توصل العلماء أخيرا إلى افضل المضادات الحيوية فاعلية لأول مرة منذ اكتشاف البنسلين قبل 30 عامًا؛ والمفاجأة أن المضاد الحيوي الجديد موجود في “التراب”.
وتشير تجارب العلماء إلى أن عائلة المضادات الحيوية المكتشفة حديثا، والتي أطلق عليها اسم مالاسيدين Malacidins ، يمكن أن تقتل بكتيريا سوبيربوجس superbugs المقاومة لأعتى أنواع المضادات الحيوية ، بما في ذلك المكورات العنقودية الذهبية (مارسا MRSA) المقاومة للميثيسيلين والتي باتت تتغلب على فئة الملاذ الأخير من المضادات الحيوية.
وعند اختبار “مالاسيدين” على التهابات بكتيريا مارسا الجلدية في الفئران، لم تعاني القوارض من أي آثار جانبية، مما يشير أيضا إلى أنه بديل غير سام للمضادات الحيوية الحالية.
ونشرت نتائج الدراسة التي تعتبر إنجاز طبي مهم في دورية journal Nature Microbiology، كما يجري الباحثون المزيد حول قدرة مالاسيدين في علاج العدوى البشرية.
وقد حذر الخبراء فى وقت سابق من أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تشكل “خطرا كبيرا” ويمكن أن تعود بالمجتمع لظروف القرن التاسع عشر حيث قد تكون العدوى البكتيرية مهددة للحياة.
ويعتقد أن الافتقار إلى افضل المضادات الحيوية فاعلية مقترن بالإفراط في وصف المضادات الحيوية، مما أدى إلى مقاومتها.
فالبكتيريا يمكن أن تصبح مقاومة للعقاقير عندما يأخذ الناس جرعات زائدة من المضادات الحيوية، أو يتم إعطاؤها من دون داع.
وقال مؤلف الدراسة الأستاذ سين برادي من جامعة روكفلر في نيويورك: “كان مالاسيدين ناجحا في تعقيم الجروح المصابة بالـ مارسا في تجربتنا على الفئران”.
وأضاف “خلال 24 و 72 ساعة بعد العدوى، أدى العلاج بمالاسيدين للقضاء على البكتيريا، وكذلك لم تظهر له سمية”.
وأكد البروفيسور برادي أنه “حتى بعد مرور 20 يوما لم نكتشف أي مقاومة من المكورات العقودية الذهبية للمالاسيدين.”
وقام العلماء بتحليل أكثر من ألف عينة من التربة مأخوذة من جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد نجحت المضادات الحيوية الموجودة في هذه العينات في قتل مجموعة متنوعة من البكتيريا المسببة للأمراض المتعددة المقاومة للأدوية.
ويعتقد أن التربة مصدر جيد جيدا للمضادات الحيوية، لأن محتوياتها تضم أنواعا مختلفة من البكتيريا تحارب بعضها البعض من أجل البقاء على قيد الحياة، مما يجعلها أقوى.