أفاد مسؤولون صحيون أمريكيون يوم الخميس بتسجيل أول حالة إصابة في البلاد مقاومة لفئة الملاذ الأخير من المضاد الحيوي ، معربين عن قلقهم البالغ من أن إنتشار البكتيريا يمكن أن يسبب خطرا كبيرا مقارنة بالعدوى المعتادة.
وعقاقير الملاذ الأخير Drug of last resort تستعمل لعلاج أصناف عدوى بكتيرية وفيروسية لم تنجح كل أنواع العقاقير الأخرى في علاجها.
وقال Thomas Frieden مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، ” نواجه خطر الدخول في عالم ما بعد المضاد الحيوي “، في إشارة إلى إصابة إمرأة من بنسلفانيا بعدوى التهاب المسالك البولية ولم يفلح معها حتى أعتى أنواع المضادات الحيوية.
وتحدث فريدن في مأدبة غداء بنادي الصحافة الوطني في واشنطن، عن أن البكتيريا الجديدة قاومت مضادات حيوية عديدة من بينها عقار الكوليستين colistin، وهو مضاد حيوي مخصص للاستخدام ضد ما يطلق عليها “البكتيريا الكابوس”.
وقالت الدكتورة Gail Cassell وهى خبيرة في الميكروبيولوجي وأحد كبار المحاضرين في كلية الطب بجامعة هارفارد، إنه أمر خطير ونفترض أنه يمكن أن ينتشر بسرعة، حتى في بيئة المستشفى إذا لم يتم احتواؤها بشكل جيد.
وأضافت كاسيل إمكانية انتقال البكتيريا من الحيوانات إلى الناس هو مصدر قلق كبير.
وقالت كاسيل يمكن للناس حماية أنفسهم من البكتيريا المعتادة والأخري المقاومة للمضادات الحيوية عن طريق غسل أيديهم جيدا، وغسل الفواكه والخضار جيدا وطهو الأطعمة بشكل مناسب.
وورد ذكر الإصابة يوم الخميس في دراسة بدورية تابعة للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء المجهري. وقالت الدراسة إن البكتيريا نفسها أصيبت بجزء صغير من الحمض النووي يطلق عليه اسم البلازميد Plasmids الذي يمر بجينوم يطلق عليه اسم MCR-1 يمنحه مقاومة للكوليستين.
وقالت الدراسة التي أجراها مركز والتر ريد الطبي العسكري، “ينذر ذلك بظهور بكتيريا مقاومة للعقاقير على نطاق واسع.” وأضافت الدراسة “حسب علمنا هذا أول بلاغ عن إم.سي.آر-1 في الولايات المتحدة.”
وشددت الدراسة على أهمية المراقبة المتواصلة لتحديد التكرار الفعلي للجين في الولايات المتحدة.
وتتعرض المضادات الحيوية للمقاومة، طالما استخدمها الناس؛ وقد حذر Alexander Fleming مكتشف عقار البنسلين Penicillin، من إمكانية حدوث ذلك لدى تسلمه جائزة نوبل في عام 1945.