نشرت مجلة (British Medical Journal (BMJ دراسة حديثة توضح أن هناك قلق سائد في المجتمع بسبب مادة الجلوتين وما قيل عنها أنها قد تسبب الإصابة بالسمنة أو متلازمة التمثيل الغذائي أو الأمراض العصبية والنفسية أو الأمراض القلبية الوعائية، لذلك أصبح الناس يتناولون الطعام الذي لا يحتوي على تلك المادة مما قد يعرض صحتهم للخطر.
وقد حذر الخبراء من اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين Gluten لأنه قد يضر بالصحة، لذلك لا ينبغي تشجيع النظام الغذائي الخالي من الجلوتيـن لمن لا يعانون من مرض حساسية القمح أو ما يعرف أيضا باسم الداء الزلاقي أو البطني celiac disease، لأن تناول الحبوب الكاملة يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
حيث أن هذا النظام صمم خصيصا للمرضى الذين يعانون من مرض حساسية القمح، وهي عبارة عن حالة هضمية تلتهب فيها الأمعاء الدقيقة وتفقد قدرتها على امتصاص المواد الغذائية بسبب ردة فعل سلبية ضد مادة الجلوتين، مما يسبب بعض الأعراض المرضية مثل الإسهال والانتفاخات وألام البطن، وتتواجد مادة الجلوتين في القمح والشعير، وتتواجد أيضا في المعكرونة والكعك ومعظم أنواع الخبز.
وقد قام فريق من باحثي جامعة هارفارد وكولومبيا بدراسة لتقييم العلاقة بين الجلوتين وخطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب التاجية، فقد حللوا بيانات حوالي 65 ألف امرأة و 45 ألف رجل ممن لا يعانون من أي نوع من أمراض القلب التاجية، وطلبوا منهم ملء استبيانات تفصيلية عن الأغذية التي يتناولونها.
كما أظهرت النتائج أنه على مدى 26 عاما من المتابعة لم يظهر أي شيء يدل على وجود علاقة واضحة بين تناول الجلوتين والإصابة بأمراض القلب، بل أظهرت النتائج أن قلة تناول الجلوتين تؤدي إلى انخفاض معدل تناول الحبوب الكاملة المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية، لذلك أوضحوا أن فقط من يعانون من حساسية القمح هم الواجب عليهم اتباع نظام غذائي خالي من الجلوتين نظرا لتأثيره السلبي على صحتهم.