بين المملح والحلو تشتهي الحامل أكل أطباق وأصناف معينة من الطعام، وهو ما يعرف بـ “الوحم”، لكن سيدة بريطانية كانت تشتهي أكل “التراب”! وأشياء أخرى خلال فترة الحمل.
Jenny Mason وبخلاف جميع النساء لم تكن لديها رغبة زائدة في أكل الشوكولاتة أو السمك المملح أو تناول فاكهة في غير آوانها مثلما تشتهي الحوامل غالبا، لكنها كانت تشعر دائما برغبة شديدة في أكل التراب والرمل والأسمنت، وتقول انها كانت أقوى من رغبة المدخن في تدخين سيجارة.
السيدة جيني ، وهي من مدينة ليفربول، أكلت كل هذا بالفعل، وبدأت تنحت أجزاء من جدار منزلها وتناوله، إلا أنها ظلت تخفي ذلك عن شريك حياتها، ستيفن كونور (31 عاما) والذي يعمل كهربائيا وعن صديقاتها لمدة ستة أشهر لتجنب الحرج.
الأطباء اكتشفوا إصابة جيني بمتلازمة بيكا Pica Syndrome – وهي دافع قهري لتناول المواد غير الغذائية – وهو ما مثل لها مصدر ارتياح، بعد أن كانت تظن أنها أصيبت بالجنون.
وقالت جيني ميسون البالغة من العمر 30 عاما: “كنت أستخدام السكين أو أي أداة لنحت قطع من الطوب من خارج المنزل لتلبية رغبتي الشديدة التي كانت تستمر لبضعة أيام… كانت لدي رغبة ملحة لتناول الطوب والأسمنت والرمل أو التراب”.
وتضيف “لم أسمع من قبل بمتلازمة بيكا، ولشعوري بالحرج، خبأت الأمر على ستيفن لعدة أشهر”.
بدأت الرغبة الشديدة لجيني في تناول المواد الغير غذائية في مارس 2012، بعد ثلاثة أشهر من حملها الأول بإبنها الذي يبلغ عمره الآن ثلاث سنوات.
وتقول “بعد مشاهدة برنامج حول مواد البناء على شاشة التلفزيون، شعرت بعد ليلة واحدة برغبة شديد في تناول الطوب ومواد البناء، وأردت أن أذهب مباشرة خارج المنزل وسرعان ما وجدتني أكشط الجدار بسكين المطبخ لكني لم أكن أجرؤ علي تناول الطوب إلا حينما يكون ستيفن في العمل أو نائما في السرير. كنت أذهب إلى الحمام وأتناول طعامي هناك.
كانت لديها رغبة أيضا في تناول الرمل والتراب فلم تجد أمامها إلا التظاهر بأنها تريد أخذ الكلب في نزهة على الأقدام إلى شاطئ فورمبي القريب، من ليفربول، تم تتناول ما طاب لها من الرمال هناك دون مضايقة من أحد.
لقد اشترت كذلك تربة من حديقة البستان بدلا من أكل التراب من الأرض، وتقول “شعرت أنه كان أنظف!”.
طوال ستة أشهر من الحمل، شعرت جيني بآلام في أسنانها وظهرها وإمساك من جراء ابتلاع أجزاء من الطوب والتربة والرمال.
تسعة قوالب من الطوب كانت متكسرة وتحتاج إلى صيانة، ما دفع ستيفن لالتقاط الهاتف للإتصال بالمالك ظنا منه أن المنزل متداعي للسقوط، وقتها اعترفت جيني بكل شئ، الأمر الذي أصابه بالصدمة.
لكنه شجعها لاحقا على الذهاب إلى طبيب الأسنان، الذي بدوره، نصحها بالذهاب إلى الأطباء.
تدهورت حالتها الصحية بسبب عدم تناول الغذاء اللازم للحامل وأصيبت جيني بفقر الدم، ثم بعد ذلك بأسبوع، تم تشخيص إصابتها رسميا بمتلازمة بيكا.
أوصى الأطباء بضرورة حجز جيني للعلاج لكنها رفضت، وقالت ” لم أكن أفهم كيف سيستطيع المعالج أن يوقف رغبتي”.
لكنها بدات في البحث عن متلازمة بيكا على الإنترنت وقراءة قصص الناس الذين لديهم أيضا رغبة شديدة في تناول أشياء غريبة. وقالت “عرفت أنني لم أكن وحدي “.
قالت جيني كنت قلقة على طفلي من خطر ابتلاع مواد البناء، لذلك عندما كانت تأتيها الرغبة في تناول هذه المواد كانت تقطعها ثم تبصق عليها مباشرة ومن هنا بدأت الرغبة تقل تدريجيا.
وتضيف “ظننت أن الرغبة ستختفي نهائيا بعد أن الإنجاب لكنها استمرت يوميا لمدة ثلاثة أشهر بعد ذلك.”
ولكن في صباح أحد الأيام استيقظت جيني ولم تشعر بالحاجة لتناول الطوب ووجدت خلال الأسابيع القليلة المقبلة أن الرغبة الشديدة اختفت.
وقالت: “شعرت بالارتياح للغاية عندما ذهب هذا الإحساس لأن الجميع كان قلق على حالتي.”
جيني انتقلت إلى منزل آخر حتى لا تتذكر تلك الأيام، لكنها قلقة من إنجاب المزيد من الأطفال حتى لا تصاب بمتلازمة بيكا مرة أخرى.
متلازمة بيكا Pica Syndrome
هو اضطراب الأكل والرغبة في تناول طعام معدوم القيمة الغذائية، ويمكن أن يشمل هذا أكل الحجارة والرمل، والطلاء والشعر والأوساخ.
وهو إضطراب أكثر شيوعا في الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم ولدي الحوامل، ويمكن أن يسبب مجموعة من مضاعفات خطيرة إذا كان المريض يأكل أشياء عسرة الهضم أو سامة.
ويمكن أن يؤدي أيضا إلى السعرات الحرارية المفرطة أو الحرمان من التغذية إذا كان الشخص يأكل مادة بدون أي قيمة غذائية بدلا من الأطعمة المغذية. والالتهابات الطفيلية وإصابة الأسنان من الأعراض التي غالبا ما تصاحب المصابين بمتلازمة بيكا.