يبدو أن تجرأ بعض أنواع البكتيريا علي المضادات الحيوية لن يدوم طويلا وسيضع له العلماء حداً في القريب العاجل، فقد أعلن علماء من الدنمارك أنهم توصلوا لآلية جديدة لوقف مقاومة بعض أنواع البكتيريا للمضادات الحيوية.
وشهدت السنوات الماضية تراجعاً في فاعلية أنواع متعددة من المضادات المضادات الحيوية، الأمر الذي دفع 13 شركة دواء عالمية في سبتمبر الماضي لتقديم تعهدا بتطهير مصانعها من الملوثات.
وبعد أبحاث مطولة عمل عليها علماء من جامعة Aarhus الدنماركية للتعرف على ماهية تلك البكتيريا، وسبب عجز الأدوية عن القضاء عليها، توصلوا إلى معلومات مهمة من شأنها حل المشاكل المتعلقة بمكافحة تلك الأنواع المستعصية على العلاج.
وشرح العلماء أن سبب الأزمة يعود الي أن الكثير من أصناف البكتيريا تدخل جسم الإنسان وتصيبه بالعديد من الأمراض، ولذلك يلجأ الأطباء لوصف المضادات الحيوية للقضاء عليها، وفي رد فعل على تلك الأدوية، تدخل البكتيريا بحالة تشبه “السُبات”، ثم يقوم الجسم بإفراز ما يعرف بـ”مضادات السموم” للتخلص من المفرزات التي تنتجها البكتيريا لتحافظ على بقائها وتكاثرها في جسم الإنسان.
ومن أمثلة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، البكتيريا العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus المقاومة لـ الميثيسيلين Meticillin. كما أصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية في أغسطس الماضي لـ علاج الأمراض المنقولة جنسيا بالمضادات الحيوية، بعد تراجع دور بعض العقاقير في مقاومة الأمراض الجنسية.
وأظهرت الدراسات الجديدة أن “مضادات السموم” في جسم الإنسان تضم ما يسمى “متناظرات” من الأحماض الأمينية، وعن طريق التأثير على تلك “المتناظرات” بطرق طبية يمكن للأدوية والمضادات الحيوية اختراق أغشية الخلايا البكتيرية، مما يُمكّنها من القضاء عليها.
وتعتبر هذه الدراسات رائدة في مجال السيطرة على الأنواع المعقدة من البكتيريا ، مما يدعم جهود العلماء في القضاء علي العديد من الأمراض المستعصية.
وفي مايو الماضي سُجلت في الولايات المتحدة الامريكية أول حالة إصابة مقاومة لفئة الملاذ الأخير من المضاد الحيوي Drug of last resort والتي تستعمل لعلاج أصناف عدوى بكتيرية وفيروسية ولم تنجح كل أنواع العقاقير الأخرى في علاجها، وهو ما اعتبره العلماء تطورا خطيرا في مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.