بريطانيا إلى طريقة فعالة لـ منع الحمل عند الرجال من خلال إيقاف قدرة الحيوانات المنوية على السباحة ضمن السائل المنوي.
وتعاني ملايين النساء في العالم من التأثيرات النفسية لـ حبوب منع الحمل الهرمونية، ما يجعل حبوب منع الحمل للرجال ترفع العناء عن النساء في تحمل هذا الأمر بمفردهن.
و امتدح كبير الباحثين البروفيسور جون هول من جامعة Wolverhampton مدى فعالية هذه الوسيلة الجديدة في وشل حركة الحيوانات المنوية في الاختبارات المعملية بالقول: “لقد كانت النتائج مذهلة وسريعة نوعا ما، وفي غضون بضع دقائق من أخذ الحبوب توقفت الحيوانات المنوية عن الحركة”.
و حبوب منع الحمل للرجال تحاكي هذه الحبوب عملية العقم عند الرجال التي غالبا ما يكون سببها ضعف قدرة الحيوانات المنوية على الحركة، وقد اعتمد فريق ولفرهامبتون، بمشاركة باحثين برتغاليين، على هذا الأمر لتقديم مركب يسمى “بيبتيد” (مخترِق الخلية) حين يصل إلى داخل الحيوانات المنوية ويمنعها من الحركة.
وتعمل حبوب منع الحمل عند الرجل وهي فورية المفعول علي وقف حركة ذيول الحيوانات المنوية لمنعها من الحركة، وبالتالي منع فرصة تلقيح البويضة عند المرأة من أجل منع الحمل. ويمكن للرجال أخذ هذه الحبوب قبل ساعات أو ربما دقائق من العملية الجنسية، ويعتقد الباحثون أن تأثيرها سيزول خلال أيام.
و انضم فريق البحث إلى مجموعة من خبراء التلقيح الاصطناعي في جامعة de Aveiro بالبرتغال، حيث حددوا البروتين المسؤول عن حركة ذيول الحيوانات المنوية، وتوصلوا إلى تصميم ببتيد يوقف هذا البروتين.
وقال البروفيسور هول، إنهم يسعون لإجراء الاختبارات على الحيوانات الحية في غضون سنتين أو 3 سنوات. وعادة ما يستغرق الأمر 3 أو 5 سنوات لإنتاج الدواء الجديد وطرحه في الأسواق بعد إنهاء التجارب على الحيوانات، وبالتالي فمن الممكن أن يُطرح المنتج النهائي بحلول عام 2021.
وفي شهر مارس الماضي طرح علماء أمريكان عقار Vasalgel لمنع الحمل عند الرجال عن طريق حقن مادة هلامية في وعاء الأسهر الناقل للمني من البربخ وحتى القناة الدافقة لتعمل المادة كحاجز ميكانيكي يمنع مرور الحيوانات المنوية الموجودة في السائل المنوي، وبعد سحب المادة الهلامية تعود الأمور إلى طبيعتها لكن قد يستغرق الأمر بضعة أشهر لحدوث الحمل.
وأوضح البروفيسور هول أنه من المبكر الحديث عن أن النتيجة النهائية سوف تكون على شكل حبوب لمنع الحمل أو رذاذ للأنف أو غير ذلك، حيث كل الاحتمالات ممكنة. وسيكون المنتج الجديد مفيدا جدا للرجال بهدف السيطرة على الخصوبة.
يشار الي أنه يحدث ما يقدر بنحو 85 مليون حالة حمل غير مرغوب سنويا في جميع أنحاء العالم ينتهي نصفها بالإجهاض.