سجلت مدينة بون الألمانية 100 إصابة بمرض ” انفلونزا العيون ” الفيروسي خلال هذا الفصل من السنة وهو رقم كبير مقارنة بالسنوات الماضية.
وينتشر المرض في ألمانيا في مدن بون وميكلينبورغ فوربوميرن وهامبورغ، ومنطقة الرور الصناعية.
وكان معهد روبرت كوخ Robert Koch قد رصد 674 إصابة خلال عام 2011 في جميع أرجاء ألمانيا، وتقلص العدد إلى 553 إصابة عام 2012، ولكن ظهور 100 إصابة في مدينة بون لفت انتباه أجهزة الصحة الألمانية باعتبار أن الرقم يعد كبيرا مقارنة بإصابات السنوات الماضية، وهو ما يفترض دق ناقوس الخطر من جديد احترازا من هذا المرض.
بحسب التقرير الصادر عن معهد روبرت كوخ يعتبر المصابين مصدرا للعدوى خلال الأيام الـ12 الأولى للإصابة، كما أن الفيروس في هذه الفترة يكون مقاوما للبيئة وتقلباتها، ولذا يتوقع المختصون أن يتزايد عدد المصابين.
ومع درجة الإحتراز التي عليها الأجهزة الصحية في ألمانيا الآن، يزداد التساؤل حول ماهية مرض انفلونزا العيون وكيفية انتشاره؟
ما هو مرض انفلونزا العيون ؟
انفلونزا العيون مرض فيروسي يصيب الملتحمة والقرنية في العين، ما يؤدي إلى حدوث التهاب شديد، يحد من الرؤية.
والفيروسات التي تصيب الغدد هي المسئولة عن الإصابة بـ انفلونزا العيون، وهي فيروسات منتشرة في كل مكان في العالم وتتميز بقدرتها الهائلة على المقاومة، وتستطيع أن تبقى على قيد الحياة خارج العين لمدة أسبوعين.
ويلفت الخبراء بحسب وكالة (دويتشه فيليه) الألمانية، إلى أن فيروسات الغدد تسبب جملة من الأمراض يصيب بعضها المجاري التنفسية والقنوات الهضمية وقرنية العين وملتحمتها، والفيروسات ليست شديدة العدوى فقط بل إنها مقاومة لطرق العلاج أيضا، وتعتبر الايدي أسرع الطرق لانتشار لهذه الفيروسات حيث يلمس المصاب عينه بعد أن يلمس غيره أو يصافحه، وتنتقل الفيروسات أيضا من خلال مقابض الأبواب والنوافذ أو أي سطوح أخرى قد تلمسها الأصابع.
ويمكن لمسببات المرض أيضا أن تنتقل عبر الملابس والمناشف في الغسالات، كما تنتقل من خلال قطارات العيون التي تصبح بالتلامس سببا للعدوى، ويُوصى بتجنب استخدام نفس قطرة العين، وثبت علميا أنّ الفيروس يمكن أن يعيش في درجة حرارة الغرفة الطبيعية عدة أسابيع.
وتعد انفلونزا العين أكثر هجومية من التهاب الملتحمة العادي، وتظهر التحليلات المختبرية إلى أن أشد الحالات هي تلك التي وقعت في ألمانيا، وأظهرت التحليلات أن أكثر أنواع التهاب الملتحمة سببها بكتيري ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية، ولكنه أمر غير ممكن بالنسبة لأنفلونزا العين.
والإصابة بـ انفلونزا العيون تبدأ بـ احمرار في إحدى العينين، ثم يلتهب الجفن مع شعور بوجود جسم غريب في العين وبحرقة وحكة وتدمع العين بشدة أحيانا، كما أنها تستجيب بشدة للضوء وتصبح حساسة له، وفي بعض الحالات قد يصل الالتهاب إلى قرنية العين.
وفترة الإصابة بهذا المرض تستمر لما بين أسبوعين إلى شهر ثم يختفي المرض تلقائيا، لكن يمكن ملاحظة استمرار ظهور “ضباب” حول القرنية في بعض الحالات، وفي حالات قليلة تتناقص القدرة على البصر بشكل دائم.
والي الآن لم يتوصل الباحثون الي دواء ناجع ضد هذا المرض الفيروسي لكنهم ينصحون بالحفاظ على النظافة التي تعد أهم عنصر للوقاية من المرض لاسيما غسل اليد بالصابون والمطهرات بانتظام وباستمرار وبشكل كامل مع تجنب لمس المصابين.
وباتت اليابان منذ زمن منطقة يتوطن فيها فيروس انفلونزا العيون، فهل تصبح ألمانيا مستوطنة جديدة له؟