جاءت دراسة حديثة مؤخرا تم إجراؤها في جامعة ساوث كارولينا لتظهر أن اكتئاب ما بعد الولادة هو أمر ملموس، مع تقديرات أن هناك حوالي 10% من الرجال سجلوا أعراض الاكتئاب بعد ولادة الطفل، وهو ما يمثل ضعف المعدل النمطي للاكتئاب لدى الذكور.
وفي الوقت الذي تم الربط فيه بين الاكتئاب الذي تعانيه المرأة وهرموناتها، مازال السبب في اكتئاب ما بعد الولادة للرجال غير محدد بشكل واضح.
لذلك قام الباحثون باختبار ما إذا كانت مستويات الرجال من هرمون التستوستيرون ترتبط بخطر الاكتئاب بعد الولادة، لتظهر النتائج أن هرمونات الرجال لا تتأثر فقط بخطر الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة ولكن تتأثر بخطر اكتئاب زوجاتهم أيضا.
أيضا أظهرت بعض الدراسات أن الذكور في كثير من الأحيان تظهر لديهم انخفاضات في هرمون التستوستيرون في فترة ولادة أطفالهم، كما أظهرت أن الرجال الذين يقومون بقضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم تنخفض لديهم نسبة هرمون التستوستيرون، مما يجعل للرعاية الأبوية دور في ذلك.
لكن حتى الآن لم يحدد الباحثون السبب بالضبط وراء انخفاض التستوستيرون في الرجال وعلاقة ذلك بالأبوة، لكن يمكن أن يرجع إلى القرب من الرضيع أو الشريك، وزيادة الضغط وتعطل النوم.
لكن ما قد يكون مفاجئ في النتائج أن الزوجات يكن أقل عرضة للاكتئاب إن كان أزواجهم يمرون بانخفاض هرمونات التستوستيرون! حيث يقضي الرجال وقت أكثر مع الطفل، مما يخفف الضغط قليلا على الأم.
أما في حال حدوث العكس وارتفاع هرمون التستوستيرون سجلت بعض النساء وجود عدوانية أكثر من أزواجهم، وهو مايظهر في فترة ما بعد الولادة.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه انخفاض التستوستيرون أمر جيد للعلاقة الأسرية لكنه يسبب اضطراب المزاج للرجل ويعرضه لخطر الاكتئاب.
وفي النهاية ذكر الباحثون أن الأمهات أو الآباء الجدد، الذين يعانون من المزاج المكتئب بعد ولادة أطفالهم، يمكن أن يأخذوا بعض الوقت لإدراك أنها مشاعر طبيعية.
كما نصح الباحثون بعدم الشعور بالحرج في طلب المساعدة، فالاكتئاب يؤثر على وضع الأسرة بأكملها وليس شخص واحد.