إن هناك العديد من الناس ينصحون النساء بإنجاب الأطفال في سن المراهقة ، و آخرون يودون الإنجاب سريعا في أقرب وقت ، لكن قرار تأخير الانجاب قد يكون مفيدا للأطفال و للأم على المدى الطويل ، مما ينعكس على الأسرة بأكملها .
تشير البحوث الدانمركية الجديدة إلى أن الأمهات الأكبر سنا يستطعن تربية أطفالهن بطريقة أفضل ، و أن الرجال الأكبر سنا تقل لديهم المشاكل السلوكية والاجتماعية والعاطفية ، حيث أن هذا يسهم في توفير بيئة نفسية اجتماعية إيجابية مؤثرة على تربية الأطفال.
فحص خبراء في جامعة آرهوس مجموعة من الأمهات تحتوي على 4741 امرأة ، حيث تم تقييم أطفالهن مرات عديدة في سن 7 و 11 و 15 سنة ، و من خلال دراسة تلك البيانات ، اكتشفوا أن الأمهات الأكبر سنا قليلا ما يوبخن أطفالهن، ويستطعن السيطرة على انفعالاتهن مع عقاب أطفالهن ، بالإضافة إلى أن المشاكل السلوكية و الاجتماعية و العاطفية تقل كثيرا مع تقدم السن .
و قد أكد البروفسور ديون سومر Dion Sommer على تلك الدراسة قائلا : ” إن الأشخاص يصبحون أكثر مرونة و تسامحا مع التقدم في السن ، و يطورون من أنفسهم عاطفيا كذلك ” ، حيث أن النضج النفسي للأمهات الأكبر سنا هو ما يقوي لديهن السيطرة على انفعالاتهن، و لا يستخدمن الضرب كوسيلة لتهذيب أطفالهم .
بالإضافة إلى ذلك ، قد نشرت جمعية طب الشيخوخة الأمريكية منذ شهور تقريرا ، صرحوا فيه بأن تأخير الانجاب لعدة سنوات ، يعزز القدرة العقلية للأم ، و قد اختبر الباحثون 830 امرأة في منتصف العمر ، لاكتشاف العلاقة بين إنجاب الأطفال في هذا السن و بين القدرة المعرفية للأم ، حيث أنهم يعتقدون أن سبب زيادة القدرة العقلية للأم ، هو زيادة هرمونات الحمل، التي لها تأثير إيجابي على وظائف الدماغ، و يعتقد الباحثون أن تلك التغيرات تستمر مدى الحياة .